399
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وقوله تعالى : «مَا لَنَا لَا نَرى» الآية . مرَّ تفسيرها في الحديث السادس .
وقوله : (وذلك) أي قول بعضهم لبعض.
وكلمة «في» في الموضعين للتعليل . والمراد بما كانوا يقولون في الدُّنيا أنّهم من الأشرار .

متن الحديث الخامس والمائة (حديث إبليس لعنه اللّه )

۰.أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ:قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «مَنْ أَشَدُّ النَّاسِ عَلَيْكُمْ»؟
قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، كُلٌّ.
قَالَ: «أَ تَدْرِي مِمَّ ۱ ذَاكَ يَا يَعْقُوبُ»؟
قَالَ: قُلْتُ: لَا أَدْرِي جُعِلْتُ فِدَاكَ.
قَالَ: «إِنَّ إِبْلِيسَ دَعَاهُمْ، فَأَجَابُوهُ؛ وَأَمَرَهُمْ، فَأَطَاعُوهُ؛ وَدَعَاكُمْ، فَلَمْ تُجِيبُوهُ؛ وَأَمَرَكُمْ، فَلَمْ تُطِيعُوهُ، فَأَغْرى بِكُمُ النَّاسَ».

شرح

السند صحيح .
قوله عليه السلام : (من أشدّ الناس عليكم) .
المراد بالناس المخالفون ؛ أي أيّهم أشدّ عداوةً لكم، أو أشدّ ضررا ؟
وقوله : (كلّ) .
التنوين عوض عن المضاف إليه ؛ أي كلّ أهل الخلاف في غاية الشدّة ونهاية الإضرار والعداوة، حتّى لا يمكن ترجيح بعضهم في ذلك على بعض .
وقوله : (دعاهم) ؛ يعني إلى إنكار الولاية .
(وأمرهم) بطاعة أهل الضلالة والغواية .
وقوله : (فلم تجيبوه) ؛ يعني فيما دعاكم إليه من إنكار الولاية بحكم المقابلة ، فلا تغفل .

1.في الطبعة الجديدة وجميع النسخ التي قوبلت فيها : «ممّا» .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
398

وفي بعض النسخ: «السيّى ء» بالسين المهملة، وتشديد الياء، ثمّ الهمزة، في الموضعين .
وقوله : (واخشع لي بقلبك) .
الباء للتعدية، أو للآلة .
والخشوع: الخضوع، وفعله كمنع. أو قريب من الخضوع، وهو في البدن، والخشوع في الصوت والبَصَر. والخشوع أيضا: السكون، والتذلّل .
وقيل : خشوع القلب تفريغه عن غيره تعالى، وصرف الهمّة إلى جميع ما يتقرّب به، بحيث يوجب التذلّل والخوف من التقصير . ۱
وقوله : (استغث بي) .
الباء زائدة، أو متعلّق بالاستغاثة بتضمين مثل معنى التوسّل . يُقال : استغاثني، فأغثته ؛ أي دعاني، واستعانني، واستنصرني في دفع الكرب ورفع الشدّة، فأجبته، فأنا مُغيث .

متن الحديث الرابع والمائة

۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«إِذَا اسْتَقَرَّ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ، يَفْقِدُونَكُمْ، فَلَا يَرَوْنَ مِنْكُمْ أَحَدا، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ»۲ » قَالَ: «وَذلِكَ قَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النّارِ»۳ يَتَخَاصَمُونَ فِيكُمْ فِيمَا كَانُوا يَقُولُونَ فِي الدُّنْيَا».

شرح

السند موثّق على الظاهر . ۴
قوله : (يفقدونكم) . يُقال : فقده ـ كضربه ـ فقدا وفِقدانا، إذا عدمه .

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۳۴ .

2.ص (۳۸) : ۶۳ .

3.ص (۳۸) : ۶۴ .

4.هذا ، واستضعفه العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۳۴۲ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153294
صفحه از 624
پرینت  ارسال به