(وَلَا تَجْلِسْ خَلْفَهُ) . ذكره للدلالة على أنّه إن لم يتيسّر الجلوس بين يديه ، فينبغي الجلوس على أحد جانبيه ؛ لما مرّ ، ولأنّ السؤال من الخلف يؤذي المسؤول .
(وَلا تَغْمِزْ بِعَيْنِكَ) ؛ بالمعجمتين بصيغة النهي من باب ضرب ، والغمز : العصر والكبس باليد ، وإذا نُسب إلى العين فالمراد الإشارة بها ، أو إطباقها للتصديق .
(وَلَا تُشِرْ بِيَدِكَ ، وَلَا تُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ : قَالَ فُلَانٌ وَقَالَ فُلَانٌ خِلَافا لِقَوْلِهِ ، وَلَا تَضْجَرْ) ؛ من باب علم أو باب التفعّل ؛ أي لا تبرم ، (بِطُولِ صُحْبَتِهِ ؛ فَإِنَّمَا مَثَلُ الْعَالِمِ مَثَلُ النَّخْلَةِ) .
وقوله : (تَنْتَظِرُهَا حتّى يَسْقُطُ عَلَيْكَ مِنْهَا شَيْءٌ) صفةُ النخلة ، إنّما سوغها كون اللام في النخلة للعهد الذهني فهي كالنكرة كقوله : «ولقد أمرُّ على اللئيم يسبّني» ۱ ، ولا يجوز أن تكون الجملة استئنافا بيانيا ؛ لأنّه ليس كلّ نخلة كذلك ، والحال عن المضاف إليه ضعيف .
(وَالْعَالِمُ أَعْظَمُ أَجْرا مِنَ الصَّائِمِ۲الْقَائِمِ ، الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللّهِ) ؛ لأنّ كفّ نفسه وأصحابه عن المذاهب الباطلة أفضل من كفّ الصائم ، وقيامه ليلة للمطالعة أفضل من قيام القائم في الليل للصلاة ، ودفع السلوك عن الحقّ أفضل من غزو الغازي في سبيل اللّه ، وقد روي أنّ مداد العلماء أعظم من دماء الشهداء . ۳
1.هذا صدر بيت وعجزه : «فمضيت ثمت قلت : لا يعنيني» ذكره الجوهري في الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۸۲ (وثم) ؛ وحكاه أيضا الطوسي في التبيان ، ج ۱ ، ص ۳۵۱ ؛ والطبرسي في جوامع الجامع ، ج ۱ ، ص ۵۸ ؛ ومجمع البيان ، ج ۱ ، ص ۳۲۲ .
2.في حاشية «أ ، ج» : «الصابر . خ ل» .
3.ورد مضمونه في الأمالي للصدوق ، ص ۲۳۳ ، ح ۱ ؛ والفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۹۹ ، ح ۵۸۵۳ ؛ وأمالي الطوسي ، ص ۵۲۱ ، ح ۵۶ .