203
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

أَ شَعَرْتَ أَنَّهَا لَا تَأْخُذُ فِي الْجَسَدِ كُلِّهِ، وَرُبَّمَا أَخَذَتْ فِي أَعْلَى الْجَسَدِ، وَلَمْ تَأْخُذْ فِي أَسْفَلِهِ، وَرُبَّمَا أَخَذَتْ فِي أَسْفَلِهِ، وَلَمْ تَأْخُذْ فِي أَعْلَى الْجَسَدِ كُلِّهِ».
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنْ أَذِنْتَ لِي حَدَّثْتُكَ بِحَدِيثٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ جَدِّكَ ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا وُعِكَ اسْتَعَانَ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ، فَيَكُونُ لَهُ ثَوْبَانِ: ثَوْبٌ فِي الْمَاءِ الْبَارِدِ، وَثَوْبٌ عَلى جَسَدِهِ، يُرَاوِحُ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ يُنَادِي حَتّى يُسْمَعَ صَوْتُهُ عَلى بَابِ الدَّارِ: يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ!
فَقَالَ: «صَدَقْتَ ۱ ».
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَمَا وَجَدْتُمْ لِلْحُمّى عِنْدَكُمْ دَوَاءً؟
فَقَالَ: «مَا وَجَدْنَا لَهَا عِنْدَنَا دَوَاءً إِلَا الدُّعَاءَ، وَالْمَاءَ الْبَارِدَ؛ إِنِّي ۲ اشْتَكَيْتُ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بِطَبِيبٍ لَهُ، فَجَاءَنِي بِدَوَاءٍ فِيهِ قَيْءٌ، فَأَبَيْتُ أَنْ أَشْرَبَهُ؛ لأنِّي إِذَا قَيَيْتُ ۳ زَالَ كُلُّ مَفْصِلٍ مِنِّي».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (لموعوك) .
في النهاية: «الوَعك: الحمّى . وقيل : ألمها . وقد وعكه المرض [وعكا]، فهو موعوك». ۴
وقوله: (وُعِك) على البناء للمفعول .
وقوله : (وهي) أي الحمّى المفهوم من الوعك.
(تضاعَفُ علينا) على البناء للمجهول .
قال الجوهري : «التضعيف: أن يزاد على أصل الشيء، فيجعل شيئين أو أكثر، وكذلك الإضعاف والمضاعفة» . ۵
ويفهم من هذا الخبر أنّ بيان كيفيّة المرض ودخول حدّته وشدّته ليس بشكاية .
وقوله : (أشَعرتَ) بصيغة المتكلِّم المجهول، من الإشعار . أو بصيغة الخطاب المعلوم من الشعور ، والهمزة للاستفهام ؛ أي هل أحسستَ بذلك .

1.في الحاشية عن بعض النسخ: «صدق».

2.في الحاشية عن بعض النسخ: «وإنّي».

3.في الحاشية عن بعض النسخ: «قئت».

4.النهاية ، ج ۵ ، ص ۲۰۷ (وعك) .

5.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۳۹۰ (ضعف) مع اختلاف يسير .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
202

وقال الزجّاج :
اشتقاق الطيرة إمّا من الطيران ؛ لأنّ الإنسان إذا تشأّم بشيء كَرِهَهُ، تباعد عنه، فيشبّه سرعة إعراضه عنه بالطيران . وإمّا من الطير؛ لأنّهم كانوا يستعملونه من زجر الطير، ويتشأّمون ببعضها . ۱
وقال صاحب المصباح :
الطِّيرَة، وزان عِنبة: التشاءم. وكانت العرب إذا أرادت المضيّ لمُهمٍّ مرّت بمجاثم الطير، وأثارتها لتستفيد هل تمضي، أو ترجع، فنهى الشارع عن ذلك، وقال : «لا هام، ولا طيرة» . ۲
(والحَسَد) .
في القاموس: «حَسَده الشيء وعليه، يَحْسِده ويَحسُده حَسَدا وحُسُودا: تمنّى أن تتحوّل إليه نعمتهُ وفضيلتهُ، أو يسلبهما» . ۳
(إلّا أنّ المؤمن لا يستعمل حَسَدَه) لا قولاً، ولا فعلاً، ولا بالتروّي في كيفيّة إجرائه على المحسود .
ويفهم من هذا الخبر عدم الإثم بتلك الاُمور، وإن كانت مركوزة في الخاطر إذا لم يظهر أثرها ، وإلّا فلا يمكن اتّصاف الأنبياء بها .
وقيل : يمكن أن يُراد بالحسد ما يعمّ الغبطة . وقيل : المراد به أنّ الناس يحسدونهم، وكذا في الأوّلين، وهو بعيد غاية البُعد . ۴

متن الحديث السابع والثمانين

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه السلام ، قَالَ:قَالَ لِي: «إِنِّي لَمَوْعُوكٌ مُنْذُ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ، وَلَقَدْ وُعِكَ ابْنِي اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرا، وَهِيَ تَضَاعَفُ عَلَيْنَا ،

1.حكاه عنه المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۴۳ .

2.المصباح المنير ، ص ۳۸۲ (طير) .

3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۸۸ (حسد) .

4.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۶۴ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153155
صفحه از 624
پرینت  ارسال به