229
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

في شهر رمضان ، ويتصدّق كلّ واحدٍ في كلّ يومٍ بمدّ من طعام ، ولا قضاء عليهما» . ۱قوله : (ويكون جميعُ أعمالهِ بدَلالته إليه) . [ح ۵ / ۱۴۹۴]
عطف على «يوإليه» أي فيوالي الإمام ، ويكون جميع أعماله بدلالة الإمام عليه السلام إلى الجميع ، أي بإرشاده .
قوله : (ما كان له على اللّه حقٌّ في ثوابه) . [ح ۵ / ۱۴۹۴]
أي وَعْد واجب الإنجاز ، وإنّما ذلك عليه تعالى له إذا كان عارفا بحقّ الإمام وإن أناب غير العارف ، وذلك إذا كان مستضعفا محبّا للإمام عليه السلام غير معاند ، وكان مع ذلك صالحا عابدا فبفضل رحمته ، لا بسبب أنّه حقّ عليه تعالى .
ومثل ذلك ورد في أمر الصلاة ومحافظة أوقاتها وحدودها ، قال عليه السلام : «من صلّاهنّ محافظا لأوقاتها وحدودها ، كان حقّا على اللّه تعالى أن يدخله الجنّة ، ومن لم يصلّها كذلك ، بل صلّاها لغير وقتها ولم يحافظ حدودها ، فإن أدخله الجنّة فبفضله ، وإن عذّبه فبعدله» . ۲قوله : (عن عيسى بن السَّرِيّ أبي اليَسَع) . [ح ۶ / ۱۴۹۵]
في رجال ميرزا محمّد : «عيسى بن السريّ أبي اليسع الكرخي البغدادي ثقة» .
وفي الكشّي : «ابن اليسع» . ۳قوله : (ولم يضرّ به)۴. [ح ۶ / ۱۴۹۵]
أي بمن عرفها وعمل بها .
و«جَهْلُه» رفع على أنّه فاعل «لم يضرّ» . وقوله : «ممّا هو» في بعض النسخ : «فيما هو فيه» و«من» على نسخة «ممّا» للسببيّة ، كما في قوله تعالى : «مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا»۵ ، وسيجيء في رواية عيسى بن السريّ قال: قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : حدِّثني عمّا بُنيت عليه

1.الكافي ، ج ۴ ، ص ۱۱۶ ، ح ۴ ؛ والتهذيب ، ج ۴ ، ص ۲۳۸ ، ح ۴ ؛ والفقيه ، ج ۲ ، ص ۱۳۳ ، ح ۱۹۴۷ .

2.اُنظر: دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۱۳۵ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۱۰ ، ص ۲۲۸ .

3.إختيار معرفة الرجال ، ص ۴۲۴ ، وفيه : «أبي اليسع» .

4.في الكافي المطبوع : «ولم يَضِقْ به» .

5.نوح (۷۱) : ۲۵ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
228

قوله : (حتّى جاء المسيحُ عليه السلام بالإنجيل) . [ح ۲ / ۱۴۸۹]
دلّ على أنّ الإنجيل من الكتب السماويّة ، والأناجيل الأربعة التي بين النصارى اليوم قد صنّفت بعد عيسى عليه السلام باتّفاقهم ، وما فيها إنّما هو نسبه وكيفيّة ولادته وسيرته في أيّام حياته ، وكيفيّة قتله باعتقادهم ، والحوادث التي حدثت بعدُ ، وبعضُ أحاديثه التي منها : «إنّي ذاهب وفار قليط جاء بعدي ، ويعلّمكم كثيرا ممّا لم اُعلّمكم ، وما يقوله لا يتغيّر إلى يوم القيامه ». ۱ وهذا نقل في الإنجيل الرابع ، فليعتبر ذوو الأبصار ، وخصوصا قوله ـ على نبيّنا وعليه السلام ـ : «وما يقوله لا يتغيّر إلى يوم القيامة» وقول أبي عبداللّه عليه السلام : «فكلّ نبيٍّ جاء بعد المسيح» إلى آخره ، محلّ تأمّل ؛ إذ لم يعرف مجيء نبيّ بعد المسيح عليه السلام ، ولا استبعاد في مجي?نبيّ لم يُبعث للدعوة ، ولهذه العلّة لم يشتهر .

[باب دعائم الإسلام]

قوله : (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الصوم جُنّةٌ من النار) . [ح ۵ / ۱۴۹۴]
في الوافي :
إنّما ذكر عليه السلام أوّلاً حديثا في فضل الصوم رفعا لما عسى أن يتوهّم السائل أنّه ممّا لا فضل فيه ، أو أنّه قليل الأجر ، ثمّ ذكر قاعدة كلّيّة في معرفة الأفضل ، وذكر أنّ الصوم قد يُقضى مع الفوات أيّاما اُخر ، وقد لا يُقضى . ۲
أقول : ذلك مثل أن يمرض في شهر رمضان، ويموت في ذلك المرض ، أو يمرض إلى أن يجيء رمضان آخر؛ فإنّ الفقهاء صرّحوا بأن لا قضاء في الصورتين ، وكذا الشيخ والشيخة اللذان يطيقان الصوم بمشقّة ، وذو العطاش ـ بالضمّ ـ بمعنى الداء الذي لا يروي معه .
روى الكليني والشيخ عنه والصدوق عن محمّد بن مسلم في الصحيح ، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : «الشيخ الكبير والذي به العطاش لا حرج عليهما أن يفطرا

1.لم نعثر على الحديث في موضع.

2.الوافي ، ج ۴ ، ص ۹۰ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 61841
صفحه از 688
پرینت  ارسال به