491
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

وقوله : (بالعصبيّة) أي التعصّب في الباطل، وهو رعاية جانب العصبيّة والأقارب، والإغماض من الحقّ .
وقوله : (الدهاقين) .
في القاموس : «الدهقان، بالكسر والضمّ: القوي على التصرّف مع حدّة ، والتاجر ، وزعيم فلّاحي العجم ، ورئيس الإقليم ، معرّب. الجمع: دهاقنة، ودهاقين. والاسم: الدهقنة» . ۱
وقوله : (والفقهاء بالحسد) .
الفِقه في الأصل: العلم بالشيء، والفهم له، وغلب على علم الدِّين؛ لشرفه وترفّعه ـ ككرم، وفرح ـ فهو فقيه، والجمع: فقهاء .
قيل : الحَسَد، وهو تمنّى زوال نعمة الغير بالوصول إليه، أو مطلقا، وإن كان قد يتحقّق في غير الفقهاء أيضا ، إلّا أنّه في الفقهاء أكثر وأقبح ؛ وأمّا إنّه أكثر فلأنّ المحسود به هنا ـ وهو الكمال والشرف ـ أعظم، وهو أولى بالحسد من المال، فيكون أكثر . وأمّا إنّه أقبح؛ فلأنّ الفقيه أعلم بقبح الحسد من غيره ، فالحسد منه أقبح . ۲
وقوله : (والتجّار بالخيانة) ؛ هي أن يؤتَمن الإنسان، فلا ينصح .
ولمّا كانت هذه في التجارة أكثر وأشهر، نسب هلاكهم إليها .
(وأهل الرَّساتيق بالجهل) بأحكام الدِّين .
وهذا فيهم أكثر وأظهر ، وإلّا فالجهل مهلك مطلقا .
قال الفيروزآبادي : «الرُّستاق: الرُّزداق، كالرُّسْداق» ۳ . وقال : «الرُّزداق، بالضمّ: السواد، والقرى، معرّب رَستا» . ۴

متن الحديث الواحد والسبعين والمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«مَا كَانَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِنْ أَنْ يُظِلَّ خَائِفا جَائِعا فِي اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ».

1.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۲۴ (دهقن) .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۷۸ .

3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۳۶ (رستق) .

4.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۳۵ (رزدق) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
490

وقيل : هو القول المترقّي إلى أعلى مراتب النصح والموعظة، من قولهم : بلغت المنزل، إذا وصلته . أو الكافي في الردع، كما يُقال : هذا بلاغ؛ أي كفاف . أو الكلام المطابق لمقتضي المقام . ۱
وقوله : (اهجروهم ...) يدلّ على وجوب الهجران عن أهل المعاصي ، وعلى وجوب النهي عن المنكر، وترك مجالسة العاصي بعد الموعظة وعدم اتّعاظه .
وقيل : هذا أيضا نوع من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وفيه فوائد :
الاُولى : ترك التشابه بهم .
الثانية : التحرّز من غضب اللّه وعقوبته عليهم .
الثالثة : تحقّق لزوم البغض في اللّه .
الرابعة : رفض التعاون في المعصية؛ فإنّ الوصل بالعاصي والمساهلة معه يوجب معاونته في المعصية، وجرأته عليها .
الخامسة : بعثه على ترك المعصية؛ فإنّ العاصي إذا شاهد هجران الناس عنه، ينفعل، وينزجر عن فعله، بل قد يكون أنفع من القول والضرب . ۲

متن الحديث السبعين والمائة

۰.سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَيَابَةَ بْنِ أَيُّوبَ وَ۳مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَعَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، يَرْفَعُونَهُ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، قَالَ:«إِنَّ اللّهَ يُعَذِّبُ السِّتَّةَ بِالسِّتَّةِ: الْعَرَبَ بِالْعَصَبِيَّةِ، وَالدَّهَاقِينَ بِالْكِبْرِ، وَالْأُمَرَاءَ بِالْجَوْرِ، وَالْفُقَهَاءَ بِالْحَسَدِ، وَالتُّجَّارَ بِالْخِيَانَةِ، وَأَهْلَ الرَّسَاتِيقِ بِالْجَهْلِ».

شرح

السند ضعيف مرسل .
قوله : (يعذّب الستّة بالستّة) أي ستّة أصناف بستّة أوصاف .

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۱۷۷ .

2.في السند تحويل بعطف محمّد بن الوليد وعليّ بن أسباط ، على إبراهيم بن عقبة ، عن سيّابة بن أيّوب .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153304
صفحه از 624
پرینت  ارسال به