فِدَاكَ، إِنَّ أَبَاكَ حَدَّثَنِي سَبْعِينَ حَدِيثا لَمْ يَخْرُجْ مِنِّي شَيْءٌ مِنْهَا، وَلَا يَخْرُجُ شَيْءٌ مِنْهَا إِلى أَحَدٍ، وَأَمَرَنِي بِسَتْرِهَا، وَقَدْ ثَقُلَتْ عَلى عُنُقِي، وَضَاقَ بِهَا صَدْرِي، فَمَا تَأْمُرُنِي؟
فَقَالَ: «يَا جَابِرُ، إِذَا ضَاقَ بِكَ مِنْ ذلِكَ شَيْءٌ، فَاخْرُجْ إِلَى الْجَبَّانَةِ، وَاحْتَفِرْ حَفِيرَةً، ثُمَّ دَلِّ رَأْسَكَ فِيهَا، وَقُلْ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ بِكَذَا وَكَذَا، ثُمَّ طُمَّهُ؛ فَإِنَّ الْأَرْضَ تَسْتُرُ عَلَيْكَ».
قَالَ جَابِرٌ: فَفَعَلْتُ ذلِكَ، فَخَفَّ عَنِّي مَا كُنْتُ أَجِدُهُ.
شرح
السند ضعيف .
وقوله : (من ذلك) أي كتمان السرّ .
وقوله : (إلى الجَبّانة) بالفتح والتشديد .
قال الجوهري : «الجبّان والجبّانة، بالتشديد: الصحراء» . ۱
وفي القاموس : «الجبّان والجبّانة، مشدّدتين: المقبرة، أو الأرض المستوية في ارتفاع» . ۲
وقوله : (واحتفر حَفيرة) .
الحفر: شقّ الأرض بحديدة ونحوها، وفعله كضرب . والحفيرَة، بالفتح: المُحتفَر، والقبر. وبالضمّ: مصغّر الحُفرة، بمعنى الحفر .
(ثمّ دَلِّ) أي أرسل .
(رأسَك فيها) .
قال الجوهري : «دَلَوتُ الدلوَ: نزعتها. وأدليتها: أرسلت بها في البئر . ودلّاه بغرور؛ أي أوقعه فيما أراد من تغريره، وهو من إدلاء الدلو» . ۳
وفي هذا الحديث دلالة على وجوب كتمان السرّ ، وعلى أنّ للأئمّة عليهم السلام علوما لا يحتملها إلّا الخواصّ من شيعتهم ، وعلى أنّ إظهاره على هذا النحو يدفع ضيق الصدر الحاصل من الكتمان .
وقوله : (ثمّ طُمّه) .
قال الجوهري : «جاء السيل فطمَّ الركيّة؛ أي دفّنها، وسوّاها . وكلّ شيء علا وغلب فقد