31
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

يستفاد منه أنّ هذا اللقب له عليه السلام كان منقولاً عن فعل للمتكلّم وحده و«المؤمنين» مفعوله ، فهو من باب تأبّط شرّا يؤذن عن الأصل .
فإن قلت: الجملة إذا جعلت علما يتلفّظ بها على سبيل الحكاية ، وإعرابها محلّي، وأمير المؤمنين يجري في الجزء الأوّل الإعرابُ .
قلت: بقاء المركّب ـ الذي جعل علما ـ على ما كان علّته صيرورة آخر الجزء كسائر الأجزاء الواقع في الوسط في كونه باقيا على هيئته غير متغيّر ، وعليه هذه العلّة اعتباري أكثري ليست بواجبة الاطّراد ؛ ألاترى تخلّفها في التركيب الإضافي الذي جعل علما كعبد اللّه ؛ فظهر أنّ المناط الاستعمال ، فما يُنكر أن يكون بعض الأعلام المنقولة عن الجملة مستعملاً استعمالَ تأبّط شرّا ، وبعضها مستعملاً استعمالَ عبد اللّه ، وقد ثبت بكلام الإمام عليه السلام أنّ أمير المؤمنين منقول عن الجملة ، والاستعمال جار على إعراب الجزء الأوّل ، فهو من البعض الثاني .

باب فيه نُكَتٌ ونُتفٌ من التنزيل في الولاية

قبل ذكر الآيات نمهّد مقدّمة نافعة في فهم جميع الأخبار المذكورة في هذا الباب:
اعلم أنّ اللّه تعالى خلق لجوده الذاتي خلقا ليتلذّذوا بمشاهدة حسنه وبهائه في مرآة العالم ، ويهتدوا لنوره وضيائه في مشكاة (نظم) :

من نكردم خلق۱تا سودى كنمبلكه تا بر بندگان جودى كنم۲
وهذا النوع من الخلق هو المسمّى عند أهل التحقيق بالطينات الطيّبة ، أي المقدورات الخاصّة الشريفة التي لها من جهة خصوصيّاتها الذاتيّة ـ التي بها امتازت عمّا عداها من المقدورات ـ ميلٌ ذاتي إلى الخير ، ويطلق عليها المهيّات أيضا ؛ لصحّة أن يسأل عن كلّ واحدة منها ماهي؟ ولمّا لم يكن في مرتبة مقدوريّتها ومعلوميّتها ـ ممّا يصحّ أن يقع منها في الخارج ـ ما يعدّ العقل من آثارها ، جعلها اللّه تعالى بحالة يصحّ

1.في المصدر : «امر» .

2.مثنوي معنوي ، ص ۲۵۳ .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
30

تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ» 1 ، وقوله : «عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ» 2 .
قال ابن هشام في مغني اللبيب :
قال جماعة منهم الإمام فخر الدين في «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللّهِ» 3 : إنّها للاستفهام التعجّبي، أي فبأيّ رحمة ، ويردّه ثبوت الألف وأنّ خفض رحمة حينئذٍ لا يتّجه ؛ لأنّها لا تكون بدلاً من ما ؛ إذ المبدل من اسم الاستفهام يجب اقترانه بهمزة الاستفهام ، نحو «ما صنعت؟ أخيرا أم شرّا؟». 4
وقال أيضا :
ردّ الكسائي قول المفسِّرين في «بِمَا غَفَرَ لِى رَبِّى» 5 : إنّها استفهاميّة ، وإنّما هي مصدريّة . والعجب من الزمخشري أنّه جوّز كونها استفهاميّة مع ردّه على من قال في «بِمَا أَغْوَيْتَنِى» 6 إنّ المعنى : بأيّ شيء أغويتني بأنّ إثبات الألف قليل شاذّ 7 .
انتهى كلام ابن هشام .
قوله : (كيلا يَتَبَيَّغَ) . [ح 3 / 1082]
في الصحاح : «عليكم بالحجامة لا يتبيّغ بأحدكم الدم فيقتله ، أي لايتهيّج . ويقال: أصله يتبغّي من البغي فقلب ، مثل جبذ وجذب» 8 انتهى .
قوله : (شُهِرَ به) . [ح 4 / 1083]
في القاموس : «الشهرة : ظهور الشيء في شنعة . شهره ـ كمنعه ـ وشهّره فاشتهر . والمشهور : المعروف» 9 .

[باب نادر]

قوله : (لأنّه يَمِيرُهم العلمَ) . [ح ۳ / ۱۰۸۶]

1.الصفّ (۶۱) : ۲ .

2.النبأ (۷۸) : ۱ .

3.آل عمران (۳) : ۱۵۹ .

4.مغني اللبيب ، ج ۱ ، ص ۲۹۹ .

5.يس (۳۶) : ۲۷ .

6.الأعراف (۷) : ۱۶ .

7.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۳۱۷ (بوغ) .

8.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۶۶ (شهر) .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 61824
صفحه از 688
پرینت  ارسال به