83
البضاعة المزجاة المجلد الثانی

في بعض النسخ بالياء المثنّاة. وفي بعضها بالباء الموحّدة .
قال الفيروزآبادي :
الطبّ، مثلثّة الطاء: علاج الجسم والنفس ، يَطُبُّ ويَطِب ، والرفق، والسحر. وبالكسر: الشهوة، والإرادة، والشأن، والعادة. وبالفتح: الماهر الحاذق بعلمه كالطبيب . والمتطبّب : المتعاطي في علم الطبّ، تأنّى للاُمور وتلطّف . ۱
(فيومئذٍ سُمّي المُعالج بالطبيب) ؛ كأنّ وجه التسمية على نسخة «يطبّب» بالباء الموحّدة أنّهم إنّما سمّوا بالطبيب؛ لرفع الهمّ والحزن عن نفوس المرضى، والتلطّف بهم .
وعلى نسخة «يطيّب» بالياء المثنّاة، قيل : ليس المراد أنّ مبدأ اشتقاق الطبيب الطيّب أو التطبيب؛ فإنّ أحدهما من المضاعف، والآخر من الأجوف ، بل المراد أنّ تسميتهم بالطبيب ليست بسبب تداوي الأبدان عن الأمراض، بل لتداوي النفوس عن الهموم والأحزان، فتطيّب بذلك ۲ ؛ يعني أنّ المراد بالطبّ هنا علاج النفس لا البدن ، على أنّه يمكن أن يكون هذا مبنيّا على الاشتقاق الكبير .
وقيل: الفصحاء قد ينقلون لفظا إلى معنى لفظ آخر باعتبار أدنى ملابسة بينهما ، وهاهنا كذلك ؛ لأنّ الطبيب يدلّ على الطيّب باعتبار اشتماله على حروفه مع زيادة ، وهي الباء الاُولى، وهذا القدر كافٍ في وجه التسمية، ونظيره ما رواه المصنّف عن أبي الحسن عليه السلام قال : «سمّي عليّ عليه السلام أمير المؤمنين؛ لأنّه يميرهم العلم ۳ » . ۴

متن الحديث الثالث والخمسين

۰.عَنْهُ، عَنْ أَحْمَدَ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«مَا مِنْ دَاءٍ إِلَا وَهُوَ شَارِعٌ إِلَى الْجَسَدِ، يَنْتَظِرُ مَتى يُؤْمَرُ بِهِ فَيَأْخُذَهُ».
* وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى: «إِلَا الْحُمّى؛ فَإِنَّهَا تَرِدُ وُرُودا».

1.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۹۶ (طبب) .

2.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۱۹۹ .

3.الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۱۲ ، ح ۳ . وانظر أيضا : تفسير العيّاشي ، ج ۲ ، ص ۱۸۴ ، ح ۴۶ ؛ معاني الأخبار ، ص ۶۳ .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۴۳۹ .


البضاعة المزجاة المجلد الثانی
82

وقوله : (إنّكم قد رأيتم) تعليل للسابق .
وقوله : (إنّ اللّه ـ عزّ وجلّ ـ يقول) دليل لهذا التعليل ؛ لأنّ الآية متضمّنة لما ذكر .
«فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ» .
قال البيضاوي :
أي يخالفون أمره بترك مقتضاه، ويذهبون سَمتا خلاف سمته ، و«عن» لتضمّنه معنى الإعراض، أو يصدّون عن أمره دون المؤمنين، مِن «خالفه عن الأمر» إذا صدّ عنه دونه . وحذف المفعول؛ لأنّ المقصود بيان المخالِف والمخالَف عنه . والضمير للّه ؛ فإنّ الأمر له في الحقيقة، أو للرسول؛ فإنّه المقصود بالذِّكر .
«أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ» : محنة في الدنيا .
«أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» في الآخرة . ۱

متن الحديث الثاني والخمسين

۰.مُحَمَّدٌ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْحَلَالِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«قَالَ مُوسى ۲ عليه السلام : يَا رَبِّ مِنْ أَيْنَ الدَّاءُ؟ قَالَ: مِنِّي. قَالَ: فَالشِّفَاءُ؟ قَالَ: مِنِّي. قَالَ: فَمَا يَصْنَعُ عِبَادُكَ بِالْمُعَالِجِ؟ قَالَ: يُطَبِّبُ ۳ بِأَنْفُسِهِمْ، فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ الْمُعَالِجُ الطَّبِيبَ ۴ ».

شرح

السند صحيح .
قوله : (من أين الداء) أي حصول المرض وحدوثه .
وقوله : (يطبّب) .

1.تفسير البيضاوي ، ج ۴ ، ص ۲۰۴ .

2.في الحاشية عن بعض النسخ: + «بن عمران».

3.في كلتا الطبعتين ومعظم النسخ التي قوبلت في الطبعة الجديدة : «يطيّب» بالياء المثّناة . وفي حاشية النسخة : «يطيّب ـ يطبّبون» .

4.هذا في الحاشية. وفي المتن: «بالطبيب».

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 153220
صفحه از 624
پرینت  ارسال به