129
شرح فروع الکافي ج4

فأهبطه إلى الأرض مسودّا ، فلمّا رأته الملائكة ضجّت وبكت وانتحبت وقالت : ياربّ خلقت خلقا ونفخت فيه من روحك وأسجدت له ملائكتك ، بذنبٍ واحد حوّلت بياضه سوادا ؟! فنادى منادٍ من السماء : [أن] صُم لربّك ، فصام فوافق يوم الثالث عشر ۱ من الشهر ، فذهب ثلث السواد ، ثمّ نودي اليوم الرابع عشر : أن صُم لربّك اليوم ، فصام (فوافق يوم أربعة عشر من الشهر ،) ۲ فذهبَ ثلثا السواد ، ثمّ نُودي يوم الخامس عشر ۳ بالصيام ، فصام فأصبح وقد ذهب السواد كلّه ، فسمّيت أيّام البيض للذي ردّ اللّه عزّ وجلّ فيه على آدم من بياضه ، ثمّ نادى منادٍ من السماء يا آدم ، هذه الثلاثة أيّام جعلتها لك ولولدك ، مَن صامها في كلّ شهر فكأنّما صام الدهر» . ۴
وقد حكم بصحّة هذه الرواية ، ثمّ قال :
ولكن سنَّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله مكان هذه الأيّام : خميسا في أوّل الشهر ، وأربعاء في وسطه ، وخميسا في آخره ، وإنّما ذكرت الحديث ليعلم السبب في ذلك ؛ لأنّ الناس أكثرهم يقولون : إنّ أيّام البيض إنّما سمّيت بيضا لأنّ لياليها مقمرة من أوّلها إلى آخرها . ۵
ويظهر من كلام الصدوق كونه منسوخا ، إلّا أن يُقال : إنّه أراد بقوله : «ولكن سنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله مكان هذه الأيّام» ؛ أنّه سنَّ فكان تأكّد استحبابها ، فتأمّل .
ويظهر ممّا ذكرنا غفلة صاحب المدارك حيث قال : «لم أقف فيه على رواية من طريق الأصحاب ، سوى ما رواه ابن بابويه في كتاب علل الشرائع والأحكام بإسناده إلى ابن مسعود» ، ۶ إلى آخر الخبر .

1.في الأصل : «ثلاثة عشر» ، والتصويب من المصدر .

2.ما بين القوسين ليس في المصدر .

3.. المثبت من المصدر ، وفي الأصل: «خمسة عشر» .

4.علل الشرائع ، ص ۳۷۹ ۳۸۰ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۴۳۶ ، ح ۱۳۷۸۷ .

5.علل الشرائع ، ص ۳۸۰ ۳۸۱ .

6.مدارك الأحكام ، ج ۶ ، ص ۲۶۲ .


شرح فروع الکافي ج4
128

وضمّها وكسرها في المستقبل ، ورفث بكسرها يَرْفث بفتحها رفثا ساكنة في المصدر ومحرّكة في الاسم ، ويُقال : أرفث رباعيّا أيضا . ۱

باب صوم رسول اللّه صلى الله عليه و آله

يدلّ أخبار الباب على أنّه صلى الله عليه و آله كان ينتقل في الصوم في السنة من طورٍ إلى طور ، إلى أن استقرّ أمره إلى صيام ثلاثة أيّام في كلّ شهر ، أربعاء بين الخميسين ، وفعله عليه السلام لا يدلّ على صيرورة ما قبله منسوخا ، وإنّما يدلّ على مرجوحيّته وبقى أصل الندب .
ونسب في المنتهى استحباب صوم أيّام البيض إلى قول العلماء كافّة . ۲
ويدلّ عليه حسنة محمّد بن مسلم ، ۳ وهي كالصحيح ، بل عدّ صحيحا .
وما روي في المنتهى عن الجمهور عن أبي ذرّ ، قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «يا أبا ذرّ ، إذا صمت من الشهر ثلاثة [أيّام] فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة» . ۴
وعن ملحان المقيسي ، قال : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يأمرنا أن نصوم البيض ثلاثة عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة . ۵
وما رواه الشيخ في حديث الزهريّ ، عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام ، وما رواه الصدوق في كتاب العلل عن ابن مسعود ، قال : سمعت النبيّ صلى الله عليه و آله يقول : «إنّ آدم لمّا عصى ربّه عزّ وجلّ ناداه منادٍ من لدن العرش : يا آدم ، اخرج من جواري ، فإنّه لا يجاورني أحدٌ عصاني . فبكا وبكت الملائكة ، فبعث اللّه عزّ وجلّ جبرئيل

1.اُنظر : شرح صحيح مسلم للنووي ، ج ۸ ، ص ۲۸ .

2.منتهى المطلب ، ج ۲ ، ص ۶۰۹ .

3.هو الحديث الثاني من هذا الباب من الكافي .

4.سنن الترمذي ، ج ۲ ، ص ۱۳۰ ۱۳۱ ، ح ۷۵۸ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۲۹۴ ؛ كنزالعمّال ، ج ۸ ، ص ۶۶۳ ، ح ۲۴۶۲۰ ، وما بين الحاصرتين من المصادر .

5.مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۸ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۵۴۷ ، ح ۲۴۴۹ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۲۹۴ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۲ ، ص ۱۳۸ ، ح ۲۷۳۹ ؛ شرح معاني الآثار ، ج ۲ ، ص ۸۱ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۱۹ ، ص ۱۶ .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 138004
صفحه از 662
پرینت  ارسال به