عُظِّمَ وَمُجِّدَ، نَحْمَدُهُ لِعَظِيمِ غَنَائِهِ، وَجَزِيلِ عَطَائِهِ، وَتَظَاهُرِ نَعْمَائِهِ، وَحُسْنِ بَلَائِهِ، وَنُؤْمِنُ بِهُدَاهُ الَّذِي لَا يَخْبُو ضِيَاؤُهُ، وَلَا يَتَمَهَّدُ سَنَاؤُهُ، وَلَا يُوهَنُ عُرَاهُ، وَنَعُوذُ بِاللّهِ مِنْ سُوءِ كُلِّ الرَّيْبِ، وَظُلَمِ الْفِتَنِ، وَنَسْتَغْفِرُهُ مِنْ مَكَاسِبِ الذُّنُوبِ، وَنَسْتَعْصِمُهُ مِنْ مَسَاوِي الْأَعْمَالِ، وَمَكَارِهِ الْامَالِ، وَالْهُجُومِ فِي الْأَهْوَالِ، وَمُشَارَكَةِ أَهْلِ الرَّيْبِ، وَالرِّضَا بِمَا يَعْمَلُ الْفُجَّارُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ.
اللّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا، وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، الَّذِينَ تَوَفَّيْتَهُمْ عَلى دِينِكَ، وَمِلَّةِ نَبِيِّكَ صلى الله عليه و آله .
اللّهُمَّ تَقَبَّلْ حَسَنَاتِهِمْ، وَتَجَاوَزْ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ، وَأَدْخِلْ عَلَيْهِمُ الرَّحْمَةَ وَالْمَغْفِرَةَ وَالرِّضْوَانَ، وَاغْفِرْ لِلْأَحْيَاءِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، الَّذِينَ وَحَّدُوكَ، وَصَدَّقُوا رَسُولَكَ، وَتَمَسَّكُوا بِدِينِكَ، وَعَمِلُوا بِفَرَائِضِكَ، وَاقْتَدَوْا بِنَبِيِّكَ، وَسَنُّوا سُنَّتَكَ، وَأَحَلُّوا حَلَالَكَ، وَحَرَّمُوا حَرَامَكَ، وَخَافُوا عِقَابَكَ، وَرَجَوْا ثَوَابَكَ، وَوَالَوْا أَوْلِيَاءَكَ، وَعَادَوْا أَعْدَاءَكَ.
اللّهُمَّ اقْبَلْ حَسَنَاتِهِمْ، وَتَجَاوَزْ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ، وَأَدْخِلْهُمْ بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ، إِلهَ الْحَقِّ آمِينَ».
شرح
السند مجهول .
قوله : (الحمد للّه أهل الحمد ووليّه) .
قيل : علّق الحمد باسم الذات، وحكم بأنّه أهله وأولى به؛ للتنبيه على أنّه مستحقّ لذاته، وما اشتهر من أنّ الحمد متعلّق بالفضائل، أو بالفواضل، فهو باعتبار الأكثر والأغلب، دون الاختصاص . ويؤيّده أنّ الحمد عبادة، وهو سبحانه مستحقّ لها بالذات . ۱
قال بعض الأفاضل :
معنى كونه تعالى وليّ الحمد أنّه الأولى به من كلّ أحد؛ إذ هو تعالى مولى جميع النِّعم، والموصوف بجميع الكمالات الحقيقيّة، وكلّ نعمة وإحسان وكمال لغيره فهو راجعٌ إليه، ومأخوذٌ منه تعالى، أو المتولّي للحمد [أي] هو الموفّق لحمد كلّ من يحمده . انتهى . ۲