349
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

(وَالْمَجْدِ وَالسَّنَاءِ) ؛ بالفتح والمدّ: الرِّفعة.
(وَتَوَحَّدَ بِالتَّحْمِيدِ، وَتَمَجَّدَ بِالتَّمْجِيدِ) . الفعلان للمبالغة، وذلك مبنيّ على أنّ معظم حمد العباد وتعظيمهم على أفعالهم الحسنة الاختياريّة راجع إليه؛ لأنّها بلطفه وتوفيقه، فكان حمد غيره وتعظيم غيره كالعدم.
(وَعَلَا عَنِ اتِّخَاذِ الْأَبْنَاءِ، وَتَطَهَّرَ وَتَقَدَّسَ عَنْ مُلَامَسَةِ النِّسَاءِ، وَعَزَّ و جَلَّ عَنْ مُجَاوَرَةِ الشُّرَكَاءِ، فَلَيْسَ لَهُ فِيمَا خَلَقَ ضِدٌّ، وَلَا لَهُ فِيمَا مَلَكَ نِدٌّ، وَلَمْ يَشْرَكْهُ فِي مُلْكِهِ أَحَدٌ، الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الْمِئْبَدُ۱لِلْأَبَدِ، وَالْوَارِثُ لِلْأَمَدِ) ، المئبد بكسر الميم وسكون الهمز وفتح الموحّدة ومهملة، اسم آلةٍ.
والأبد بالهمز والموحّدة والمهملة كجبل وكراكع: الدائم، وجمع الثاني كركّع، ومنه يُقال للوحوش: أوابد واُبّد كركّع؛ لزعمهم أنّها لا تموت حتفَ أنفها. ۲
والأمد كجبل: منتهى الشيء، وكراكع وككتف: ما بلغ المنتهى وفني، وجمع الثاني كركّع؛ يعني أنّه تعالى سبب بقاء كلّ باق، ويبقى بعد فناء كلّ فان.
(الَّذِي لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ وَحْدَانِيّا) ؛ بفتح الواو وسكون الحاء ۳ المهملة منسوب إلى الوحد أو الوحدة بزيادة الألف والنون للمبالغة.
(أَزَلِيّا قَبْلَ بَدِيِّ۴الدُّهُورِ، وَبَعْدَ صُرُوفِ الْأُمُورِ) .
البَدِيّ بفتح الموحّدة وكسر المهملة وتشديد ۵ الخاتمة أو تخفيفها من الناقص الواوي، فعيل بمعنى فاعل، أو مخفّف فاعل؛ من بدا الشيء من باب نصر: إذا ظهر. والمراد ما ظهر في الدهور من اُمور الدنيا المشوبة بالباطل.
والصروف بضمّ المهملتين جمع «صِرف» بالكسر، وهو الخالص من كلّ شيء.

1.في الكافي المطبوع : «المبيد» .

2.حكاه في لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۶۸ عن الأصمعي .

3.في «ج» : - «الحاء» .

4.في الكافي المطبوع : «بَدْءِ» .

5.في «ج» : «شدّ» .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
348

(وَعِلْمٌ مُحْكَمٌ ، وَأَمْرٌ مُتْقَنٌ) أي لا يعلم سرّ ذلك غيره تعالى. وبيَّن ذلك بالاستئناف البياني بقوله:
(تَوَحَّدَ بِالرُّبُوبِيَّةِ) أي بالتدبير للعالم.
إن قلت: التوحّد يدلّ على أنّ الانفراد بالربوبيّة اختياري له وليس كذلك.
قلت: لا نسلّم الدلالة؛ لأنّ التفعّل هنا للمبالغة كما قالوا في المتطبّب، ولو سلّم أمكن أن يكون المقصود أنّه لم يطّلع غيره على سرّ الربوبيّة إجراءً للاطّلاع على مجرى التشريك.
إن قلت: اطّلاع الغير على سرّ الربوبيّة أيضا غير ممكن.
قلنا: لا نسلِّم ۱ ذلك؛ إذ لعلّه يمكن أن يخلق خلقا يتأتّى منه تعالى اطّلاعه على سرّ الربوبيّة.
ويمكن الجواب: بأنّ المراد بالتوحيد إظهار الانفراد ونصب الدلائل عليه وهو اختياري، والربّ يُطلق في اللغة على المالك والسيّد والمدبّر والمربّي والمتمِّم والمُنعم. ۲(وَخَصَّ نَفْسَهُ بِالْوَحْدَانِيَّةِ) أي بالانفراد بتدبير العالم، واللام فيها للعهد؛ لتقدّم ذكرها في قوله: «توحّد».
إن قلت: الوحدانيّة غير قابلة للشركة، فما وجه الخصوص هنا؟
قلت: لعلّ المراد به إظهار أنّه لا يمكن الوحدانيّة لأحد بدله.
(وَاسْتَخْلَصَ) . الاستخلاص: مبالغة الخلوص.
(بِالْمَجْدِ) أي بالكرم بمعنى الشرف.
(وَالثَّنَاءِ) أي المدح.
(وَتَفَرَّدَ بِالتَّوْحِيدِ) أي التنزيه عن النقص.

1.في حاشية «أ» : «يتمّ» .

2.معجم مقاييس اللغة ، ج ۲ ، ص ۳۸۱ (دب) .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 52080
صفحه از 584
پرینت  ارسال به