347
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

(فَسُبْحَانَ) . تفريع على عدم هذا النفع في فعله تعالى، فإنّ عدم الانتفاع إنّما يكون في فعل ليس لفاعله فيه مشقّة.
(الَّذِي لَا يَؤُودُهُ) . يُقال: آدني الحمل يؤودني أودا، أي أثقلني؛ وأنا مؤود كمقول. ۱(خَلْقُ مَا ابْتَدَأَ، وَلَا تَدْبِيرُ مَا بَرَأَ) . البرء بالفتح: الخلق لا عن مثال. ولهذه اللفظة من الاختصاص بخلق الحيوان ما ليس لها بغيره من المخلوقات، وقلّما تستعمل في غير الحيوان، يُقال: برأ اللّه النسمة، وخلق السماوات والأرض. ۲(وَلَا مِنْ عَجْزٍ وَلَا مِنْ فَتْرَةٍ) ؛ ۳ بفتح الفاء وسكون المثنّاة فوق: الانكسار والضعف.
(بِمَا خَلَقَ اكْتَفى) . الظرف متعلّق بالفعل بعده، وبعد هذا التعلّق يلاحظ تعلّق الظرفين السابقين بذلك الفعل.
(عَلِمَ مَا خَلَقَ) . استئنافٌ بياني لقوله: «ولا مِن عجز» إلى آخره؛ أي علم المصلحة في خلق ما خلق.
(وَخَلَقَ مَا عَلِمَ) أي علم أنّ فيه المصلحةَ.
(لَا بِالتَّفْكِيرِ فِي عِلْمٍ) . «في» بمعنى اللام كما في «عُذّبتِ امرأة في هرّة». ۴(حَادِثٍ أَصَابَ مَا خَلَقَ، وَلَا شُبْهَةٌ)۵ ؛ مرفوعٌ بالابتداء، والخبرُ قوله:
(دَخَلَتْ عَلَيْهِ فِيمَا لَمْ يَخْلُقْ، لكِنْ قَضَاءٌ مُبْرَمٌ) أي لكنّ الفرق بين ما خلق وما لم يخلق، قضاء، أي بقضاء.

1.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۴۲ (أود) .

2.النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۱۱ ؛ لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۱ (برأ) .

3.في حاشية «أ» : «ولا من عجز ، أي ليس اكتفاؤه بما خلق عن عجز ولا من فتور ، بل إنّما هو لعدم إمكان الزائد عليه ونقص قابليّة ما خلق لأزيد ، فالنقصان في جانب القابل ، لا من جهة الفاعل تعالى شأنه» . الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۳۰ ، ذيل ۳۵۳ .

4.مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۴۵۷ ، مسند أبي هريرة ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۷۷ ، كتاب المساقاة ؛ صحيح مسلم ، ج ۷ ، ص ۴۳ باب تحريم قتل الهرّة .

5.في الكافي المطبوع : «شبهةٍ» بتنوين كسر الأخير .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
346

(وَكُلُّ صَانِعِ شَيْءٍ فَمِنْ شَيْءٍ صَنَعَ، وَاللّهُ لَا مِنْ شَيْءٍ صَنَعَ مَا خَلَقَ، وَكُلُّ عَالِمٍ فَمِنْ بَعْدِ جَهْلٍ تَعَلَّمَ) . إشارةٌ إلى قوله تعالى: «وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ»۱
على ما مضى في سابع العشرين. ۲(وَاللّهُ لَمْ يَجْهَلْ وَلَمْ يَتَعَلَّمْ) . وقوله:
(أَحَاطَ بِالْأَشْيَاءِ عِلْما قَبْلَ كَوْنِهَا، فَلَمْ يَزْدَدْ بِكَوْنِهَا عِلْما) ، استئنافٌ بياني لعدم جهله وتعلّمه. والكون في الموضعين من التامّة، وقوله:
(وَ۳عِلْمُهُ بِهَا قَبْلَ أَنْ يُكَوِّنَهَا كَعِلْمِهِ بَعْدَ تَكْوِينِهَا) ، استئنافٌ بياني للاستئناف الأوّل؛ أي لا يتفاوت علمه قبلُ وبعدُ، لا بالإجمال والتفصيل ولا بغيرهما. وقوله:
(لَمْ يُكَوِّنْهَا) إلى آخره استئناف بياني لتكوينها، كأنّ سائلاً يقول: إذا لم يستفد بتكوينها علما فما الفائدة في تكوينها؟
(لِتَشْدِيدِ سُلْطَانٍ، وَلَا خَوْفٍ مِنْ زَوَالٍ وَلَا نُقْصَانٍ، وَلَا اسْتِعَانَةٍ عَلى ضِدٍّ مُثَاوِرٍ۴) . المثاورة ـ بالمثلّثة والمهملة ـ : المواثبة والمنازعة.
(وَلَا نِدٍّ مُكَاثِرٍ) . الندّ ـ بالكسر ـ : المثل والنظير. والمكاثرة ـ بالمثلّثة والمهملة ـ : المغالبة في كثرة الأتباع ونحو ذلك؛ يقال: كاثرناهم فكثرناهم، أي غلبناهم بالكثرة. ۵(وَلَا شَرِيكٍ مُكَابِرٍ) . المكابرة ـ بالموحّدة والمهملة ـ : المغالبة في الكبر بالكسر: العظمة.
(لكِنْ خَلَائِقُ) . خبر مبتدأ محذوف؛ أي لكن ما عداه خلائق.
(مَرْبُوبُونَ، وَعِبَادٌ دَاخِرُونَ) . الدخور: الصغار والذلّ. ۶

1.هود (۱۱) : ۷ .

2.أي في الحديث ۷ من باب العرش والكرسي .

3.في «ج» و الكافي المطبوع : - «و» .

4.في الكافي المطبوع : «مناو» .

5.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۳ ـ ۸ (كثر) .

6.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۶۵۵ (دخر) .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 52700
صفحه از 584
پرینت  ارسال به