47
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

قوله عليه السلام : (الحمد للّه ) إلى آخره ؛ حمد اللّه لوجود الفرقة الناجية الآتية، لا بوجود الفرق الهالكة .
قال الجزري :
المرجئة: فرقة من فِرَق الإسلام يعتقدون أنّه لا يضرّ مع الإيمان معصية، كما [أنّه] لا ينفع مع الكفر طاعة . سُمّوا مرجئة ؛ لاعتقادهم أنّ اللّه تعالى أرجأ تعذيبهم على المعاصي ؛ أي أخّره عنهم . والمرجئة تهمز ولا تهمز، وكلاهما بمعنى واحد ۱ . ۲
وقال صاحب الملل والنحل :
المرجئة كما يطلق على طائفة يؤخّرون العمل عن النيّة والعقد ، وعلى طائفة يؤخّرون حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة، ولا يقضون عليه بحكم ما في الدنيا، وهم والوعيديّة فرقتان متقابلتان، كذلك تطلق على من أخّر عليّا عليه السلام من الدرجة الاُولى إلى الرابعة ، وهم والشيعة فرقتان متقابلتان . انتهى . ۳
والحروريّة: الخوارج ؛ سمّوا بها لأنّ مبدأ اجتماعهم كان في قرية تسمّى «حروراء» بالفتح والمدّ، وقد يقصّر، وهي قرية بالكوفة .
والقدريّة: قد تطلق على المعتزلة القائلين باستقلال العباد في أفعالهم الاختياريّة ، وعدم مدخليّة مشيئة اللّه سبحانه وإرادته فيها . وقد تُطلق على الأشاعرة، وهم الجبريّة القائلين بأنّ أفعال العباد خيرها وشرّها صادرة عنه تعالى، ولا مدخليّة للعبد فيها إلّا باعتبار المحلّيّة فقط، أو الكسب ؛ يعني صدور الفعل مقارنا لإرادته التي لا مدخل لها فيه ، بل إذا تعلّقت قدرته بفعل بادرت القدرة الإلهيّة، فتوجده .
(وسمّيتم التُّرابيّة) ؛ باعتبار انتسابكم إلى أبي تراب، وهو كنية عليّ عليه السلام .
وقوله : (ما هو إلّا اللّه ...) ؛ لعلّ الضمير راجع إلى الحقّ، أو إلى المحقّ، والعارف بالحقّ المعلوم بقرينة المقام، أو إلى من وجبت طاعته، كما قيل؛ ۴ وفيه بُعْد .
وقوله : (وما الناس إلّا هُم) أي الرسول والأئمّة وشيعتهم .

1.في المصدر : «التأخير» بدل «واحد» .

2.النهاية، ج ۲ ، ص ۲۰۶ (رجا) .

3.الملل النحل ، ج ۱ ، ص ۱۳۹ (مع تلخيص واختلاف يسير) .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۲ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
46

وقال : «يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إلَيْهِمْ»۱ ؛ مدحهم بحبّ المهاجرين، وليس إلّا بحبّهم للدين، وهو المطلوب .
وقوله : (اُحبّ المصلّين ولا اُصلّي) إلى آخره .
كأنّ المراد بالصلاة والصوم النافلة ، وفي إرادة العموم على ما هو الظاهر إشكال ، ويفهم من السياق أنّ الرجل كان مؤمنا مع احتمال عدمه، وأنّ المحبّة سبب للنجاة .
وقيل : قوله : (ولك ما اكتسبتَ) إشارة إلى أنّ أعمال الخير سبب لرفع الدرجات . ۲
وقال أبو جعفر عليه السلام : (ما تَبغون) أي أيّ شيءٍ تطلبون أيّها الشيعة .
(وما تُريدون) بعد حصول ما هو أصل السعادة الأبديّة، والنجاة الاُخرويّة لكم .
وقوله : (فَزْعَة) بالضمّ، أو بالفتح .
قال الفيروزآبادي : «الفزعة: الذُّعر، والفَرَق . وفزع إليه، كفرَح: لجأ . وفُزَعة، كهُمزَة: من يفزع منهم . وبالضمّ: من يفزع منه» . ۳
وأقول : لعلّ المراد هنا ما يكون منشأ للفزع والخوف مطلقا، كالصور وأمثاله .

متن الحديث السادس والثلاثين

۰.سَهْلٌ۴، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ وَعَبْدِ اللّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام يَقُولُ: «الْحَمْدُ لِلّهِ صَارَتْ فِرْقَةٌ مُرْجِئَةً، وَصَارَتْ فِرْقَةٌ حَرُورِيَّةً، وَصَارَتْ فِرْقَةٌ قَدَرِيَّةً، وَسُمِّيتُمُ التُّرَابِيَّةَ وَشِيعَةَ عَلِيٍّ، أَمَا وَاللّهِ، مَا هُوَ إِلَا اللّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَرَسُولُهُ صلى الله عليه و آله وَآلُ رَسُولِ اللّهِ عليهم السلام وَشِيعَةُ آلِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَمَا النَّاسُ إِلَا هُمْ، كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام أَفْضَلَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَأَوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ». حَتّى قَالَهَا ثَلَاثا.

شرح

السند ضعيف .

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۱ .

2.الحشر (۵۹) : ۹ .

3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۶۳ (فزع) مع التلخيص .

4.السند معلّق على سابقه .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153350
صفحه از 624
پرینت  ارسال به