579
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

بيانيّة؛ أي الحافظ هي الولاية تحفظه عن البلايا والفتن . ۱
(يحفظ به المؤمن).
المستتر في «يحفظ» عائد إلى اللّه ، والضمير المجرور إلى ذلك الحافظ؛ أي يحفظ به من الخروج عن الولاية والشكّ فيها .
(أينما كان) من الشرق والغرب، والبرّ والبحر، والعمران والخراب .
(وأمّا السائب) ؛ كأنّه من السيب .
في القاموس: «السيب: العطاء، مصدر ساب: جَرى ومشى مُسرِعا» . ۲
وقيل : يحتمل كونه من السائبة التي لا مالك لها بخصوصه ؛ أي سيّب لجميع المؤمنين. ۳
ولا يخفى بُعده ، على أنّ المعروف من إطلاقات العرف وتصريحات أهل اللّغة عدم استعمال السائبة بهذا المعنى مجرّدا عن التاء . فليتأمّل .
(فبشارة محمّد) ؛ إضافة المصدر إلى الفاعل، أو لأدنى ملابسة ، والمراد بها القرآن، أو عند حضور الموت بالسعادة والكرامة .
وقيل : يحتمل بعيدا أن يكون المراد بها الرؤيا الحسنة . قال الجوهري : «بشره يَبشرُهُ من البشرى ، وكذا أبشر وبشر، والاسم: البشارة» . ۴
وفي القاموس : «البشارة: الاسم، كالبُشرى، وما يُعطاه المُبشّر، ويضمّ فيهما» . ۵

متن الحديث السادس والتسعين والمائة

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَجَّالِ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنِ الْحَلَبِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«خَالِطِ النَّاسَ تَخْبُرْهُمْ، وَمَتى تَخْبُرْهُمْ تَقْلِهِمْ».

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۶ ، ص ۶۳ .

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۸۴ (سيب) .

3.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۹۰ (بشر) .

4.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۷۳ (بشر) .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
578

والظاهر أنّ قوله : (بغير الحقّ) تأكيدا لعمل الفجّار. والتقييد محتمل بعيد .
وقوله : (وسَنّوا سنّتك) أي ساروا على سيرتك، أو أحسنوا القيام عليها، أو امتثلوا بها .
في القاموس : «سنّ السكّين: أحدَّه، وصقّله. وسنّ المال: أرسله في الرعي، أو أحسن القيام عليه حتّى كأنّه صقّله. والشيء: صوّره. والطريقة: سارَ فيها. والسنّة، بالضمّ: السيرة» . ۱

متن الحديث الخامس والتسعين والمائة

۰.الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ: «لِكُلِّ مُؤْمِنٍ حَافِظٌ وَسَائِبٌ».
قُلْتُ: وَمَا الْحَافِظُ، وَمَا السَّائِبُ يَا أَبَا جَعْفَرٍ؟
قَالَ: «الْحَافِظُ مِنَ اللّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى، حَافِظٌ مِنَ الْوَلَايَةِ يَحْفَظُ بِهِ الْمُؤْمِنَ أَيْنَمَا كَانَ، وَأَمَّا السَّائِبُ فَبِشَارَةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله يُبَشِّرُ اللّهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ بِهَا الْمُؤْمِنَ أَيْنَمَا كَانَ، وَحَيْثُمَا كَانَ».

شرح

السند ضعيف .
قوله : (وما الحافظ) .
في بعض النسخ: «وأمّا الحافظ»، وكأنّه من طغيان القلم، وعلى تقدير صحّته جواب «أمّا» محذوف؛ أي أمّا الحافظ فقد عرفته، أو ظاهر، أو نحوهما .
وقوله : (الحافظ من اللّه ـ عزّ وجلّ ـ حافظ من الولاية) .
«من» الاُولى ابتدائيّة على الظاهر . ويحتمل كونها بيانيّة . وأمّا الثانية، فقد قيل: إنّها تعليليّة؛ أي لا حافظ من البلايا بسبب الولاية، أي ولاية أئمّة الحقّ، أو له حافظ بسبب الولاية ليحرس ولايته، لئلّا تضيع وتذهب بتشكيكات أهل الباطل. أو صلة للحفظ؛ إمّا بتقدير مضاف، أي يحفظ من ضياع الولاية وذهابها، أو بأن يكون المراد ولاية غير أئمّة الحقّ . أو

1.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۳۷ (سنن) مع التلخيص .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153170
صفحه از 624
پرینت  ارسال به