7
البضاعة المزجاة المجلد الرابع

أو من لا يوقف على حقيقة أمره لفخامته. والفحل على الأوّل الخصم المدّعي للغلبة أو المساواة، وعلى الأخيرين أبو المخاطب، أو [هو] على سبيل الكناية كما في قولك: مثلك لا يبخل.۱

متن الحديث الخامس والخمسين والأربعمائة

۰.حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيِّ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ وَ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ زَكَرِيَّا النَّقَّاضِ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ :
«النَّاسُ صَارُوا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله بِمَنْزِلَةِ مَنِ اتَّبَعَ هَارُونَ عليه السلام وَمَنِ اتَّبَعَ الْعِجْلَ ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ دَعَا ، فَأَبى‏ عَلِيٌّ عليه السلام إِلَّا الْقُرْآنَ ، وَإِنَّ عُمَرَ دَعَا ، فَأَبى‏ عَلِيٌّ عليه السلام إِلَّا الْقُرْآنَ ، وَإِنَّ عُثْمَانَ دَعَا ، فَأَبى‏ [عَلِيٌّ ]عليه السلام إِلَّا الْقُرْآنَ ، وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَدْعُو إِلى‏ أَنْ يَخْرُجَ الدَّجَّالُ إِلَّا سَيَجِدُ مَنْ يُبَايِعُهُ ، وَمَنْ رَفَعَ رَايَةَ ضَلَالٍ‏۲ فَصَاحِبُهَا طَاغُوتٌ».

شرح‏

السند مجهول.
قوله: (وأنّ أبا بكر دعا، فأبى علي عليه السلام إلّا القرآن).
يعني أنّه دعا عليّاً عليه السلام والناس جميعاً على بيعته وموافقته في بدعته، فلم يعمل علي عليه السلام في زمن استيلائه وغلبته إلّا بالقرآن، ولم يعمل بأهوائهم، وكذا في زمن استيلاء عمر وعثمان.
(وإنّه ليس من أحد يدعو) أي يدعو الناس إلى بدعته وضلالته؛ بقرينة السابق واللّاحق.
(إلى أن يخرج الدجّال).
قيل: أي إلى زمان خروجه. والمراد به جميع زمانه المتّصل آخره بزمان نزول عيسى وظهور الصاحب عليه السلام، فلا يرد أن «إلى» تفيد خروج ما بعدها عن الحكم المذكور، وليس كذلك.۳

1.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۱۷.

2.هكذا أيضاً في أكثر نسخ الكافي. وفي كلتا الطبعتين: «ضلالة».

3.قاله المحقّق المازندراني رحمة اللَّه عليه في شرحه، ج ۱۲، ص ۴۱۷.


البضاعة المزجاة المجلد الرابع
6

وقوله عليه السلام: (جعلوا يبايعون سعداً) بيان للاعتزال، أو لعودهم أهل جاهليّة، أو للجميع.
وسعد بن عبادة من أشراف الأنصار.
(وهم يرتجزون ارتجاز الجاهليّة).
قال الفيروزآبادي:
الرَّجَز - بالتحريك - : ضرب من الشعر، وزنه مستفعلن ستّ مرّات، سمّي لتقارب أجزائه، وقلّة حروفه. وزعم الخليل أنّه ليس بشعر، وإنّما هو أنصاف أبيات وأثلاث، والاُرجوزة: والقصيدة، منه الجمع: أراجيز. وقد رجز وارتجز ورجزبه ورجّزه: أنشده اُرجوزة.۱(يا سعد، أنت المُرجّى، وشعرك المرجّل، وفحلك المرجّم).
المرجّى - بتشديد الجيم - من الرّجاء، وهو الأمل. قال الجوهري: «رجوتُ فلاناً ورجيته ترجية بمعنى».۲
وقال: «شعر رجل ورجل: إذا لم يكن شديد الجعودة، ولا سَبِطاً، تقول منه: رجّل شعره ترجيلاً».۳
وقال:
الرُّجمة - بالضمّ - واحدة الرجم والرِجام، وهي حجارة ضخام دون الرضام، وربما جمعت على القبر ليسنّم.
وقال عبد اللَّه مغفّل في وصيّته: لا ترجموا قبري؛ أي لا تجعلوا عليه الرجم، أراد بذلك تسوية قبره [بالأرض‏] وأن لا يكون مسنّماً مرتفعاً، انتهى.۴
أقول: لعلّ المراد: يا سعد، أنت مرتجى للناس مرجوّ منك حصول مقاصدهم، وشعرك مسرّح منظّف محسّن، وفحلك - أي خصمك - المدّعي للغلبة، مرجّم القبر، غير داخل في سلك الأحياء.
وقيل: أي خصمك مرجوم مطرود.۵
وقيل: المرجم إمّا من جعل على قبره الرجمة، أو من رجم في المعارك ورمى فيها،

1.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۱۷۶ (رجز) مع التلخيص.

2.لم نعثر عليه في الصحاح.

3.الصحاح، ج ۴، ص ۱۷۰۶ (رجل).

4.الصحاح، ج ۵، ص ۱۹۲۸ (رجم).

5.قاله العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه في مرآة العقول، ج ۲۶، ص ۳۳۵.

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الرابع
    سایر پدیدآورندگان :
    احمدی جلفایی، حمید ، فاضل البخشایشی، جواد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
تعداد بازدید : 68042
صفحه از 568
پرینت  ارسال به