167
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وقوله : (فيرقّ لذكرنا) أي يرقّ قلبه، من الرقّة ضدّ الغلظة . أو بمعنى الرحمة، أو الاستحياء، وفعل الكلّ كضرب .
وقوله : (لَيَشفع) كيمنع .
وقوله : (فيُشفّع فيه) على بناء المجهول من باب التفعيل . يُقال : شفّعته فيه تشفيعا ؛ أي قبلت شفاعته فيه .
وقوله : (ما له حسنة) ؛ يعني من الأعمال الصالحة سوى العقائد الصحيحة . وفيه دلالة على قبول شفاعة المؤمنين بعضهم لبعض، كغيره من الأخبار .
وقوله : ( «فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ» ).
قال الفيروزآبادي : «الصديق، كأمير: الحبيب، للواحد والجمع والمؤنّث، وهي بهاء. الجمع: أصدقاء وصُدقاء وصُدقان» . ۱
وقال : «الحميم، كأمير: القريب» . ۲
وقال البيضاوي في تفسير قوله تعالى : «وَمَا أَضَلَّنَا إِلَا الْمُجْرِمُونَ * فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ»۳ :
يعني من الملائكة والأنبياء، «وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ» ؛ إذ الأخلّاء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدوّ إلّا المتّقين ؛ أي فما لنا من شافعين ، ولا صديق ممّن نعدُّهم شفعاء وأصدقاء . أو وقعنا في مهلكة لا يخلّصنا منها شافع ولا صديق ممّن نعدّهم شفعاء وأصدقاء.
وجمع الشافع، ووحدة الصديق؛ لكثرة الشفعاء في العادة وقلّة الصديق ، أو لأنّ الصديق الواحد يسعى أكثر ممّا يسعى الشفعاء ، أو لإطلاق الصديق على الجمع كالعدوّ؛ لأنّه في الأصل مصدر ، كالحنين والصهيل . ۴

متن الحديث الثالث والسبعين

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي هَارُونَ،۵عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:

1.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۵۲ (صدق) .

2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۰۰ (حمم) .

3.الشعراء (۲۶) : ۹۹ و ۱۰۰ .

4.تفسير البيضاوي ، ج ۴ ، ص ۲۴۵ .

5.في الحاشية: «كأنّه مكفوف الضعيف. منه». وانظر : رجال الكشّي ، ص ۲۲۲.


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
166

متن الحديث الثاني والسبعين

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَابِشِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ:قُلْتُ لَهُ: إِنَّ لَنَا جَارا يَنْتَهِكُ الْمَحَارِمَ كُلَّهَا حَتّى إِنَّهُ لَيَتْرُكُ الصَّلَاةَ فَضْلاً عَنْ غَيْرِهَا؟
فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللّهِ ـ وَأَعْظَمَ ذلِكَ ـ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ؟» قُلْتُ: بَلى، قَالَ: «النَّاصِبُ لَنَا شَرٌّ مِنْهُ؛ أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يُذْكَرُ عِنْدَهُ أَهْلُ الْبَيْتِ، فَيَرِقُّ لِذِكْرِنَا إِلَا مَسَحَتِ الْمَلَائِكَةُ ظَهْرَهُ، وَغُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا إِلَا أَنْ يَجِيءَ بِذَنْبٍ يُخْرِجُهُ مِنَ الْاءِيمَانِ، وَإِنَّ الشَّفَاعَةَ لَمَقْبُولَةٌ، وَمَا تُقُبِّلَ فِي نَاصِبٍ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَشْفَعُ لِجَارِهِ وَمَا لَهُ حَسَنَةٌ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، جَارِي كَانَ يَكُفُّ عَنِّي الْأَذى، فَيُشَفَّعُ فِيهِ، فَيَقُولُ اللّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى: أَنَا رَبُّكَ، وَأَنَا أَحَقُّ مَنْ كَافى عَنْكَ، فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ وَمَا لَهُ مِنْ حَسَنَةٍ، وَإِنَّ أَدْنَى الْمُؤْمِنِينَ ۱ شَفَاعَةً لَيَشْفَعُ لِثَلَاثِينَ إِنْسَانا، فَعِنْدَ ذلِكَ يَقُولُ أَهْلُ النَّارِ: «فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ»۲ ».

شرح

السند مجهول .
قوله : (ينتهك) .
قال الجوهري : «انتهاك الحرمة: تناولها بما لا يحلّ» . ۳
وقوله : (سبحان اللّه ) .
«سبحان» اسم التسبيح الذي هو التنزيه، وانتصابه بفعل مقدّر . وقد يُقال : «سبحان اللّه » في موضع التعجّب .
وقوله : (وأعظم ذلك) على صيغة الماضي . يُقال : أعظمه وعظّمه، إذا فخّمه ؛ يعني أنّه عليه السلام عدَّ فعل هذا الرجل عظيما شنيعا، وتعجّب منه.
وحمله على اسم التفضيل بجعله مبتدأ ، وقوله : (ألا أخبركم ...) قائما مقام خبره بعيد .

1.في الحاشية عن بعض النسخ: «المؤمن».

2.الشعراء (۲۶) : ۱۰۰ و ۱۰۱ .

3.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۶۱۳ (نهك) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153399
صفحه از 624
پرینت  ارسال به