قوله : (حتّى جاء المسيحُ عليه السلام بالإنجيل) . [ح ۲ / ۱۴۸۹]
دلّ على أنّ الإنجيل من الكتب السماويّة ، والأناجيل الأربعة التي بين النصارى اليوم قد صنّفت بعد عيسى عليه السلام باتّفاقهم ، وما فيها إنّما هو نسبه وكيفيّة ولادته وسيرته في أيّام حياته ، وكيفيّة قتله باعتقادهم ، والحوادث التي حدثت بعدُ ، وبعضُ أحاديثه التي منها : «إنّي ذاهب وفار قليط جاء بعدي ، ويعلّمكم كثيرا ممّا لم اُعلّمكم ، وما يقوله لا يتغيّر إلى يوم القيامه ». ۱ وهذا نقل في الإنجيل الرابع ، فليعتبر ذوو الأبصار ، وخصوصا قوله ـ على نبيّنا وعليه السلام ـ : «وما يقوله لا يتغيّر إلى يوم القيامة» وقول أبي عبداللّه عليه السلام : «فكلّ نبيٍّ جاء بعد المسيح» إلى آخره ، محلّ تأمّل ؛ إذ لم يعرف مجيء نبيّ بعد المسيح عليه السلام ، ولا استبعاد في مجي?نبيّ لم يُبعث للدعوة ، ولهذه العلّة لم يشتهر .
[باب دعائم الإسلام]
قوله : (قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : الصوم جُنّةٌ من النار) . [ح ۵ / ۱۴۹۴]
في الوافي :
إنّما ذكر عليه السلام أوّلاً حديثا في فضل الصوم رفعا لما عسى أن يتوهّم السائل أنّه ممّا لا فضل فيه ، أو أنّه قليل الأجر ، ثمّ ذكر قاعدة كلّيّة في معرفة الأفضل ، وذكر أنّ الصوم قد يُقضى مع الفوات أيّاما اُخر ، وقد لا يُقضى . ۲
أقول : ذلك مثل أن يمرض في شهر رمضان، ويموت في ذلك المرض ، أو يمرض إلى أن يجيء رمضان آخر؛ فإنّ الفقهاء صرّحوا بأن لا قضاء في الصورتين ، وكذا الشيخ والشيخة اللذان يطيقان الصوم بمشقّة ، وذو العطاش ـ بالضمّ ـ بمعنى الداء الذي لا يروي معه .
روى الكليني والشيخ عنه والصدوق عن محمّد بن مسلم في الصحيح ، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : «الشيخ الكبير والذي به العطاش لا حرج عليهما أن يفطرا