السنّة بين الكليني والزُّهري - صفحه 127

السنّة بين الكليني والزُّهري

الشيخ جعفر المهاجر

إنّ ما يتسالم جمهور علماء المسلمين على تسميته خطأً فيما نعتقد بـ «السُنّة» ، قد اتّخذ في تاريخنا الثقافي خطّين منفصلين ، لكلٍّ منهما سماته الخاصّة به ، في مادّته ورجاله ومنطلقاته الفكرية وبواعثه ومراميه .
إنّ دراسةً ألسُنيّة Languistics لكلمة «سنّة» وتطوّرها في الاستعمال اليومي ، يمكن أن يكون بداية جيّدة لبحث كالذي نسعى إليه تحت هذا العنوان .
من المعلوم أنّ الكلمة كائنٌ حيٌّ ، يتطوّر ويتبدّل وقد يموت ، ولكنّه قد يتعرّض لتغيير قسريّ ، وهذا النمط الأخير نراه في الكلمة (سُنّة) . فهي في اللغة القرآنيّة بمعنى العُرف والعادة الحاكمة : «قَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ»۱ و «فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَ لَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً»۲ ، إلى غير ذلك .
وعلى هذا المعنى الحديث :
لتتبعُنّ سنن من قبلكم ، شبرا بشبر وذراعا بذراع ، حتّى لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه ۳ .

1.الحجر : ۱۳ .

2.فاطر : ۴۳ .

3.مسند أحمد : ج ۲ ص ۲۳۷ .

صفحه از 134