وقوله : (عاشر) أي الذي يأخذ عشر المال، ويُقال له: العَشّار أيضا .
وقوله : (فألحَّ عليه) أي بالغ أبو عبد اللّه عليه السلام في السؤال على ذلك العاشر .
(وطلب إليه) أي رُغب إليه ، والتمس منه أن يَدَعه، فأبى ذلك العاشر من إجابته .
(إباءً) .
قال الجوهري : «الإباء، بالكسر: مصدر قولك : أبى فلان يأبى ، بالفتح فيهما؛ أي امتنع» . ۱
وقوله عليه السلام : (إنّ الرجل يخرج من الذُلّ الصغير) إلى آخره .
الذُلّ، بالضمّ: الهوان . والغرض من هذا الكلام أنّ العاقل لا ينبغي له أن يدفع الفاسد بالأفسد؛ فإنّ سوء أدب العاشر بالنسبة إليه عليه السلام ، وإن كان فاسدا ، إلّا أنّ قتله لدفع الذلّ أفسد؛ إذ المفاسد المترتّبة عليه أكثر وأشدّ ، وذلك إشارة إلى الخروج .
متن الحديث الخمسين
۰.عَنْهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَجَّالِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ،۲قَالَ:بَعَثَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام غُلَاما لَهُ فِي حَاجَةٍ، فَأَبْطَأَ، فَخَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام عَلى أَثَرِهِ لَمَّا أَبْطَأَ عَلَيْهِ، فَوَجَدَهُ نَائِما، فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ يُرَوِّحُهُ حَتَّى انْتَبَهَ، فَلَمَّا انْتَبَهَ، قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «يَا فُلَانُ، وَاللّهِ مَا ذَاكَ لَكَ تَنَامُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، لَكَ اللَّيْلُ وَلَنَا مِنْكَ النَّهَارُ».
شرح
السند مجهول .
قوله : (على إثره) بالكسر وبالتحريك ؛ أي بعده .
وقوله : (تنام الليل والنهار) بدل من قوله : «ذاك» .
وفي قوله : (لك الليل ولنا منك النهار) ؛ دلالة على أنّ الليل حقّ للمماليك، لا ينبغي [أن ]يتعرّض الموالي لهم فيه؛ والنهار حقّ للموالي من المماليك ، لا يجوز ترك خدمتهم فيه .