متن الحديث السادس عشر والمائة
۰.ابْنُ مَحْبُوبٍ۱، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ سَلَامِ بْنِ الْمُسْتَنِيرِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ:«إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَلَقَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ النَّارَ، وَخَلَقَ الطَّاعَةَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْمَعْصِيَةَ، وَخَلَقَ الرَّحْمَةَ قَبْلَ الْغَضَبِ، وَخَلَقَ الْخَيْرَ قَبْلَ الشَّرِّ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ قَبْلَ السَّمَاءِ، وَخَلَقَ الْحَيَاةَ قَبْلَ الْمَوْتِ، وَخَلَقَ الشَّمْسَ قَبْلَ الْقَمَرِ، وَخَلَقَ النُّورَ قَبْلَ الظُّلْمَةِ».
شرح
السند مجهول .
قوله : (خلق الجنّة) إلى آخره .
أصل الخلق التقدير، كما صرّح به أهل اللّغة .
قال الجوهري : «الخلق: التقدير. يُقال: خلقت الأديم، إذا قدّرته قبل القطع» . ۲
ويظهر منه أنّ استعماله في الإيجاد والتكوين، أو الإبداع والاختراع مجاز . فلعلّ المراد أنّه تعالى قدّر الاُمور المتقدّمة أن تكون متقدّمة، والاُمور المتأخّرة أن تكون متأخّرة.
فلا يرد الإشكال بتعلّق الخلق بالموت، ولا يحتاج إلى التوجيه بأنّ المراد بخلق الشرّ خلق ما يترتّب عليه شرّ، وإن كان إيجاده خيرا وصلاحا .
وقيل : لعلّ تعلّق التقدير أوّلاً بالاُمور المتقدّمة باعتبار أنّها أشرف ، وهذا ظاهر في غير الأرض والسماء .
قال : ويمكن أن يُقال: الأرض أيضا أشرف من حيث إنّها مهد للإنسان أمواتا وأحياءً، ومعبد للأنبياء والأوصياء والصلحاء، وفيها معاشهم ، والسماء مخلوقة لأجلهم، كما دلّ عليه ظاهر الآيات والروايات .
ثمّ الترتيب بين التقديرات المتقدّمة، وكذا بين التقديرات المتأخّرة غير ظاهر ، ولا يستفاد من هذا الحديث؛ لأنّ الواو لمطلق الجمع، والتقديم الذكري غير مفيد . ۳