علم الأئمة فى الكافى - صفحه 8

وكتابه العظيم الكافي أوّل الكتب الأربعة المعتمدة عند الشيعة في الحديث وأجلّها وأوسعها ، والّذي مجّد به كبار الطائفة وأعلامهم :
فقال المفيد ( ت 413 ق) فيه : هو من أجلّ كتب الشيعة وأكثرها فائدة .
وقال الشهيد الأوّل ( ت 786 ق) : كتاب الكافي في الحديث الّذي لم يعمل الإماميّة مثله .
وقال المازندراني ( ت 1081 ق) وهو شارح الكافي : كتاب الكافي أجمع الكتب المصنّفة في فنون علوم الإسلام ، وأحسنها ضبطا ، وأضبطها لفظا ، وأتقنها معنىً ، وأكثرها فائدةً ، وأعظمها عائدةً ، حائز ميراث أهل البيت ، وقمطر علومهم .
وقال السيّد بحر العلوم ( ت 1212 ق) : إنّه كتاب جليل ، عظيم النفع ، عديم النظير ، فائق على جميع كتب الحديث بحسن الترتيب ، وزيادة الضبط والتهذيب ، وجمعه للاُصول والفروع ، واشتماله على أكثر الأخبار الواردة عن الأئمّة الأطهار عليهم السلام ۱ .
لقد عقد الشيخ الكليني في كتابه الكافي بابا في كتاب « الحجّة » بعنوان : « باب أنّ الأئمّة عليهم السلام يعلمون متى يموتون ؟ وأنّهم لا يموتون إلّا باختيار منهم » ، وأورد فيه ثمانية أحاديث تدلّ على ما في العنوان ، ومنها الحديث المذكور سابقا ، عن الإمام الرضا عليه السلام .
وعَقْدُ الكلينيّ لهذا الباب بهذا العنوان يدلّ بوضوحٍ على أنّ المشكلة كانت معروضةً في عصره ، وبحاجةٍ إلى حَسُمٍ ، فلذلك لجأ إلى عقده .
فلنمرّ بمضمون الأحاديث ، كي نقف على مداليلها ۲ :
الحديث الأوّل : بسنده عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبد اللّه عليه السلام : أيّ إمام لا يعلم ما يصيبه وإلى ما يصير ، فليس ذلك بحجّة للّه على خلقه .
ودلالته على عنوان الباب واضحة .

1.. نقلنا هذه التصريحات من المصدر السابق ، ۱۵۴ ـ ۱۵۶ .

2.. الأحاديث وردت في الكافي ، الأُصول ، ج ۱ ص ۲۵۸ ـ ۲۶۰ .

صفحه از 18