177
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

(ثمّ قال لنبيّه صلى الله عليه و آله ) في تلك السورة متّصلاً بالآية السابقة : «وَذَكِّرْ» ؛ أي لا تَدَع التذكير والموعظة .
«فَإِنَّ الذِّكْرى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ» ممّن علم اللّه إيمانه، وقدّره، ولكن لم يؤمن بعدُ ، وأمّا مَن آمن؛ فإنّه يزداد بها بصيرة .
هذا، ويظهر من هذا أنّ آخر الآية ناسخ لأوّلها . فتدبّر .

متن الحديث التاسع والسبعين

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ، عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، قَالَ:سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام يُحَدِّثُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، قَالَ: «حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام يُحَدِّثُ النَّاسَ، قَالَ:
إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، بَعَثَ اللّهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ النَّاسَ مِنْ حُفَرِهِمْ عُزْلاً مَهَلاً ۱ جُرْدا مُرْدا ۲ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يَسُوقُهُمُ النُّورُ، ۳ وَتَجْمَعُهُمُ الظُّلْمَةُ حَتّى يَقِفُوا عَلى عَقَبَةِ ۴ الْمَحْشَرِ، فَيَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضا، وَيَزْدَحِمُونَ دُونَهَا، ۵ فَيُمْنَعُونَ مِنَ الْمُضِيِّ، فَتَشْتَدُّ أَنْفَاسُهُمْ، وَيَكْثُرُ عَرَقُهُمْ، وَتَضِيقُ بِهِمْ أُمُورُهُمْ، وَيَشْتَدُّ ضَجِيجُهُمْ، وَتَرْتَفِعُ أَصْوَاتُهُمْ.
قَالَ: وَهُوَ أَوَّلُ هَوْلٍ مِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
قَالَ: فَيُشْرِفُ الْجَبَّارُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ فِي ظِلَالٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَيَأْمُرُ مَلَكا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَيُنَادِي فِيهِمْ: يَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ، أَنْصِتُوا، وَاسْتَمِعُوا ۶ مُنَادِيَ الْجَبَّارِ.
قَالَ: فَيَسْمَعُ آخِرُهُمْ، كَمَا يَسْمَعُ أَوَّلُهُمْ. قَالَ: فَتَنْكَسِرُ أَصْوَاتُهُمْ عِنْدَ ذلِكَ، وَتَخْشَعُ أَبْصَارُهُمْ، وَتَضْطَرِبُ فَرَائِصُهُمْ، وَتَفْزَعُ قُلُوبُهُمْ، وَيَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ إِلى نَاحِيَةِ الصَّوْتِ، «مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ» . قَالَ: فَعِنْدَ ذلِكَ يَقُولُ الْكَافِرُ: «هذا يَوْمٌ عَسِرٌ»۷ .

1.في الطبعة الجديدة وأكثر نسخ الكافي : «بُهما» . وفي بعض نسخ الكافي : «عذلاً» .

2.في الحاشية عن بعض النسخ : «فردا» .

3.في الحاشية عن بعض النسخ: «النار».

4.في الحاشية عن بعض النسخ: + «في».

5.في الحاشية عن بعض النسخ: «عليها».

6.في الحاشية عن بعض النسخ: «واسمعوا».

7.القمر (۵۴) : ۸ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
176

شرح

السند ضعيف .
قوله : (كذّبوا برسول اللّه ) .
في القاموس: «كذّب بالأمر تكذيبا وكذّابا: أنكره . وفلانا: جعله كاذبا» ۱ . فالباء على الأوّل للصلة ، والمراد تكذيبهم بما جاء به ، وعلى الثاني زائدة .
(همّ اللّه ) أي أراد إرادة قابلة للبداء .
(بهلاك أهل الأرض) ؛ ظاهره الإطلاق، ويحتمل التخصيص بمن بلغ إليه دعوته صلى الله عليه و آله .
(إلّا عليّا فما سواه) من أهل البيت عليهم السلام والمؤمنين من الصحابة .
فقوله : «ما سواه» من جملة المستثنى، واحتمال كونه من المستثنى منه في شمول الهلاك لغير عليّ عليه السلام بعيد من حيث اللفظ والمعنى .
(بقوله) في سورة الذاريات : «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ» .
قال بعض المفسّرين : «أي أعرض عن مجادلتهم بعد ما كرّرت عليهم الدعوة، فأبوا إلّا الإصرار والعناد . «فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ» على الإعراض بعد ما بذلت جهدك في الإبلاغ» انتهى . ۲
وكون الآية دالّا على ما ذكر؛ لأنّ الأمر بالتولّي والإعراض ليس إلّا الغضب عليهم وإرادة هلاكهم .
(ثمّ بدا له) .
قال الجوهري : «بَدَا الأمرُ بُدُوّا، مثل قعد قعودا ؛ أي ظهر، وبدا له في هذا الأمر بَداءً، ممدود؛ أي نشأ له فيه رأي» . ۳
(فرحم المؤمنين) .
لعلّ المراد بهم من علم أنّهم يؤمنون به ، فالمنكرون وإن استحقّوا الهلاك؛ لإنكارهم، لكن لأجل من في أصلابهم من المؤمنين استحقّوا عدمه، فترحّم عليهم، ودفع الهلاك عن آبائهم المنكرين .

1.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۲۲ (كذب) .

2.تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۲۴۱ .

3.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۷۸ (بدا) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153332
صفحه از 624
پرینت  ارسال به