وقال بعض المفسّرين : « أرذل العمر: الهرم، والحزف». ۱ وحدَّهُ بعضهم بخمس وتسعين، وبعضهم بخمس وسبعين . ۲
وقيل : لزمان بقاء كلّ شخص وعمره مراتب في القوّة والضعف ؛ فأضعف المراتب وأرذلها مائة سنة فصاعدا؛ لأنّ العمر في حال الطفوليّة وإن كان ضعيفا لكنّه في مقام الترقّي؛ لقبول الكمال بخلاف مائة سنة؛ فإنّه فيها في غاية الضعف، ومقامِ التنزّل حتّى يبلغ حدّا لا يدري ما يقول وما يفعل . ۳
متن الحديث الرابع والثمانين
۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ سَيْفٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «إِنَّ الْعَبْدَ لَفِي فُسْحَةٍ مِنْ أَمْرِهِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَإِذَا بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْحَى اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى مَلَكَيْهِ: قَدْ عَمَّرْتُ عَبْدِي هذَا عُمُرا، فَغَلِّظَا، وَشَدِّدَا، وَتَحَفَّظَا، وَاكْتُبَا عَلَيْهِ قَلِيلَ عَمَلِهِ وَكَثِيرَهُ ، وَصَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ».
شرح
السند مجهول .
قوله : (فُسحة) بالضمّ؛ أي سعة من عفو اللّه وغفرانه في اُموره التكليفيّة ، للمسامحة معه في كثير منها؛ لشدّة داعية الشهوانيّة وقوّتها .
وقيل : ليس فيه ما ينافي الحديث السابق؛ إذ ليس في السابق حكم ما دون الأربعين ، وأمّا في السابق من رفع الأدواء الثلاثة عن صاحب الأربعين، فلا ينافي التشديد عليه في أمره، ولكن لابدّ من تقييد التشديد بالبلوغ إلى الخمسين ؛ لأنّ الخمسين يوجب التخفيف، كما مرّ . أو القول بأنّ التخفيف من باب التفضّل لمن يشاء ، فقد يخفّف لصاحب