513
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

شرح

السند مجهول كالحسن .
قوله : (فرقّ) .
في الصحاح: «الرقيق: نقيض الغليظ والثخين . وقد رقّ الشيء يرقّ رِقّة. وترقّقت له، إذا رقَّ له قلبك» . ۱
وقوله : (إرعَوا) ؛ من الرِّعاية، وهي بالكسر: الحفظ، وفعله كمنع؛ أي احفظوا قلوبكم .
(بذكر اللّه عزّ وجلّ) عن الغفلة، والعِزّة، والوساوس الشيطانيّة وخطراته، كما أشار إليه بقوله : (واحذروا النكت) .
قال الجوهري : «النَّكت: أن تنكتُ في الأرض بقضيب؛ أي تضرب، فتؤثّر فيها، ويقال أيضا: طعنه، فنَكَتَهُ؛ أي ألقاه على رأسه . والنُّكتة كالنُّقطة» ۲ انتهى .
ولعلّ المراد هنا تأثّر القلب بما يخطر فيه من المفاسد، وتوسّخه بها، أو انقلابه وتغيّره واعوجاجه .
وقوله : (تارات) .
في القاموس : «التارة: الحين، والمرّة. الجمع: تارات، وتِيَر» . ۳
وقوله : (ليس فيه إيمان ولا كفر) ؛ يدلّ على أنّ النسبة بين الإيمان [والكفر] التضادّ، لا العدم والملكة، كما توهّمه بعض من المتكلّمين، وإلّا لما انتفيا معا .
قوله : (النَّخر) .
في القاموس : «النخر، ككتف. والناخر: البالي المتفتّت. وقد نَخِر كفرح» . ۴
وقوله : (أجل) .
في الصحاح : «قولهم: أجل، إنّما هو جواب، مثل نَعَمْ . قال الأخفش : إلّا أنّه أحسن من نَعَم في التصديق ، ونَعَم أحسن منه في الاستفهام» . ۵

1.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۴۸۳ (رقق) .

2.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۶۹ (نكت) .

3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۸۱ (تور) .

4.القاموس المحيط ، ج ۲، ص ۱۳۹ (نخر) .

5.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۶۲۲ (أجل) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
512

فرفع الحسين عليه السلام رأسه إلى السماء، فقال : اللّهمَّ أرِ محمّد بن أشعث ذُلّاً في هذا اليوم، لا تعزّه بعد هذا اليوم أبدا .
فعرض له عارض، فخرج من العسكرين، فسلّط اللّه عليه عقربا، فلدغته، فمات بادي العورة» ۱ انتهى .
وأمّا ابنه الآخر قيس بن الأشعث، فإعانته على الحسين عليه السلام مشهور، وفي كتب السِّير مسطور ، وكان من رؤساء العسكر، وكان مع رؤوس الشهداء حين حملوها إلى ابن زياد .
وأمّا ابنته جعدة، فهي من المشهورات، وكانت زوجة حسن بن عليّ عليهماالسلام، فسمّته بإغواء معاوية ومروان بن الحكم، عليهم لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين .

متن الحديث الثامن والثمانين والمائة

۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، قَالَ:زَامَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ: فَقَالَ لِيَ: «اقْرَأْ».
قَالَ: فَافْتَتَحْتُ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَرَأْتُهَا، فَرَقَّ وَبَكى، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا أُسَامَةَ، ارْعَوْا قُلُوبَكُمْ بِذِكْرِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَاحْذَرُوا النَّكْتَ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي عَلَى الْقَلْبِ تَارَاتٌ، أَوْ سَاعَاتٌ الشَّكُّ مِنْ صَبَّاحٍ لَيْسَ فِيهِ إِيمَانٌ وَلَا كُفْرٌ شِبْهَ الْخِرْقَةِ الْبَالِيَةِ، أَوِالْعَظْمِ النَّخِرِ.
يَا أَبَا أُسَامَةَ، أَ لَيْسَ رُبَّمَا تَفَقَّدْتَ قَلْبَكَ، فَلاَ تَذْكُرُ بِهِ خَيْرا وَلَا شَرّا، وَلَا تَدْرِي أَيْنَ هُوَ؟» قَالَ: قُلْتُ لَهُ: بَلى إِنَّهُ لَيُصِيبُنِي، وَأَرَاهُ يُصِيبُ النَّاسَ.
قَالَ: «أَجَلْ، لَيْسَ يَعْرى مِنْهُ أَحَدٌ» قَالَ: «فَإِذَا كَانَ ذلِكَ، فَاذْكُرُوا اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَاحْذَرُوا النَّكْتَ؛ فَإِنَّهُ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرا نَكَتَ إِيمَانا، وَإِذَا أَرَادَ بِهِ غَيْرَ ذلِكَ نَكَتَ غَيْرَ ذلِكَ».
قَالَ: قُلْتُ: مَا غَيْرُ ذلِكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا هُوَ؟
قَالَ: «إِذَا أَرَادَ كُفْرا، نَكَتَ كُفْرا».

1.الأمالي للصدوق ، ص ۲۲۱ و ۲۲۲ ، المجلس ۳۰ ، ذيل ح ۱ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153365
صفحه از 624
پرینت  ارسال به