605
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

قال الجوهري : «رأى في منامه رؤيا ـ على فعلى ـ بلا تنوين» . ۱
وقوله : (تطاول بهم في السماء) .
الضمير المستتر راجع إلى «ذلك الجبل». والتطاول: الامتداد، والارتفاع. والباء للتعدية، و«في» بمعنى «إلى» .
(وجعل الناس يتساقطون عنه) أي عن ذلك الجبل .
وقيل : كأنّه عليه السلام أخبر بخروج كثير ممّن توسّل به عن الدين بعد موته عليه السلام . ۲
قوله : (أما إنّ قيس بن عبداللّه بن عَجلان في تلك العصابة) .
في الصحاح : «العصابة من الرجال: ما بين العشرة إلى الأربعين» . ۳
وقيس بن عبداللّه بن عجلان غير مذكور في كتب الرجال . روى الكشّي بإسناده عن ميسّر بن عبد العزيز، قال : قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام : «رأيت كأنّي على جبل، فيجيء الناس فيركبونه، فإذا ركبوا عليه تصاعد بهم الجبل ۴ ، فيسقطون، فلم يبق معي إلّا عصابة يسيرة أنت منهم، وصاحبك الأحمر؛ يعني عبداللّه بن عجلان» . ۵
وروى أيضا عن حمدويه، عن محمّد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ، عن ابن مسكان، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام : أنّه رأى نحو ذلك ۶ ، وميسّر وابن عجلان فيمن يبقى .
وروى أيضا عن حمدويه بن نصر، عن محمّد بن عيسى، عن النضر مثله، وفيه: «أمّا إنّ ميسّر بن عبد العزيز وعبد اللّه بن عجلان في تلك العصابة، فما مكث بعد ذلك إلّا نحوا من سنتين حتّى هلك صلوات اللّه عليه» ۷ انتهى .
ويفهم منه أنّ المستتر في قوله : (فما مكث) راجع إلى أبي جعفر عليه السلام ؛ أي فما عاش.
(بعد ذلك) أي بعد أن يرى تلك الرؤيا .
(إلّا نحو) .

1.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۴۹ (رأى) .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۲ ، ص ۲۲۸ .

3.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۸۲ (عصب) .

4.في المصدر : + «فينتثرون عنه» .

5.رجال الكشّي ، ج ۲ ، ص ۵۱۲ ، ح ۴۴۳ .

6.المصدر ، ح ۴۴۴ .

7.المصدر .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
604

بحمل الدُّنيا على الظهور الرغبة بزخارفها، والاشتغال بجمعها وتحصيلها، والتزيّن بزينتها .
وفي بعض النسخ: «أفلا أعرفكم» ؛ لعلّ المراد: تكونون كذلك، وأنّي لا أعرفكم .
وقيل : الهمزة حينئذٍ للاستفهام الإنكاري؛ أي بلى أعرفكم . فتأمّل . ۱
(ويأتوني الناس) ؛ من قبيل «أكلوني البراغيث» .
وفي بعض النسخ: «ويأتيني الناس»، وهو أظهر . والمراد بالناس غير بني عبد المطّلب .
(يحملون الآخرة) على ظهورهم ؛ أي يتزيّنون بزينتها، وحبّ أعمالها، ويُعدَّون من أهلها .
وبالجملة نهاهم عن كونهم من أهل الدُّنيا، وغيرهم من أهل الآخرة .
وقوله : (قد أعذرت إليكم ...) ؛ لعلّ المراد إنّي قد أبديت عذرا، وبالغت فيه بحيث انتفى عنّي اللّوم .
(فيما بيني وبينكم) ؛ بإتمام الحجّة عليكم، وأنّ القرابة لا تنفعكم بدون العمل .
(وفيما بيني وبين اللّه ) من تبيلغ أحكامه إليكم، وأمركم بالتقوى والعمل للآخرة .

متن الحديث السادس والمائتين

۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنِ الْحَلَبِيِّ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ:«رَأَيْتُ كَأَنِّي عَلى رَأْسِ جَبَلٍ، وَالنَّاسُ يَصْعَدُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتّى إِذَا كَثُرُوا عَلَيْهِ، تَطَاوَلَ بِهِمْ فِي السَّمَاءِ، وَجَعَلَ النَّاسُ يَتَسَاقَطُونَ عَنْهُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَا عِصَابَةٌ يَسِيرَةٌ، فَفُعِلَ ذلِكَ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فِي كُلِّ ذلِكَ يَتَسَاقَطُ عَنْهُ النَّاسُ، وَيَبْقَى تِلْكَ الْعِصَابَةُ؛ أَمَا إِنَّ قَيْسَ بْنَ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَجْلَانَ فِي تِلْكَ الْعِصَابَةِ».
قَالَ: «فَمَا مَكَثَ بَعْدَ ذلِكَ إِلَا نَحْوا مِنْ خَمْسٍ حَتّى هَلَكَ».

شرح

السند صحيح على تقدير توثيق محمّد بن خالد، وإلّا فضعيف .
قوله : (رأيتُ) ؛ من الرؤيا .

1.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۶ ، ص ۷۳ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153409
صفحه از 624
پرینت  ارسال به