متن الحديث السابع عشر والمائة
۰.عَنْهُ۱
، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام يَقُولُ: «إِنَّ اللّهَ خَلَقَ الْخَيْرَ يَوْمَ الْأَحَدِ، وَمَا كَانَ لِيَخْلُقَ الشَّرَّ قَبْلَ الْخَيْرِ، وَفِي يَوْمِ الْأَحَدِ وَالْاءِثْنَيْنِ خَلَقَ الْأَرَضِينَ، وَخَلَقَ أَقْوَاتَهَا فِي يَوْمِ الثَّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ أَقْوَاتَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَذلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: «خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيّامٍ»۲ ».
شرح
السند صحيح .
وضمير «عنه» راجع إلى ابن محبوب .
قوله : (خلق الخير يوم الأحد، وما كان ليخلق الشرّ قبل الخير» .
المراد أنّ ابتداء الخلق يوم الأحد؛ إذ مقتضى خيريّته تعالى أن لا يقدّم خلق الشرّ على خلق الخير، وابتداء خلق الخير إنّما كان يوم الأحد، فلم يخلق قبله شيء ، فثبت أنّ ابتداء الخلق فيه .
وقيل : يمكن أن يُراد بالخير هنا الجنّة، وبالشرّ النار ، وقد فسّر الخير والشرّ بهما بعض المحقّقين ، وأن يراد بالخلق هنا التكوين؛ إذ لا مانع منه ؛ ويؤيّده قوله : «خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ» ؛ إذ الظاهر من الخلق فيه التكوين والإيجاد . ۳
وقوله : (وخلق أقواتها) .
لعلّ المراد أقوات أهلها، بأن عيّن لكلّ نوع ما يصلحه، ويعيش به، أو ما ينتفع به حيّ.
وأصل القوت ما يقوم به بدن الإنسان من الطعام ؛ يُقال : قات أهله يقوتهم قيتا ـ بالفتح ـ وقياتةً، والاسم: القوت، بالضمّ .
وقيل : أي أقواتا تنشأ منها، بأن خصّ حدوث كلّ قوت بقطر من أقطارها .