133
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

ومائتين، وتوفّي عليه السلام سنة ثلاث ومائتين . ۱
قال : وكان للرضا عليه السلام من الولد أبو جعفر محمّد بن عليّ الجواد عليهماالسلام لا غير . ۲
أقول : حكى الصدوق ـ طاب ثراه ـ في كتاب عيون الأخبار بالإسناد عن غياث بن اُسيد ، قال :
سمعت جماعة من أهل المدينة يقولون : ولد الرضا عليه السلام بالمدينة يوم الخميس لإحدى عشر ليلة ، وقبض من ربيع الأوّل سنة ثلاث وخمسين ومائة من الهجرة بعد وفاة أبي عبد اللّه عليه السلام بخمس سنين . ۳
ثمّ إنّ قول الطبرسي رحمه الله في وجه تسميته بالرضا عليه السلام ـ : «وقيل : لأنّه عليه السلام » إلى آخره ـ ليس على ما ينبغي ؛ لأنّ هذا الوجه والوجه الذي ذكره قبله كليهما منقولان عن أبي جعفر الجواد عليه السلام في حديث واحد روى الصدوق ـ قدّس سرّه بإسناده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، قال : قلت لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن موسى عليهم السلام : إنّ قوما من مخالفيكم يزعمون أنّ أباك عليه السلام إنّما سمّاه المأمون الرضا لما رضيه من ولاية عهده ؟
فقال عليه السلام : «كذبوا واللّه ، وفجروا ، بل اللّه ـ تبارك وتعالى ـ سمّاه الرضا ؛ لأنّه كان رضا للّه ـ عزَّ وجلَّ ـ في سمائه ، ولرسوله والأئمّة بعده ـ صلوات اللّه عليهم ـ في أرضه ».
قال : قلت له : ألم يكن كلّ واحد من آبائك الماضين رضا للّه ـ عزَّ وجلَّ ـ ولرسوله والأئمّة بعده عليهم السلام ؟
فقال : «بلى» .
قلت : فلِمَ يسمّى أبوك عليه السلام من بينهم الرضا ؟
فقال : «لأنّه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه ، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه عليهم السلام ، فلذلك سمّي من بينهم الرضا» . ۴

1.المصدر ، ص ۳۴۳ .

2.المصدر ، ص ۳۴۴ .

3.عيون أخبار الرضا، ج ۱ ، ص ۱۸ ، ح ۱ .

4.علل الشرائع ، ج ۱ ، ص ۲۳۷ ، ح ۱ ؛ عيون أخبار الرضا ، ج ۱ ، ص ۱۳ ، ح ۱ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
132

باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام

في كتاب إعلام الورى بأعلام الهدى :
وُلد عليه السلام بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة . ويقال : إنّه ولد لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة يوم الجمعة سنة ثلاث وخمسين ومائة بعد وفاة أبي عبد اللّه عليه السلام بخمس سنين ؛ رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه . وقيل : يوم الخميس ، واُمّه اُمّ ولد يقال لها اُمّ البنين ، واسمها نجمة . ويقال : سكن النوبيّة ، ويقال : تُكْتَم .
وعن عليّ بن ميثم أنّه قال : لمّا اشترت حميدة المصفّاة ـ وهي اُمّ أبي الحسن موسى عليه السلام وكانت من أشراف العجم ـ جارية مولّدة اسمها تكتم ، وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها حميدة حتّى أنّها ما جلست بين يديها منذ ملكتها إجلالاً لها ، فقالت لابنها موسى عليه السلام : يا بُنيّ إنّ تكتم جارية ما رأيت جارية أفضل منها قطّ ، ولست أشكّ أنّ اللّه سيُظهر نسلها إن كان لها نسل ، وقد وهبتها لك ، فاستوص بها خيرا .
وقبض عليه السلام بطوس من خراسان في قرية يُقال لها : «سناباد» في آخر صفر . وقيل: إنّه عليه السلام توفّي في شهر رمضان لسبع بقين منه يوم الجمعة من سنة ثلاثين ومائة ، وله عليه السلام خمس وخمسون سنة ، وكانت مدّة إمامته وخلافته لأبيه عليهماالسلامعشرين سنة ، وكانت في أيّام إمامته بقيّة ملك الرشيد ، وملك محمّد الأمين بعده ثلاث سنين وخمسة وعشرين يوما ، ثمّ خُلع الأمين واُجلس عمّه إبراهيم بن المهديّ المعروف بابن شكله أربعة عشر يوما ، ثمّ اُخرج محمّد ثانيةً وبويع له ، وبقي بعد ذلك سنة وأربعة أشهر ، فقتله طاهر بن الحسين ، ثمّ ملك المأمون بن عبد اللّه بن هارون بعده عشرين سنة ، واستُشهد الإمام عليه السلام في أيّام ملكه . وإنّما سُمّي عليه السلام الرضا لأنّه كان رضا للّه ـ عزّ وجلَّ ـ في سمائه، ورضا لرسوله والأئمّة بعده في أرضه عليهم السلام . وقيل : لأنّه رضي به المخالف والمؤالف . ۱
قال :
وروي عن إبراهيم بن العبّاسي ، قال : كانت البيعه للرضا عليه السلام لخمس خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومأتين ، وزوّجه المأمون ابنته اُمّ حبيب في أوّل سنة اثنتين

1.إعلام الورى ، ص ۳۱۳ ـ ۳۱۴ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 62613
صفحه از 688
پرینت  ارسال به