ومائتين، وتوفّي عليه السلام سنة ثلاث ومائتين . ۱
قال : وكان للرضا عليه السلام من الولد أبو جعفر محمّد بن عليّ الجواد عليهماالسلام لا غير . ۲
أقول : حكى الصدوق ـ طاب ثراه ـ في كتاب عيون الأخبار بالإسناد عن غياث بن اُسيد ، قال :
سمعت جماعة من أهل المدينة يقولون : ولد الرضا عليه السلام بالمدينة يوم الخميس لإحدى عشر ليلة ، وقبض من ربيع الأوّل سنة ثلاث وخمسين ومائة من الهجرة بعد وفاة أبي عبد اللّه عليه السلام بخمس سنين . ۳
ثمّ إنّ قول الطبرسي رحمه الله في وجه تسميته بالرضا عليه السلام ـ : «وقيل : لأنّه عليه السلام » إلى آخره ـ ليس على ما ينبغي ؛ لأنّ هذا الوجه والوجه الذي ذكره قبله كليهما منقولان عن أبي جعفر الجواد عليه السلام في حديث واحد روى الصدوق ـ قدّس سرّه بإسناده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، قال : قلت لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن موسى عليهم السلام : إنّ قوما من مخالفيكم يزعمون أنّ أباك عليه السلام إنّما سمّاه المأمون الرضا لما رضيه من ولاية عهده ؟
فقال عليه السلام : «كذبوا واللّه ، وفجروا ، بل اللّه ـ تبارك وتعالى ـ سمّاه الرضا ؛ لأنّه كان رضا للّه ـ عزَّ وجلَّ ـ في سمائه ، ولرسوله والأئمّة بعده ـ صلوات اللّه عليهم ـ في أرضه ».
قال : قلت له : ألم يكن كلّ واحد من آبائك الماضين رضا للّه ـ عزَّ وجلَّ ـ ولرسوله والأئمّة بعده عليهم السلام ؟
فقال : «بلى» .
قلت : فلِمَ يسمّى أبوك عليه السلام من بينهم الرضا ؟
فقال : «لأنّه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه ، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه عليهم السلام ، فلذلك سمّي من بينهم الرضا» . ۴