49
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

قَالَ: «إِنَّ الْقَائِمَ ۱ مِنْكُمْ إِذَا قَالَ: إِنْ أَدْرَكْتُ قَائِمَ آلِ مُحَمَّدٍ نَصَرْتُهُ، كَالْمُقَارِعِ مَعَهُ بِسَيْفِهِ، وَالشَّهَادَةُ مَعَهُ شَهَادَتَانِ».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (لقد تركنا أسواقنا) إلى آخره .
لمّا كان الأئمّة عليهم السلام أبهموا الأمر على شيعتهم لمصلحة، كانوا يرجون أن يكون ظهور دولة الحقّ والخروج بالسيف على يد غير الإمام الثاني عشر، ولا يزالون منتظرين لذلك .
وقيل : لعلّ ترك الأسواق لتهيئتهم للحرب، واشتغالهم بما يوجب ممارستهم فيها. أو لقوّة رجائهم وتقريبهم هذا الأمر، فتركوا المكاسب؛ لغفلتهم بعدم احتياجهم إليها بعد ظهور هذا الأمر ، أو لاهتمامهم بطلب العلم وهداية الحقّ ، وعدم اعتنائهم بالتجارة رجاءً لما ذكر . ۲
وقال الفاضل الأمين :
كأنّه ناظر إلى ما نطقت به الأحاديث من أنّ اللّه تعالى قدّر أوّلاً أن يكون ظهور الأمر على يد الصادق عليه السلام ، ثمّ قدّر تقديرا آخر أن يكون على يد المهدي ، فهذه الجماعة كانوا غافلين عن التقدير الآخر، فاشتغلوا بأخذ السلاح وتعلّم آداب الحرب وما أشبه ذلك . ۳
وقوله : (حَبَس نفسَه على اللّه ) أي على طاعته ، أو حبس نفسه في الطاعة متوكّلاً على اللّه .
ويحتمل كون «على» بمعنى اللّام؛ أي حبس للّه طاعته .
ولعلّ المراد ب «هؤلاء المرجئة» مطلق من أخّر عليّا عليه السلام عن غيره .
وقوله : (يقولون ما علينا) إلى قوله : (صدقوا) .
قيل : كأنّهم قالوا : ما نحن عليه من الاعتقاد بخلافة الثلاثة على تقدير بطلانه، كما زعمتم لا يضرّنا (إذا جاء ما تقولون) من ظهور المهديّ المنكر لخلافتهم، فإنّا إذا علمنا أنّه أيضا ينكرها كما تنكرونها نؤمن به، ونتوب عمّا كنّا فيه، والتوبة تمحق تلك الخطيئة عنّا ، وحينئذٍ

1.في كلتا الطبعتين وأكثر النسخ التي قوبلت في الطبعة الجديدة : «القائل» بدل «القائم» .

2.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۸۳ - ۱۸۴ .

3.حكاه عنه المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۳.


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
48

وقيل : المراد بالناس هذا الهيكل مع كمال صورته الظاهرة بالأعمال الصالحة وصورته الباطنة بالعلم والإيمان والأخلاق الفاضلة، دون الهيكل فقط ؛ لأنّه بدون الصورة المذكورة عند أهل الحقّ في الظاهر، كالناس المصنوع من الخشب، كما قال تعالى : «كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ»۱ ، وفي الباطن كالكلب أو الحمار، كما قال : «فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ»۲ ، وقال : مثلهم «كَمَثَلِ الْحِمَارِ»۳ . ۴
وقوله : (وأولى الناس بالناس) أي بأمرهم وإمارتهم .
(حتّى قالها) أي هذه الكلمات، وهي قوله : (كان عليّ أفضل الناس) إلى آخره .

متن الحديث السابع والثلاثين

۰.عَنْهُ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ:قُلْتُ لَهُ: أَصْلَحَكَ اللّهُ، لَقَدْ تَرَكْنَا أَسْوَاقَنَا انْتِظَارا لِهذَا الْأَمْرِ، حَتّى لَيُوشِكُ الرَّجُلُ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ فِي يَدِهِ، فَقَالَ: «يَا [أَبَا] عَبْدِ الْحَمِيدِ، أَ تَرى مَنْ حَبَسَ نَفْسَهُ عَلَى اللّهِ أَنْ ۵ لَا يَجْعَلَ اللّهُ لَهُ مَخْرَجا؟! بَلى، وَاللّهِ لَيَجْعَلَنَّ اللّهُ لَهُ مَخْرَجا، رَحِمَ اللّهُ عَبْدا أَحْيَا أَمْرَنَا».
قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللّهُ، إِنَّ هؤُلَاءِ الْمُرْجِئَةَ يَقُولُونَ: مَا عَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ حَتّى إِذَا جَاءَ مَا تَقُولُونَ: كُنَّا نَحْنُ وَأَنْتُمْ سَوَاءً؟
فَقَالَ: «يَا عَبْدَ الْحَمِيدِ، صَدَقُوا، مَنْ تَابَ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِ، وَمَنْ أَسَرَّ نِفَاقا فَلَا يُرْغِمُ اللّهُ إِلَا بِأَنْفِهِ، وَمَنْ أَظْهَرَ أَمْرَنَا أَهْرَقَ اللّهُ دَمَهُ، يَذْبَحُهُمُ اللّهُ عَلَى الْاءِسْلَامِ، كَمَا يَذْبَحُ الْقَصَّابُ شَاتَهُ».
قَالَ: قُلْتُ: فَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ وَالنَّاسُ فِيهِ سَوَاءٌ؟
قَالَ: «لَا، أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ سَنَامُ الْأَرْضِ وَحُكَّامُهَا، لَا يَسَعُنَا فِي دِينِنَا إِلَا ذلِكَ».
قُلْتُ: فَإِنْ مِتُّ قَبْلَ أَنْ أُدْرِكَ الْقَائِمَ عليه السلام ؟

1.المنافقون (۶۳) : ۴ .

2.الأعراف (۷) : ۱۷۶ .

3.الجمعة (۶۲) : ۵ .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۲۲ و ۴۲۳ .

5.في الطبعتين للكافي وجميع النسخ التي قوبلت في الطبعة الجديدة : - «أن» .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153413
صفحه از 624
پرینت  ارسال به