111
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحا صَرْصَرا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ» 1 ، وَقَالَ: «الرِّيحَ الْعَقِيمَ» 2 ، وَقَالَ: «رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ» 3 ، وَقَالَ: «فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ» 4 ، وَمَا ذُكِرَ مِنَ الرِّيَاحِ الَّتِي يُعَذِّبُ اللّهُ بِهَا مَنْ عَصَاهُ».
قَالَ: «وَلِلّهِ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ رِيَاحُ رَحْمَةٍ لَوَاقِحُ وَغَيْرُ ذلِكَ يَنْشُرُهَا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ، مِنْهَا مَا يُهَيِّجُ السَّحَابَ لِلْمَطَرِ، وَمِنْهَا رِيَاحٌ تَحْبِسُ السَّحَابَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَرِيَاحٌ تَعْصِرُ السَّحَابَ، فَتَمْطُرُهُ بِإِذْنِ اللّهِ، وَمِنْهَا رِيَاحٌ مِمَّا عَدَّدَ اللّهُ فِي الْكِتَابِ.
فَأَمَّا الرِّيَاحُ الْأَرْبَعُ: الشَّمَالُ، وَالْجَنُوبُ، وَالصَّبَا، وَالدَّبُورُ، فَإِنَّمَا هِيَ أَسْمَاءُ الْمَلَائِكَةِ الْمُوَكَّلِينَ بِهَا، فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ أَنْ يُهِبَّ شَمَالاً أَمَرَ الْمَلَكَ الَّذِي اسْمُهُ الشَّمَالُ، فَيَهْبِطُ 5 عَلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ، فَقَامَ عَلَى الرُّكْنِ الشَّامِيِّ، فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ، 6 فَتَفَرَّقَتْ 7 رِيحُ الشَّمَالِ حَيْثُ يُرِيدُ اللّهُ مِنَ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ.
وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ أَنْ يَبْعَثَ جَنُوبا أَمَرَ الْمَلَكَ 8 الَّذِي اسْمُهُ الْجَنُوبُ، فَهَبَطَ 9 عَلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ، فَقَامَ عَلَى الرُّكْنِ الشَّامِيِّ، فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ، 10 فَتَفَرَّقَتْ 11 رِيحُ الْجَنُوبِ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَيْثُ يُرِيدُ اللّهُ.
وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ أَنْ يَبْعَثَ رِيحَ الصَّبَا، أَمَرَ الْمَلَكَ الَّذِي اسْمُهُ الصَّبَا، فَهَبَطَ 12 عَلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ، فَقَامَ عَلَى الرُّكْنِ الشَّامِيِّ، فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ، فَتَفَرَّقَتْ 13 رِيحُ الصَّبَا حَيْثُ يُرِيدُ اللّهُ ـ جَلَّ وَعَزَّ ـ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ.
وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ أَنْ يَبْعَثَ دَبُورا، أَمَرَ الْمَلَكَ الَّذِي اسْمُهُ الدَّبُورُ، فَهَبَطَ 14 عَلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ، فَقَامَ عَلَى الرُّكْنِ الشَّامِيِّ، فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ، فَتَفَرَّقَتْ 15 رِيحُ الدَّبُورِ حَيْثُ يُرِيدُ اللّهُ مِنَ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ».
ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ: رِيحُ الشَّمَالِ، وَرِيحُ الْجَنُوبِ، وَرِيحُ الدَّبُورِ، وَرِيحُ الصَّبَا، إِنَّمَا تُضَافُ إِلَى الْمَلَائِكَةِ الْمُوَكَّلِينَ بِهَا».

1.القمر (۵۴) : ۱۸ و ۱۹ .

2.الذاريات (۵۱) : ۴۱ .

3.الأحقاف (۴۶) : ۲۴ .

4.البقرة (۲) : ۲۶۶ .

5.في الحاشية عن بعض النسخ: «فهبط».

6.في الحاشية عن بعض النسخ: «بجناحيه».

7.في الحاشية عن بعض النسخ: «فتفرّق».

8.في الحاشية عن بعض النسخ: + «الموكّل».

9.في الحاشية عن بعض النسخ: «فيهبط».

10.في الحاشية عن بعض النسخ: «فيهبط».


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
110

أحمد ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : سمعته يقول : «إنّ لإبليس شيطانا يُقال له: هُزَع، يملأ المشرق والمغرب، في كلّ ليلة يأتي الناس في المنام» . ۱
وروى البرقي في كتاب المحاسن عن أبيه ، عن صفوان ، عن داود ، عن أخيه عبداللّه ، قال : بعثني إنسان إلى أبي عبداللّه عليه السلام زعم أنّه يفزع في منامه من امرأة تأتيه ، قال : فصِحتُ حتّى سمع الجيران .
فقال أبو عبداللّه عليه السلام : «اذهب، فقل : إنّك لا تؤدّي الزكاة» ، وقال : بلى، واللّه إنّي لاُؤدّيها !
فقال : «قُل له : إن كنت تؤدّيها، لا تؤدّيها إلى أهلها» . ۲
ويدلّ عليه أيضا خبر أبي بصير، وخبر سعد بن أبي خلف .
ومنها ما هو سبب ما بقي في ذهنه من الخيالات الواهية والاُمور الباطلة ، ويؤمي إليه خبر سعد وغيره . ۳

متن الحديث الثالث والستّين (حديث الرياح)

0.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ وَهِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام عَنِ الرِّيَاحِ الْأَرْبَعِ: الشَّمَالِ، وَالْجَنُوبِ، وَالصَّبَا، وَالدَّبُورِ، وَقُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ يَذْكُرُونَ أَنَّ الشَّمَالَ مِنَ الْجَنَّةِ، وَالْجَنُوبَ مِنَ النَّارِ؟
فَقَالَ: «إِنَّ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ جُنُودا مِنْ رِيَاحٍ يُعَذِّبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِمَّنْ عَصَاهُ، وَلِكُلِّ رِيحٍ مِنْهَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهَا، فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ يُعَذِّبَ قَوْما بِنَوْعٍ مِنَ الْعَذَابِ أَوْحى إِلَى الْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِذلِكَ النَّوْعِ مِنَ الرِّيحِ الَّتِي يُرِيدُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا» قَالَ: «فَيَأْمُرُهَا الْمَلَكُ، فَتَهِيجُ كَمَا يَهِيجُ الْأَسَدُ الْمُغْضَبُ» قَالَ: «وَلِكُلِّ رِيحٍ مِنْهُنَّ اسْمٌ؛ أَ مَا تَسْمَعُ قَوْلَهُ تَعَالى: «كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ * إِنّا

1.الأمالي للصدوق ، ص ۲۱۰ ، ح ۲۳۴ . وعنه في بحار الأنوار ، ج ۵۸ ، ص ۱۵۹ ، ح ۲ .

2.المحاسن ، ج ۱ ، ص ۸۷ ، ح ۲۷ ؛ ثواب الأعمال ، ص ۲۳۵ ؛ روضة الواعظين ، ص ۳۵۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۵۸ ، ص ۱۵۹ ، ح ۵ (وفيه عن المحاسن) .

3.مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۰۶ - ۲۱۶ (مع اختلاف يسير) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153406
صفحه از 624
پرینت  ارسال به