199
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

الخمسين، وقد يشدّد عليه . ۱
وقوله : (تحفّظا) .
التحفّظ: التذكّر، والتيقّظ .

متن الحديث الخامس والثمانين

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام عَنِ الْوَبَاءِ يَكُونُ فِي نَاحِيَةِ الْمِصْرِ، فَيَتَحَوَّلُ الرَّجُلُ إِلى نَاحِيَةٍ أُخْرى، أَوْ يَكُونُ فِي مِصْرٍ، فَيَخْرُجُ مِنْهُ إِلى غَيْرِهِ؟
فَقَالَ: «لَا بَأْسَ، إِنَّمَا نَهى رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَنْ ذلِكَ؛ لِمَكَانِ رَبِيئَةٍ ۲ كَانَتْ بِحِيَالِ الْعَدُوِّ، فَوَقَعَ فِيهِمُ الْوَبَاءُ، فَهَرَبُوا مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : الْفَارُّ مِنْهُ كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَخْلُوَ مَرَاكِزُهُمْ».

شرح

السند حسن .
قوله: (الوباء) بهمز اللام، محرّكة .
قال الجوهري في المهموز: «الوباء، يقصر ويمدّ: مرض عامّ. وجمع المقصور: أوباء ، وجمع الممدود: أوبئة» . ۳
وقال الفيروزآبادي : «الوَباء، محرّكة: الطاعون، وكلّ مرض عامّ» ۴ . وقال : «الطاعون: الوباء» . ۵
وقال الجوهري : «الطاعون: الموت الوَحِيّ من الوباء» . ۶
ومفاده أنّ الطاعون نفس الموت المسبّب من الوباء . وقيل : الطاعون مرض مخصوص،

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۴۲ .

2.في الحاشية عن بعض النسخ: «ريبة».

3.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۹ (وبأ) .

4.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۱ (وبأ) .

5.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۴۵ (طعن) .

6.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۱۵۸ (طعن) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
198

وقال بعض المفسّرين : « أرذل العمر: الهرم، والحزف». ۱ وحدَّهُ بعضهم بخمس وتسعين، وبعضهم بخمس وسبعين . ۲
وقيل : لزمان بقاء كلّ شخص وعمره مراتب في القوّة والضعف ؛ فأضعف المراتب وأرذلها مائة سنة فصاعدا؛ لأنّ العمر في حال الطفوليّة وإن كان ضعيفا لكنّه في مقام الترقّي؛ لقبول الكمال بخلاف مائة سنة؛ فإنّه فيها في غاية الضعف، ومقامِ التنزّل حتّى يبلغ حدّا لا يدري ما يقول وما يفعل . ۳

متن الحديث الرابع والثمانين

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ سَيْفٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «إِنَّ الْعَبْدَ لَفِي فُسْحَةٍ مِنْ أَمْرِهِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَإِذَا بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْحَى اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلى مَلَكَيْهِ: قَدْ عَمَّرْتُ عَبْدِي هذَا عُمُرا، فَغَلِّظَا، وَشَدِّدَا، وَتَحَفَّظَا، وَاكْتُبَا عَلَيْهِ قَلِيلَ عَمَلِهِ وَكَثِيرَهُ ، وَصَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ».

شرح

السند مجهول .
قوله : (فُسحة) بالضمّ؛ أي سعة من عفو اللّه وغفرانه في اُموره التكليفيّة ، للمسامحة معه في كثير منها؛ لشدّة داعية الشهوانيّة وقوّتها .
وقيل : ليس فيه ما ينافي الحديث السابق؛ إذ ليس في السابق حكم ما دون الأربعين ، وأمّا في السابق من رفع الأدواء الثلاثة عن صاحب الأربعين، فلا ينافي التشديد عليه في أمره، ولكن لابدّ من تقييد التشديد بالبلوغ إلى الخمسين ؛ لأنّ الخمسين يوجب التخفيف، كما مرّ . أو القول بأنّ التخفيف من باب التفضّل لمن يشاء ، فقد يخفّف لصاحب

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۴۱ .

2.راجع : تفسير جوامع الجامع ، ج ۲ ، ص ۵۴۸ ؛ تفسير السمرقندي ، ج ۲ ، ص ۴۴۹ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۷ ، ص ۸ ؛ تفسير الواحدي ، ج ۲ ، ص ۷۲۸ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ۳ ، ص ۴۰۹ .

3.اُنظر : مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۶۱ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153198
صفحه از 624
پرینت  ارسال به