33
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وقوله : (وأنتظر أمركم) ؛ يعني ظهور دولة الحقّ .
(فهل تَرجو لي) المغفرة والرحمة ونجاة الآخرة وأمثالها ممّا يصلح أن يكون متعلّق الرجاء هنا ومفعوله.
ويفهم منه أنّه مع ما ذكر خائف من التقصير فيه، وذلك من كمال الإيمان .
وقوله : (إليّ، إليّ) متعلّق بمحذوف من نحو: «اُدنُ»، أو «أَقبِل»، أو «تحوّل» . والتكرير للمبالغة، وتنشيط المخاطب .
وقوله : (ويثلَج قلبُك، ويبرد فؤادك) .
قال الفيروزآبادي : «ثَلَجَتْ نفسي ـ كنصر وفرح ـ ثلوجا وثَلجا: اطمأنّت» . ۱
وقال : «عيش بارد ؛ أي هَنيء» . ۲
وقال الجوهري : «البرد: نقيض الحرّ، والبرودة: نقيض الحرارة. وقد بَرُد الشيء ـ بالضمّ ـ وبَرَدْتُهُ أنا، وبرّدته تبريدا . ولا يقال: أبردته إلّا في لغةٍ رديّة» انتهى . ۳
وبرودة القلب هنا كناية عن سكون حرقته، وزوال حزنه وغيظه .
(وتقرّ عينُك) .
قال الجوهري : «قرّت عينه تَقِرّ، وهو نقيض سَخُنَتْ عينه . وأقرّ اللّه عينه: أعطاه حتّى تقرّ، فلا تطمح إلى مَن هو فوقه» ۴ انتهى .
وقرّه كناية عن السرور ، والأصل فيها أنّ دمعة الحزن حارّة، ودمعة السرور باردة .
وقوله : (وتُستقبل) عملاً لبناء للمفعول .
وقوله : (نفسُك) بسكون الفاء، أو فتحها. والأوّل في أمثال هذا المقام أشهر وأنسب .
وقوله : (ترى ما يُقرّ اللّه به عينك) ؛ يعني فخر في زمن ظهور دولتهم عليهم السلام .
وقوله عليه السلام : (في السنام الأعلى) .
قال في النهاية: «سنام كلّ شيء: أعلاه» . ۵

1.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۸۱ (ثلج) .

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۷۷ (برد) .

3.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۴۵ (برد) .

4.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۹۰ (قرر) .

5.النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۰۹ (سنم) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
32

عَلى عَيْنَيْهِ وَخَدِّهِ، ثُمَّ حَسَرَ عَنْ بَطْنِهِ وَصَدْرِهِ، [فَوَضَعَ يَدَهُ عَلى بَطْنِهِ وَصَدْرِهِ] ۱ ثُمَّ قَامَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ.
وَأَقْبَلَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام يَنْظُرُ فِي قَفَاهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى الْقَوْمِ، فَقَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلْيَنْظُرْ إِلى هذَا».
فَقَالَ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ: لَمْ أَرَ مَأْتَما قَطُّ يُشْبِهُ ذلِكَ الْمَجْلِسَ.

شرح

السند ضعيف .
قوله : (والبيت غاصّ بأهله) ؛ في القاموس: «منزل غاصّ بالقوم: ممتلئ» . ۲
وقوله : (يتوكّأ) أي يتّكئ .
(على عَنَزَة له)؛ هي بالتحريك: رُمَيح بين العصا، والرمح فيه زُجّ، وهو الحديدة التي في أسفل الرمح .
وقوله : (السلام عليك يابن رسول اللّه ) إلى قوله : (ورَدّوا عليه السلام) .
قيل : فيه شيء من الآداب؛ إذ دلّ على أنّه ينبغي أن يسلّم الداخل على جماعة أوّلاً على أفضلهم ، ويخاطبه بخطاب شريف، وأن يضمّ مع السلام الرحمة والبركة، ويصبر حتّى يسمع الجواب، ويسلّم على الحاضرين بإسقاط الضميمة . ۳
وقوله : (أدنني منك) ؛ في القاموس: «أدناه: قرّبه» . ۴
وقوله : (لوتَر) .
قال الفيروزآبادي : «الوِتر، بالكسر ويُفتح: الذَّحل، أو الظُّلم فيه» ۵ .
وقال : «الذَّحْل: الثأر، أو طلب مكافأة بجناية جنيت عليك، أو عداوة اُتيت إليك، أو هو العداوة والحِقد» . ۶

1.في الطبعة القديمة : - «فوضع يده على بطنه وصدره».

2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۱۰ (غصص) .

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه اللهفي شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۱۵ .

4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۲۹ (دنو) .

5.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۵۲ (وتر) .

6.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۷۹ (ذحل) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153162
صفحه از 624
پرینت  ارسال به