649
شرح فروع الکافي ج4

إلى أنّها : لبّيك اللّهمَّ لبّيك ، لبّيك لا شريكَ لك لبّيك . ۱
وهو الظاهر من حسنة معاوية بن عمّار ۲ على ما يشعر به آخرها .
وأضاف إليها جماعة : إنّ الحمد والنعمة لك والمُلك ، لا شريك لك ، قال به المفيد ۳ وابنا بابويه ۴ ووافقهم ابن أبي عقيل وابن الجنيد ۵ وسلّار ۶ وجماعة على ما حكي عنهم ، واحتمله أيضاً آخر الحسنة المشار إليها .
ويدلّ عليه ما سنرويه من خبر أبي جعفر عليه السلام عن جابر ، وصحيحة عبداللّه بن سنان ۷ ، وصحيحة معاوية بن وهب ، قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن التهيّؤ للإحرام ، فقال : «في مسجد الشجرة ، فقد صلّى [فيه] رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وقد ترى ناساً يحرمون فلا تفعل حتّى تنتهي إلى البيداء حيث الميل ، فتحرمون كما أنتم في محاملكم ، تقول : لبّيك ، اللّهمَّ لبّيك لبّيك لا شريك لك لبّيك ، إنّ الحمد والنِّعمة لك والملك ، لا شريك لك لبّيك بمتعة بعمرة إلى الحجّ» . ۸
وما رواه الصدوق رضى الله عنه في الفقيه مرسلاً ، قال : وقال أمير المؤمنين عليه السلام : «وجاء جبرئيل عليه السلام إلى النبيّ صلى الله عليه و آله فقال له : إنّ التلبية شعار المحرم فارفع صوتك بالتلبية : لبّيك اللّهمَّ لبّيك ، لبّيك لا شريك لك لبّيك ، إنّ الحمد والنِّعمة لك والمُلك ، لا شريك لك لبّيك» ۹ بناءً

1.المختصر النافع ، ص ۸۲ ؛ شرائع الإسلام ، ج ۱ ، ص ۱۸۱ . و انظر : جامع الخلاف و الوفاق ، ص ۱۸۱ ؛ مدارك الأحكام ، ج ۷ ، ص ۲۶۸ .

2.هي الحديث الثالث من هذا الباب من الكافي .

3.. المقنعة ، ص ۳۹۷ .

4.فقه الرضا عليه السلام ، ص ۲۱۶ ۲۱۷ ؛ المقنع ، ص ۲۲۰ ؛ الهداية ، ص ۲۲۰ ؛ و حكاه العلّامة في مختلف الشيعة ، ج ۴ ، ص ۵۴ عن رسالة ابن بابويه .

5.حكاه عنهما العلّامة في مختلف الشيعة ، ج ۴ ، ص ۵۴ .

6.المراسم العلويّة ، ص ۱۰۸ .

7.هي الحديث السابع من هذا الباب من الكافي ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۱ ، ص ۲۲۳ ۲۲۴ ، ح ۱۴۶۵۸ .

8.تهذيب الأحكام ، ج ۵ ، ص ۸۴ ، ح ۲۷۷ ؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۱۶۹ ۱۷۰ ، ح ۵۵۹ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۲ ، ص ۳۷۰ ، ح ۱۶۵۳۸ .

9.. الفقيه ، ج ۲ ، ص ۳۲۶ ۳۲۷ ، ح ۲۵۸۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۲ ، ص ۳۷۹ ، ح ۱۶۵۶۰ .


شرح فروع الکافي ج4
648

عليَّ أو منعني عدوّ وغيره ، فأمّا إن قال : أن تحلّني حيث شئت فليس له ذلك» . ۱ وهو ظاهر ابن إدريس .
وهذا التعميم في فوات الوقت وضيقه غير بعيد لما سبق . وأمّا في فناء النفقة فغير مستند إلى دليل يعتدّ به ، فتأمّل .
قوله في حسنة معاوية بن عمّار : (ثمّ أحرم بالحجّ أو بالمتعة وخرج بغير تلبية) .[ح 14 / 7189] أراد بالإحرام هنا مقدّماته ، وقد شاع في الحديث استعماله في هذا المعنى كما سبقت الإشارة إليه .

باب التلبية

قال ابن الأثير :
في حديث إهلال الحجّ : لبّيك اللّهمَّ لبّيك ، هو من التلبية ، وهي إجابة المنادي ، أي إجابتي لك ياربّ ، وهو مأخوذ من لبّ بالمكان والَبّ ، إذا أقام ، وألبّ على كذا ، إذا لم يفارقه ، ولم يستعمل إلّا على لفظ التثنية في معنى التكرير ، أي إجابة بعد إجابة ، وهو منصوب على المصدر بعاملٍ لا يظهر ، كأنّك قلت اُلبّ إلباباً بعد إلباب ، والتلبية من لبّيك كالتهليل من لا إله إلّا اللّه .
وقيل : معناه اتّجاهي وقصدي ياربّ إليك ، من قولهم : داري تُلبّ دارك ؛ أي تواجهها .
وقيل : معناه أخلص لك من قولهم : حَسَبٌ لباب إذا كان خالصاً محضاً ، ومنه لبّ الطعام ولُبابه . ۲
واختلف الأصحاب في كيفيّة التلبية العاقدة للإحرام بعد اتّفاقهم بل اتّفاق أهل الخلاف أيضاً على عدم وجوب الزائد على التلبيات الأربع ، فذهب المحقّق والأكثر

1.المبسوط ، ج ۱ ، ص ۳۳۴ .

2.النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۲۲ (لبب) .

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 135207
صفحه از 662
پرینت  ارسال به