19
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

اللّه لخاصّة أوليائه ، وهو لباس التقوى ودِرع اللّه الحصينة ، وجنّته الوثيقة ، فمن تركه ألبسه اللّه ثوب الذلّ ، وشمله البلاء ، ودُيِّثَ بالصغار والقماءه ، وضرب على قلبه بالأشهاب ، واُديل الحقّ منه بتضييع وسِيمَ الخَسْفَ ، ومُنع النَّصَفَ ، ألا وإنّي قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلاً ونهارا ، وسرّا وإعلانا ، وقلت لكم : اغزوهم قبل أن يغزوكم ، فواللّه ما غُزي قوم في عُقْر دارهم إلّا ذَلّوا ، فتواكلتم وتخاذلتم حتّى شُنَّتْ عليكم الغارات ، ومُلِكَت عليكم الأوطان» ۱ .
وفي خطبةٍ اُخرى في استنفار الناس إلى أهل الشام : «اُفّ لكم لقد سَئمْتُ عتابكم، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضا ، وبالذلّ من العزّ خلفا؟ إذا دعوتُكم إلى جهاد عدوّكم دارَتْ أعينكم كأنّكم من الموت في غَمْرَةٍ ، ومن الذهول في سكرة» الخطبة ۲ .
أقول : في النهاية :
في حديث عليّ عليه السلام : «من ترك الجهاد ألبسه اللّه الذلّة وسِيم الخسف» . الخسف: النقصان ، والهوان ، وأصله أن تحبس الدابّة على غير علف ، ثمّ استعير فوضع موضع الهوان . وسيم : كلِّف ، واُلزم . ۳
وفي القاموس : «الخسف : النقيصة ، والإذلال ، وأن يُحمِّلك الإنسان ما تكره . يقال: سامه خسفا ـ ويضمّ ـ : إذا أولاه ذلّاً» ۴ .
قوله : (اُذَكِّرُ اللّهَ الواليَ) . [ح ۴ / ۱۰۶۶]
أي أجعل الوالي متذكِّرا باللّه ، أي أسأله باللّه (إلّا يرحم) بكسر الهمزة من باب ما ورد في دعاء سجدة الشكر : «أسألك بحقّ حبيبك محمّد إلّا غفرت ذنوبي» . وفي بعضها «لمّا غفرت ذنوبي» ۵ .

1.نهج البلاغة ، ص ۶۹ ، الخطبة ۲۷ ؛ معاني الأخبار ، ص ۳۰۹ ، ح ۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۵ ، ص ۱۵ ، ح ۱۹۹۱۳ .

2.نهج البلاغة ، ص ۷۸ ، الخطبة ۳۴ ؛ الغارات ، ج ۱ ، ص ۲۱ .

3.النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۱ (خسف).

4.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۳۳ (خسف) .

5.الكافي ، ج ۳ ، ص ۳۲۲ ، باب السجود والتسبيح و ... ، ح ۴ ؛ مصباح المتهجّد ، ص ۱۰۵ ؛ المصباح للكفعمي ، ص ۲۷ ؛ فلاح السائل ، ص ۲۴۳ ؛ البلد الأمين ، ص ۱۷ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۶ ، ص ۳۴۰ ، ح ۸۱۲۵ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
18

القيامة على الصراط على مقدار المعصية ثمّ يدخل الجنّة . ۱
أقول : يظهر من فحوى الأحاديث أنّ المرجئة كلّ من أخّر أمير المؤمنين عليه السلام ، وقد سبق الكلام فيه في باب التقليد .

[باب ما يجب من حقّ الإمام على الرعيّة وحقّ الرعيّة على الإمام]

قوله : (ولا تَصَدَّعوا) . [ح ۳ / ۱۰۶۵]
في القاموس : «صدع منه : مال ۲ ».
وفي الصحاح : «ما صدعك عن هذا الأمر ، أي ما صرفك . والتصديع : التفريق . وتصدّع القوم : تفرّقوا» ۳ .
قوله : (عن حبلكم) . [ح ۳ / ۱۰۶۵]
في القاموس : «الحبل : الرسن ، والعهد ، والذمّة ، والتواصل» ۴ .
قوله : (فَتَفْشَلوا) . [ح ۳ / ۱۰۶۵]
في القاموس : «فشل ـ كفرح ـ : كسل وضعف» ۵ .
قوله : (ويَذْهَبَ۶ريحُكُم) . [ح ۳ / ۱۰۶۵]
في القاموس : «الريح : الغلبة والقوّة» ۷ .
قوله : (ما تُدْعَون إليه) . [ح ۳ / ۱۰۶۵]
تدعون بالبناء للمفعول ، و«ما» عبارة عن الجهاد ؛ لأنّه الذي كان ـ صلوات اللّه عليه ـ يدعو أصحابه إليه ، ويحثّهم عليه ، ويشكو تثاقلهم عن ذلك ، ويهيّجهم بأنواع التعييرات والتوبيخات .
ففي باب الخطب من نهج البلاغة: «أمّا بعد ، فإنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة ، فَتَحَه

1.المغرب ، ص ۹۷ و ۹۸ (جهم) .

2.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۴۹ (صدع) .

3.الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۴۲ (صدع) .

4.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۵۳ (حبل).

5.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۹ (فشل) .

6.في الكافي المطبوع : «وتذهب» .

7.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۲۴ (ريح) .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 61847
صفحه از 688
پرینت  ارسال به