501
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

قال : بلى .
قال : فاكتم .
ثمّ دنى رسول اللّه صلى الله عليه و آله منهم، فناداهم بأسمائهم ، فلمّا سمعوا نداء رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فرّوا، ودخلوا في غمار الناس، وقد كانوا عقلوا رواحلهم، فتركوها، ولحق الناس برسول اللّه صلى الله عليه و آله وطلبوهم، وانتهى رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى رواحلهم فعرفهم .
فلمّا نزل، قال : ما بالَ أقوام تحالفوا في الكعبة: إن أمات اللّه محمّدا، أو قتله، أن لا يردّوا هذا الأمر في أهل بيته أبدا .
فجاؤوا إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فحلفوا أنّهم لم يقولوا من ذلك شيئا، ولم يريدوه، ولم يهمّوا بشيء من رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فأنزل اللّه : «يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ـ من قتل رسول اللّه صلى الله عليه و آله ـ وَمَا نَقَمُوا إِلَا أَنْ أَغْنَاهُمْ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ»۱ الآية» . ۲
ونقل عن تفسير الإمام أبي محمّد العسكري عليه السلام : أنّ الترصّد عند العقبة كان في غزوة تبوك، وأنّهم دحرجوا الدباب، ولم يتضرّر النبيّ صلى الله عليه و آله شيئا ولا راحلته ، كما يدلّ عليه هذا الخبر أيضا . ۳
ولا تنافي بينهما ؛ لإمكان وقوعهما معا .
وروى الصدوق رحمه الله في كتاب الخصال بإسناده عن حذيفة بن اليماني أنّه قال : «الذين نفروا برسول اللّه صلى الله عليه و آله ناقته في منصرفه من تبوك أربعة عشر : أبو الشرور، وأبو الدواهي، وأبو المعازف، وأبوه، وطلحة، وسعد بن أبي وقّاص، وأبو عبيدة، وأبو الأعور، والمغيرة، وسالم مولى أبي حذيفة، وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وأبو موسى الأشعري، وعبد الرحمان بن عوف؛ وهم الذين أنزل اللّه ـ عزّ وجلّ ـ فيهم : «وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا»۴ » انتهى .

1.التوبة (۹) : ۷۴ .

2.تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۱۷۴ . وعنه في بحار الأنوار ، ج ۳۷ ، ص ۱۱۳ ، ح ۶ .

3.اُنظر: التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ، ص ۳۸۹ .

4.الخصال ، ج ۲ ، ص ۴۹۹ ، ح ۶ . وعنه في بحار الأنوار ، ج ۲۱ ، ص ۲۲۲ ، ح ۵ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
500

متن الحديث الثامن والسبعين والمائة

۰.سَهْلٌ۱، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«لَمَّا نَفَّرُوا بِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله نَاقَتَهُ، قَالَتْ لَهُ النَّاقَةُ: وَاللّهِ لَا أَزَلْتُ خُفّا عَنْ خُفٍّ، وَلَوْ قُطِّعْتُ إِرْبا إِرْبا».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (لمّا نفّروا برسول اللّه صلى الله عليه و آله ناقته) .
يحتمل كون «نفروا» على صيغة المجرّد، والباء للتعدية. وكونه من المزيد، والباء للتقوية، أو للمصاحبة . يُقال : نفّرت الدابّة، ينفر ـ بالضمّ والكسر ـ نفورا ونفارا، إذا جزعت، وتباعدت، وشردت .
والتنفير: التشريد . وفي القاموس : «الإرب، بالكسر: العضو» . ۲
أقول : هذا إشارة إلى ما فعله جماعة من المنافقين ليلة العقبة .
روى عليّ بن إبراهيم: «أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله لمّا قال في مسجد الخيف في أمير المؤمنين ما قال، ونصبه يوم الغدير ، قال أصحابه الذين ارتدّوا بعده : قد قال محمّد في مسجد الخيف ما قال، وقال هاهنا ما قال، وإن رجع إلى المدينة يأخذنا بالبيعة له ، فاجتمعوا أربعة عشر نفرا وتآمروا على قتل رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وقعدوا في العقبة، وهي عقبة بين الجحفة والأبواء ، فقعد سبعة عن يمين العقبة، وسبعة عن يسارها، لينفّروا ناقة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فلمّا جنّ اللّيل تقدّم رسول اللّه صلى الله عليه و آله في تلك الليلة العسكر، فأقبل ينعس على ناقته ، فلمّا دنى من العقبة، ناداه جبرئيل : يا محمّد، إنّ فلانا وفلانا وفلانا قد قعدوا لك، فنفر رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فقال : مَن هذا خلفي؟
فقال حذيفة بن اليماني: أنا حذيفة بن اليمان يا رسول اللّه .
قال : سمعتَ ما سمعتُ؟

1.السند معلّق كسابقه .

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۴۱ (أرب) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153158
صفحه از 624
پرینت  ارسال به