مختارات من نوادر « روضة الكافي » للكليني - صفحه 327

« لَمّا استَتَمُّوا الأُكلَةَ أَخَذَهُمُ اللّه ُ وَاصطَلَمَهُم »

من خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام في بيان نهاية الظالمين ، قوله :
فلما بلغوا المدّة ، واستتمّوا الأُكلة ، أخذهم اللّه عز و جل واصطلمهم۱.
صلم : يدلّ على قطع واستئصال ، يقال : صلم أُذنه ؛ إذا قطعها واستأصلها ، والصيلم : الداهية والأمر العظيم ، وكأنّه سُمّي بذلك لأنّه يصطلم ، والاصطلام : الاستئصال ، والاصطلام : إبادة قوم من أصلهم إذ يقال : اصطلموا ۲ .
وصلم الشيء صلما : قطعه من أصله ، وقيل : الصلم : قطع الأُذن والأنف من أصلهما ، واصطلم القوم : أُبيدوا من أصلهم . وفي حديث الفتن : « وتصطلمون في الثالثة » ، والاصطلام بوزن افتعال من الصلم القطع ، وحديث عاتكة : « لئن عدتم ليصطلمنّكم » ۳ .
« لمّا » في النصّ اقتضت جملتين ، وقد وجدت ثانيتهما عند وجود أولاهما ۴ ، وقد اختُصّت بالماضي : « لمّا بلغوا المُدّة واستتمّوا الأُكلة » ( الجملة الاُولى ) ، « أخذهم اللّه عز و جل واصطلمهم » ( الجملة الثانية ) ، فـ « لمّا » حرف وجود لوجود ، أو وجوب لوجوب ، و« لمّا » بمعنى حين ، وعند ابن مالك بمعنى « إذ » ، وقد حسّن ابن هشام هذا الرأي ؛ لأنّها مختصّة بالماضي ۵ ، ومثل هذه الجملة قوله تعالى : « فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ »۶ .
وقد ربطت « لما » الحينية في النصّ بين تمام الأُكلة ، وأخذ اللّه واصطلامه ، أي : حين بلغوا كمال المتعة واللّذة ، حان موعد القطع والاستئصال ؛ ليكون ذلك أشدّ إيلاما وأوضح عبرة لمن لم ينتهِ من المستكبرين .

1.الكافي : ج ۸ ص ۶۰۹ .

2.انظر : التهذيب : ج ۱۲ ص ۱۹۹ ؛ مقاييس اللغة : ج ۳ ص ۲۹۹ .

3.لسان العرب : ج ۱۲ ص ۳۴۰ ـ ۳۴۱ .

4.انظر : المغني : ص ۳۱۰ .

5.انظر : المصدر السابق .

6.الإسراء : ۶۷ .

صفحه از 338