123
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

واجتهد في العبادة والتحميد، ينبغي أن يعترف بالقصور عن حقّه في ذلك . انتهى . ۱
وقال بعض الأفاضل : «قوله : «وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيرَا» في الآية معطوف على القول، والمخاطب به النبيّ صلى الله عليه و آله »، قال :
ويشكل نظمه هنا مع الجمل السابقة، فيحتمل أن يكون معطوفا على الجمل السابقة، بأن يكون خبر مبتدأ محذوف بتأويل مقول في حقّه ذلك، أو يكون خطابا عامّا لكلّ من يستحقّ الخطاب؛ لبيان أنّه يستحقّ من كلّ أحد أن يصِفه بالكبرياء .
وقال :
ويمكن أن يقرأ على صيغة الماضي؛ أي كبّره كلّ شيء تكبيرا ، ولا يبعد أن يكون في الأصل: «واُكبِّرهُ تكبيرا» على صيغة المتكلّم، فصحّفه النسّاخ ؛ ليكون موافقا للقرآن . انتهى . ۲
ومنهم من قال : قل: اللّه أكبر، اللّه أكبر .
وأقول : قد تكرّر في ألفاظ الأدعية ذكر آيات القرآن بعينها، وإن لم تكن مناسبا لاُسلوب الدعاء . والمقصود قراءة الآية بعينها، كما ورد في بعض الأدعية : «لَا إلهَ إِلَا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤمِنِين»۳ . فقوله : «فاستجبنا» إلى آخره، لا يناسب نظم الدعاء ، بل المراد قول هذا اللفظ بعينه، فلا يحتاج حينئذٍ إلى مثل تلك التوجيهات الركيكة الواهية .

متن الحديث السادس والستّين

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ، قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام يَقُولُ لأبِي جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ، وَأَنَا أَسْمَعُ: «أَتَيْتَ الْبَصْرَةَ؟» فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «كَيْفَ رَأَيْتَ مُسَارَعَةَ النَّاسِ إِلى هذَا الْأَمْرِ، وَدُخُولَهُمْ فِيهِ؟» قَالَ: وَاللّهِ، إِنَّهُمْ لَقَلِيلٌ، وَلَقَدْ فَعَلُوا،

1.تفسير البيضاوي ، ج ۳ ، ص ۴۷۳ .

2.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۲۱ .

3.الأنبياء (۲۱) : ۸۷ و ۸۸ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
122

متن الحديث الخامس والستّين

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ، عَنِ السَّكُونِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَنْ ظَهَرَتْ عَلَيْهِ النِّعْمَةُ، فَلْيُكْثِرْ ذِكْرَ «الْحَمْدُ لِلّهِ»، وَمَنْ كَثُرَتْ هُمُومُهُ، فَعَلَيْهِ بِالأْتِغْفَارِ، وَمَنْ أَلَحَّ عَلَيْهِ الْفَقْرُ، فَلْيُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَا بِاللّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ» يَنْفِي عَنْهُ الْفَقْرَ».
وَقَالَ: «فَقَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله رَجُلاً مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: مَا غَيَّبَكَ عَنَّا؟ فَقَالَ: الْفَقْرُ يَا رَسُولَ اللّهِ وَطُولُ السُّقْمِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أَ لَا أُعَلِّمُكَ كَلَاما إِذَا قُلْتَهُ ، ذَهَبَ عَنْكَ الْفَقْرُ وَالسُّقْمُ؟ فَقَالَ: بَلى يَا رَسُولَ اللّهِ، فَقَالَ: إِذَا أَصْبَحْتَ وَأَمْسَيْتَ فَقُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَا بِاللّهِ [الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ]، تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَ «الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرا» . ۱
فَقَالَ الرَّجُلُ: فَوَ اللّهِ، مَا قُلْتُهُ إِلَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتّى ذَهَبَ عَنِّي الْفَقْرُ وَالسُّقْمُ».

شرح

السند ضعيف على المشهور .
قوله : (ظَهَرت عليه) . قال الجوهري : «ظهر: تبيّن. وظهر عليه: غلب» .
وقوله : (يَنفي) على بناء المفعول، أو الفاعل، وفاعله القول .
وقوله : «الْحَمْدُ للّهِ» إلى قوله : «وَلِىٌّ مِّنَ الذُّلِّ» .
قال البيضاوي :
أي وليّ يواليه من أجل مذلّة به؛ ليدفعها بموالاته نفى عنه أن يكون له ما يشاركه من جنسه اختيارا واضطرارا ، ويعاونه ويقوّيه ، ورتّب الحمد عليه؛ للدلالة على أنّه الذي يستحقّ جنس الحمد؛ لأنّه كامل الذات المنفرد بالإيجاد المنعم على الإطلاق، وما عداه ناقص مملوك نعمة، أومنعم عليه، ولذلك عطف عليه.
قوله: «وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيرَا» وفيه تنبيه على أنّ العبد، وإن بالغ في التنزيه والتمجيد،

1.الإسراء (۱۷) : ۱۱۱ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153166
صفحه از 624
پرینت  ارسال به