497
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

بالصفح والإحسان .
وقوله : (أخوه من بعده) ؛ يعني أمير المؤمنين عليه السلام .
(والذي ذهب بنفسه) ؛ الظاهر أنّ الواو للقسم، وأنّ الضمير عائد إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وأنّ المقسم به قوله : (ما أكل من الدُّنيا حراما) .
وقوله : (دَبِرت فيهم يداه) بكسر الباء .
قال في النهاية : «الدَّبَر، بالتحريك: الجرح الذي يكون في ظهر البعير . يُقال : دَبَر يَدْبَر دَبَرا . وقيل : هو أن يقرح خفّ البعير» انتهى . ۱
وكلمة «في» للتعليل؛ أي لأجل تحصيل تلك المماليك وتملّكهم .
وقوله : (وإن كان) .
كلمة «إن» مخفّفة من المثقّلة.
والباء في قوله : (برايته) للمصاحبة، أو للتلبّس . والراية: العَلَم .

متن الحديث السادس والسبعين والمائة

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام يَقُولُ: «كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام أَشْبَهَ النَّاسِ طِعْمَةً وَسِيرَةً بِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، كَانَ ۲ يَأْكُلُ الْخُبْزَ وَالزَّيْتَ، وَيُطْعِمُ النَّاسَ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ».
قَالَ: «وَكَانَ عَلِيٌّ عليه السلام يَسْتَقِي، وَيَحْتَطِبُ، وَكَانَتْ فَاطِمَةُ عليه السلام تَطْحَنُ، وَتَعْجِنُ، وَتَخْبِزُ، وَتَرْقَعُ، وَكَانَتْ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْها، كَأَنَّ وَجْنَتَيْهَا وَرْدَتَانِ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْهَا وَعَلى أَبِيهَا وَبَعْلِهَا وَوُلْدِهَا الطَّاهِرِينَ».

شرح

السند ضعيف .
قوله عليه السلام : (طِعمة وسيرة) .

1.النهاية ، ج ۲ ، ص ۹۷ (دبر) .

2.في الطبعة القديمة: «وكان».


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
496

بِرَايَتِهِ، فَيُقَاتِلُ جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِهِ، ثُمَّ مَا يَرْجِعُ حَتّى يَفْتَحَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ».

شرح

السند صحيح على الظاهر .
قوله : (ما زَوى ركبتيه أمام جليسه) ؛ لعلّ المراد أنّه صلى الله عليه و آله لم يكن ليتقدّم صاحبه وجليسه في الجلوس، بأن يجلس مقدّما عليه، أو قبله تعظيما لجليسه، وتبعيدَ نفسه عن التكبّر عليه .
في القاموس : «زواه زَيّا وزَوْيا: نحّاه. وسرّه عنه: طواه. والشيء: جمعه، وقبضه» . ۱
وفي بعض النسخ : «ما رأى» على بناء الفاعل . ولعلّ المراد أنّه صلى الله عليه و آله لم يكن ليكشف ركبتيه عند جليسه ليراهما، وإن احتاج إلى الكشف لعلّة، وذلك لكمال حيائه وتستّره .
وفي بعضها: «ما أرى»، والمآل واحد .
ويحتمل أن يكون مآل تينك النسختين مع نسخة الأصل واحد .
وقوله : (ولا كافأ) .
قال الفيروزآبادي في باب المهموز: «كافأه مكافأة وكِفاءً: جازاه. وفلانا: راقبه». ۲
(قال اللّه له) أي لرسول اللّه صلى الله عليه و آله : «ادْفَعْ بِالَّتِي» أي بالخصلة، أو بالطريقة التي «هِيَ أَحْسَنُ» الخصال والطرائق . أو أحسن من المقابلة بالمثل، وإن كانت المقابلة حسنا لقوله تعالى : «وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللّهِ»۳ .
«السَّيِّئَةَ» نصب على المفعوليّة .
قال البيضاوي :
«التي هي أحسن»: الصفح عن السيّئة، والإحسان في مقابلتها، لكن بحيث لم يؤدّ إلى وَهْن في الدِّين .
وقيل : هي كلمة التوحيد . والسيّئة: الشرك .
وقيل : هي الأمر بالمعروف. والسيّئة: المنكر، وهي أبلغ من قوله : «بالحسنة السيّئة»؛ لما فيه من التنصيص على التفضيل . ۴
(ففعل) أي فعمل رسول اللّه صلى الله عليه و آله بما أمره اللّه به من مقابلة السيّئة التي وقعت بالنسبة إليه

1.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۳۹ (زوي) .

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۶ (كفأ) مع التلخيص .

3.الشورى (۴۲) : ۴۰ .

4.تفسير البيضاوي ، ج ۴ ، ص ۱۶۶ و ۱۶۷ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153217
صفحه از 624
پرینت  ارسال به