173
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

قوله: «بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ»۱ ، وهم النفر الذين قالوا ما قالوا . ۲
ويحتمل أن يكون التعريض بأنّه عليه السلام كان يقرأ هذا عليهم؛ لبيان نظير مورد الآية؛ أي سيعلمون بعد موتهم أنّهم المجانين، حيث فعلوا ما يستحقّون به العذاب الأبدي، أم أنا ؟! ۳
وقوله : (نزلت في بني اُميّة) أي في ذمّهم وسوء صنيعهم .
«فَهَلْ عَسَيْتُمْ» .
قال البيضاوي :
أي فهل يتوقّع منكم . «إِنْ تَوَلَّيْتُمْ» اُمور الناس، وتأمّرتم عليهم، أو أعرضتم وتولّيتم عن الإسلام .
«أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ» تناحرا على الولاية، وتجاذبا لها. أو رجوعا إلى ما كنتم عليه في الجاهليّة من التغاور، ومقاتلة الأقارب .
والمعنى أنّهم لضعفهم في الدِّين، وحرصهم على الدُّنيا أحِقِّاء بأن يتوقّع ذلك منهم من عرف حالهم، ويقول لهم: «هل عسيتم»، وهذا على لغة أهل الحجاز؛ فإنّ بني تميم لا يلحقون الضمير به ، وخبره «أن تفسدوا» . و«إن تولّيتم» اعتراض . ۴
وقوله : (كذبت) .
كان تكذيبه باعتبار أنّه عليه السلام قتل جماعة من أقاربه في الجهاد امتثالاً لأمر اللّه وإعلاء لكلمته .

متن الحديث السابع والسبعين

۰.وَبِهذَا الْاءِسْنَادِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الْحَارِثِ النَّصْرِيِّ، قَالَ:سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللّهِ كُفْرا»۵ ؟ قَالَ: «مَا تَقُولُونَ فِي ذلِكَ؟» قُلْتُ: نَقُولُ: ۶ هُمُ ۷ الْأَفْجَرَانِ مِنْ قُرَيْشٍ: بَنُو أُمَيَّةَ، وَبَنُو الْمُغِيرَةِ.

1.القلم (۶۸) : ۱ - ۷ .

2.تفسير مجمع البيان ، ج ۱۰ ، ص ۳۳۳ .

3.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۴۹ و ۲۵۰ .

4.تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۱۹۴ .

5.إبراهيم (۱۴) : ۲۸ .

6.في الحاشية عن بعض النسخ: «يقولون».

7.في الحاشية عن بعض النسخ: «هما».


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
172

الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ» 1 ؟ فَقَالَ: كَذَبْتَ، بَنُو أُمَيَّةَ أَوْصَلُ لِلرَّحِمِ مِنْكَ، وَلكِنَّكَ أَبَيْتَ إِلَا عَدَاوَةً لِبَنِي تَيْمٍ وَبَنِي عَدِيٍّ وَبَنِي أُمَيَّةَ».

شرح

السند ضعيف .
قوله تعالى : «بِأَيِّيكُمْ الْمَفْتُونُ» .
قيل : أي أيّكم الذي فُتِنَ بالسفاهة والجهالة وإنكار الحقّ ؟ ۲
وقال البيضاوي :
أيّكم الذي فتن بالجنون . والباء زائدة . أو بأيّكم الجنون، على أنّ «المفتون» مصدر كالمعقول والمجلود . أو بأيّ الفريقين منكم المجنون، أبفريق المؤمنين، أم بفريق الكافرين ؟ أي في أيّهما يوجد مَن يستحقّ هذا الاسم ؟ ۳
(تُعرّضُ بي وبصاحبي) ؛ يعني الثاني .
قال الجوهري : «عرّض: ضدّ صرّح . عرّض له وبه، ومنه المعاريض في الكلام، وهو التورية بالشيء عن الشيء» . ۴
وقال بعض الأفاضل :
تعريضه عليه السلام بهما لنزول الآية فيهما، حيث نسبا إلى النبيّ صلى الله عليه و آله الجنون حين قال صلى الله عليه و آله في أمير المؤمنين عليه السلام ما قال ، كما روي عن أبي أيّوب الأنصاري، قال : لمّا أخذ النبيّ صلى الله عليه و آله بيد عليّ عليه السلام ، فرفعها، وقال : «مَن كنت مولاه، فعليٌّ مولاه» ، قال الناس : إنّما افتتن بابن عمّه، ونزلت الآية : «فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّيكُمْ الْمَفْتُونُ»۵ .
وروى أمين الدِّين الطبرسي عن أبي القاسم الحسكاني، بإسناده عن الضحّاك بن مزاحم، قال : لمّا رأت قريش تقديم النبيّ صلى الله عليه و آله عليّا عليه السلام ، وإعظامه له، نالوا من عليّ، وقالوا : قد افتتن به محمّد، فأنزل اللّه تعالى : «ن * وَالْقَلَمِ * وَمَا يَسْطُرُونَ» إلى

1.محمّد (۴۷) : ۲۲ .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۳۰ .

3.تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۳۶۹ .

4.الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۰۸۷ (عرض) .

5.القلم (۶۸) : ۵ و ۶ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153379
صفحه از 624
پرینت  ارسال به