417
شرح فروع الکافي ج4

باب أنّ اللّه عزّ وجلّ حرّم مكّة حين خلق السماوات والأرض

قال طاب ثراه :
«أي جعلها ذا حرمة أو حرّم دخولها بغير إحرام على حذف مضاف ، كقوله تعالى : «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ» » ۱ .
ثمّ الظاهر أنّ التحريم وقع في ذلك اليوم إلّا أنّه كان خفيّاً وظهر في عهد إبراهيم عليه السلام ، ويحتمل أنّه تعالى كتب في اللوح أنّه سيحرّمها .
وقال الآبي : «والأظهر أنّ تحريمها في ذلك اليوم كناية عن قدم التحريم ، وأنّه شريعة سابقة ليس ممّا اُحدث» .
قوله في موثّق زرارة : (أن يختلا خلاه) إلخ .[ح 2 / 6772] الخلا مقصورة : الرطب من النبات ، واختلاه : جزّه أو نزعه . ۲
ويقال : عَضِدت الشجر بكسر العين ، أي قطعته بالمعضَد ، وهو سيف يمتهن في قطع الشجر . ۳ والإذخر بكسر الهمزة والخاء المعجمة : نبت طيّب الرائحة معروف . ۴
قوله في حسنة حريز : (ثمّ أخذت بعضادتي الباب) إلخ .[ح 3 / 6773] عضادتا الباب : خشبتاه من جانبيه ۵ ، ويعني صلى الله عليه و آله بالعبد نفسه ، وهزم الأحزاب وحده ، أي لا على أيدي البشر ، قال تعالى : «فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحا»۶ ، الآية ، وفيها إشارة إلى وفاء اللّه تعالى بما وعد المؤمنين من غلبتهم في غزاة الخندق .
وقيل : يحتمل إرادة أحزاب الكفر مطلقاً .

1.النساء (۴) : ۲۳ .

2.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۳۲۶ (خلا).

3.صحاح اللغة، ج ۲، ص ۵۰۹ (عضد).

4.المجموع للنووي، ج ۷، ص ۴۲.

5.صحاح اللغة، ج ۲، ص ۵۰۹ (عضد).

6.الأحزاب (۳۳) : ۹ .


شرح فروع الکافي ج4
416

آيات بدل البعض . ۱
قوله في موثّق ابن بكير : (أخذت مقداره بنسع) [ح 2 / 6768] النسع بالكسر : سير ينسج عريضاً على هيئة أعنّة النعال تُشدّ به الرِّحال ، والقطعة منه نِسعَة ۲ ، وروى الصدوق في كتاب العلل مثل هذا الخبر موثّقاً عن سليمان بن خالد ، قال : لمّا أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى إبراهيم عليه السلام أن أذِّن في الناس بالحجّ أخذ الحجر الذي فيه أثر قدميه ، ثمّ قام عليه فنادى بأعلى صوته بما أمره اللّه عزّ وجلّ به ، فلمّا تكلّم بالكلام لم يحتمله الحجر، فغرقت رجلاه فيه فقلع إبراهيم رجليه من الحجر قلعاً ، فلمّا كثر الناس وصاروا إلى الشرّ والبلاء ازدحموا عليه ، فرأوا أن يضعوه في هذا الموضع الذي هو فيه ؛ ليخلو المطاف لمن يطوف بالبيت ، فلمّا بعث اللّه عزّ وجلّ محمّدا صلى الله عليه و آله ردّه إلى الموضع الذى¨ وضعه إبراهيم عليه السلام فما زال فيه حتّى قبض رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وفي زمن أبي بكر وأوّل ولاية عمر .
ثمّ قال عمر : قد ازدحم الناس على هذا المقام ، فأيّكم يعرف موضعه في الجاهليّة؟ قال رجل : أنا أخذت قدره بقدّة ۳ ، قال : والقدّة عندك؟ قال : نعم ، قال : فأت به ، فجاء به ، فأمر بالمقام فحمل وردَّ إلى الموضع الذي هو فيه الساعة . ۴

باب نادر

الندرة هنا يحتمل المعنيين اللذين ذكرناهما
قوله في خبر بكير بن أعين : (إنّ المزدلفة أكثر بلاءً وأبعد هواماً) .[ح 2 / 6770] الهامّة : كلّ ذات سمّ يقتل كالحيّة والأفعى ، فأمّا ما يسمّ ولا يقتل كالعقرب والزنبور فهو السامّة ، وقد يُطلق الهوام على الحشرات وإن لم يكن لها سمّ . ۵

1.نفس المصدر.

2.القاموس المحيط، ج ۳، ص ۸۸ (نسع).

3.كذا بالأصل، و في المصدر: «بقدر» و كذا التالي، و القدّ: سير يقدّ من جلد غير مدبوغ، والقدة أخصّ منه. صحاح اللغة، ج ۲، ص ۵۲۲ (قدد).

4.علل الشرائع، ص ۴۲۳، الباب ۱۶۱، ح ۱.

5.شرح اصول الكافي للمولى صالح المازندراني، ج ۱۰، ص ۴۲۶؛ عمدة القاري، ج ۲۱، ص ۲۸۷.

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 133677
صفحه از 662
پرینت  ارسال به