481
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، وَهُوَ فِي جَنَازَةٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ بِشِسْعِهِ لِيُنَاوِلَهُ، فَقَالَ: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ شِسْعَكَ؛ فَإِنَّ صَاحِبَ الْمُصِيبَةِ أَوْلى بِالصَّبْرِ عَلَيْهَا».

شرح

السند ضعيف مرسل .
والشِّسْع ـ بالكسر ـ : أحد سيور النعل التي تشدّ إلى زِمامها، وهو ما يشدّ فيه الشِّسْع .
وقوله : (فإنّ صاحب المصيبة أولى بالصبر عليها) .
المصيبة: كلّ ما يصيب الإنسان من الشدائد والمِحَن .
وقيل : هذا القول كاد أن يكون مثلاً لكلّ من أراد أن يدفع المكروه عن صاحبه، بحمله على نفسه . ۱

متن الحديث الستّين والمائة

۰.سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ۲، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«الْحِجَامَةُ فِي الرَّأْسِ هِيَ الْمُغِيثَةُ تَنْفَعُ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَا السَّامَ» وَشَبَرَ مِنَ الْحَاجِبَيْنِ إِلى حَيْثُ بَلَغَ إِبْهَامُهُ، ثُمَّ قَالَ: «هَاهُنَا».

شرح

السند مثل سابقه .
قال الجوهري : «الحَجْم: فعل الحاجم. وقد حَجَمه يحجمه، فهو محجوم، والاسم: الحِجامة . والمِحجَمُ والمحجمة : قارورته . ابن السكّيت. يُقال : ما حجم الصبيّ ثدي اُمّه؛ أي ما مصّه» . ۳
قوله : (هي المُغيثة) أي تغيث المحجوم من كلّ داء، وتنفعه، كما أشار إليه بقوله : (تنفع من كلّ داء) .
قيل : إمّا أن يريد به المبالغة في أنّ منافع الحجامة كثيرة تدفع أكثر الأمراض ، أو يُراد

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۷۴ .

2.السند معلّق على سابقه ، ويروي عن سهل ، عدّة من أصحابنا .

3.الصحاح، ج ۵، ص ۱۸۹۴ (حجم).


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
480

وكذا قوله : (وجُرّبوا) .
يُقال : جرّبه تجربة؛ أي امتحنه واختبره مرّة بعد اُخرى . ورجلٌ مجرّب، بفتح الراء: بُلِيَ ما عنده. وبكسرها: عَرفَ الاُمور .
(وشهرهم الناس) ؛ بتخفيف الهاء وتشديدها؛ يعني أنّهم عَرَفوا الاُمور المتعلّقة بالجرب، وجرّبوا ذلك لخروجهم مع زيد، أو عرفوا فضلك، وبلغ ذلك منهم إلى حدّ التجربة، أو صاروا معروفين مجرّبين عند الناس بالوفاء بالعهود، وعرفهم الناس بذلك، وشهروهم به .
(وما في الأرض محمّديّ) أي من يكون على دين محمّد صلى الله عليه و آله من أولاده وأتباعه (أحبّ إليهم منك) .
ولمّا كانت هذه الاُمور مقتضية لإدنائهم وتقرّبهم، قال : (فإن رأيت أن تُدنيهم وتُقرّبهم منك، فافعل) .
العطف للتفسير .
وقوله : (يريدون أن يصدّونا عن علمنا) ؛ يعني يريدون بالمعاشرة معنا، وبالتقرّب عندنا أن يصرفونا ويمنعونا عن علمنا بمصالح الاُمور ومفاسدها، سيّما مصلحة الخروج بالسيف في أوانه، ومفسدته في غير زمانه .
(إلى جهلهم) بما ذكر .
(فلا مرحبا بهم ولا أهلاً) ؛ كناية عن انقطاع الصداقة والمودّة رأسا .
قال الجوهري : «قولهم: مرحبا وأهلاً؛ أي أتيت سعةً، وأتيت أهلاً، فاستأنس، ولا تستوحش» . ۱
وقوله : (وينتظرون أمرنا) أي ظهور دولتنا، أو مطلقا .
(فلا بأس) ؛ يعني بإدنائهم، ومخالطتهم، والصداقة معهم .

متن الحديث التاسع والخمسين والمائة

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:

1.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۳۴ (رحب) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153209
صفحه از 624
پرینت  ارسال به