آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ» 1 :
إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله غزا جمعا من بني ذُبيان ومحارب[بذي أمر]، فتحصّنوا برؤوس الجبال، ونزل رسول اللّه صلى الله عليه و آله بحيث يراهم، فذهب لحاجته، فأصابه مطر، فبلّ ثوبه، فنشره على شجرة واضطجع تحته، والأعراب ينظرون إليه، فجاء سيّدهم دُعثور بن الحرث حتّى وقف على رأسه بالسيف مشهورا ، فقال : يا محمّد، مَن يمنعك منّي اليوم؟
فقال : اللّه .
فدفع جبرئيل في صدره، ووقع السيف من يده، فأخذه رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وقام على رأسه ، وقال : مَن يمنعك منّي اليوم؟
فقال : لا أحد ، وأنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه ، وأنّ محمّدا رسول اللّه . فنزلت الآية . 2
وروى ابن شهرآشوب عن الثمالي نحوا من ذلك، فزاد في آخره: «فسئل بعد انصرافه عن حاله، فقال : نظرت إلى رجل طويل أبيض، دفع في صدري، فعرفت أنّه مَلَك . ويُقال : إنّه أسلم، وجعل يدعو قومه إلى الإسلام» . 3
متن الحديث الثامن والتسعين
۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ [عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ] عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:قَالَ: «إِنْ قَدَرْتُمْ أَنْ لَا تُعْرَفُوا فَافْعَلُوا، وَمَا عَلَيْكَ إِنْ لَمْ يُثْنِ النَّاسُ عَلَيْكَ، وَمَا عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ مَذْمُوما عِنْدَ النَّاسِ إِذَا كُنْتَ مَحْمُودا عِنْدَ اللّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى، إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام كَانَ يَقُولُ: لَا خَيْرَ فِي الدُّنْيَا إِلَا لأحَدِ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ يَزْدَادُ فِيهَا كُلَّ يَوْمٍ إِحْسَانا، وَرَجُلٍ يَتَدَارَكُ مَنِيَّتَهُ بِالتَّوْبَةِ، وَأَنّى لَهُ بِالتَّوْبَةِ؟! فَوَ اللّهِ، أَنْ لَوْ سَجَدَ حَتّى يَنْقَطِعَ عُنُقُهُ، مَا قَبِلَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْهُ عَمَلًا إِلَا بِوَلَايَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ.