(فإنّك لن تُعدم) إلى آخره .
فيه إيماء إلى أنّ المشكو إليه ينبغي أن يكون ممّن يُرجى به الإتيان بإحدى تلك الخصال .
في القاموس : «العُدم، بالضمّ، وبضمّتين، وبالتحريك: الفقدان . عَدِمه ـ كعلمه ـ وأعدمه اللّه ، وأعدمني الشيء: لم أجده» . ۱
وفي الصحاح: «يُقال : ما يعدمني هذا الأمرُ؛ أي ما يعدوني» . ۲
وقوله : (بجاه) أي قدر ومنزلة .
وقوله : (أو دعوة تُستجاب) أي دَعا لك، فيستجيب اللّه دعاءه، وقضى حاجتك .
(أو مَشُورةٍ برأي) أي تنتفع برأيه حتّى شاورته .
متن الحديث الثالث والتسعين والمائة (خُطْبَةٌ لأمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام )
۰.عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُؤَدِّبُ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِي الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ:«خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، فَقَالَ:
الْحَمْدُ لِلّهِ الْخَافِضِ الرَّافِعِ، الضَّارِّ النَّافِعِ، الْجَوَادِ الْوَاسِعِ، الْجَلِيلِ ثَنَاؤُهُ، الصَّادِقَةِ أَسْمَاؤُهُ، الْمُحِيطِ بِالْغُيُوبِ، وَمَا يَخْطُرُ عَلَى الْقُلُوبِ، الَّذِي جَعَلَ الْمَوْتَ بَيْنَ خَلْقِهِ عَدْلاً، وَأَنْعَمَ بِالْحَيَاةِ عَلَيْهِمْ فَضْلاً، فَأَحْيَا، وَأَمَاتَ، وَقَدَّرَ الْأَقْوَاتَ أَحْكَمَهَا بِعِلْمِهِ تَقْدِيرا، فَأَتْقَنَهَا ۳ بِحِكْمَتِهِ تَدْبِيرا، ۴ إِنَّهُ كَانَ خَبِيرا بَصِيرا.
هُوَ الدَّائِمُ بِلَا فَنَاءٍ، وَالْبَاقِي إِلى غَيْرِ مُنْتَهًى، يَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْضِ وَمَا فِي السَّمَاءِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرى، أَحْمَدُهُ بِخَالِصِ حَمْدِهِ الْمَخْزُونِ بِمَا حَمِدَهُ بِهِ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ، حَمْدا لَا يُحْصَى لَهُ عَدَدٌ، وَلَا يَتَقَدَّمُهُ أَمَدٌ، وَلَا يَأْتِي بِمِثْلِهِ أَحَدٌ، أُومِنُ بِهِ، وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وَأَسْتَهْدِيهِ، وَأَسْتَكْفِيهِ، وَأَسْتَقْضِيهِ بِخَيْرٍ، وَأَسْتَرْضِيهِ.
1.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۴۸ (عدم) .
2.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۹۸۳ (عدم) .
3.في الطبعة القديمة : «وأتقنها» .
4.في الحاشية عن بعض النسخ: «تقديرا».