467
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2

قوله : (ما إن تَمَسَّكْتُم بهما) .] ح ۱ / ۲۹۲۲ ]
الموصول مع صلته ـ التي هي الجملة الشرطيّة ـ عطف بيان للأمرين ولكونه تثنية في المعنى صار العائد ضميرَ «بهما» .
قال ابن مالك في الألفيّة بعد ذكر الذي واللذان والذين والتي واللاتي : «ومن وما وال يساوي ما ذكر» . ۱

[باب ثبوت الإيمان و هل يجوز أن ينقله اللّه ]

قوله : (لا يعرف۲إيمانا بشريعة ولا كفرا بجحود ثمّ بعث اللّه ).] ح ۱ / ۲۹۲۴ ]
هذا الحديث صريح في أنّ المراد بخلق الناس على الفطرة خلقهم بحيث يصلح لأن يقبل الأدب والتعليم من الرُّسل .

[باب المعارين]

قوله : (إنّ اللّه عزّ وجلَّ خَلَقَ خَلْقا للإيمان) إلى آخره .] ح ۱ / ۲۹۲۵ ]
اعلم أنّ من معلومات اللّه في الأزل ـ وإن كان نحو العلم غير معلوم ـ هويّاتٍ متغايرةَ الذوات ، متقابلةَ الصفات تسمّى بالممكنات ، ولكلّ منها مناسبة ذاتيّة لنوع من الأخلاق والأعمال هو سائلها بلسان الحال ، والحكيم المتعال أجاب كلّ سؤال لم يكن معاديا لعزّته ومنافيا لحكمته ، بل كان صالحا لمظهريّة غاية اسم من أسمائه الحسنى الجلاليّة والجماليّة ، فكلّ واحد ممّا وجد أو يوجد إلى الأبد كان هويّةً في علم اللّه ، مخصوصةً طالبةً بلسان الحال من القادر الغنيّ تعالى حسب المناسبة الذاتيّة تيسير نوع من العمل ومستشفعة إليه باسمٍ كان يناسب غاية ذلك الاسم ما كان طالبا له ، فالظالم العاتي مستشفع باسم «شديد البطش» واسم «ذي انتقام» والسالك ذو المحبّة مستشفع باسم «الهادي» والمُعرض عن الحقّ مستشفع باسم «المضلّ» والمذنب على وجه الزلل

1.راجع: شرح ابن عقيل، ج ۱، ص ۱۴۶.

2.في الكافي المطبوع : «لايعرفون» .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
466

باب من يعبد اللّه على حرف ۱

قوله : (انقلب على شكّه إلى الشرك) .] ح ۲ / ۲۹۲۱ ]
أفادت هذه العبارة الشريفة أنّ «عَلى وَجْهِهِ»۲ في الآية ليس متعلّقا ب «انقلب» بل هو حال متعلّق بنحو كائنا ، وأنّ الوجه هي الجهة والسمت .
في الصحاح : الوجه والجهة بمعنى واحد ، والهاء عوض من الواو ۳
، والمراد الشكّ الذي كان به قبل ، والمنقلب إليه هو الشرك ؛ أي انقلب وتراجع إلى الشرك كائنا على السمت الذي كان عليه قبل إظهار الإسلام وهو الشكّ .

[باب أدنى ما يكون به العبد مؤمنا أو كافرا أو ضالاًّ]

قوله : (وإن جَهِلَ جميعَ الأشياء إلّا ما وصفْتَ؟ قال : نعم إذا اُمر أطاع) إلى آخره . [ح ۱ / ۲۹۲۲ ]
يعني بعد ما وفّق لمعرفة اللّه ورسوله واُولي الأمر عليهم السلام وأقرّ للجميع بالطاعة ، يكفي للمرء في كونه مؤمنا توطين النفس بأنّه مهما بلغه تكليف امتثل به . وهذا أدنى مرتبة الإيمان ، وبحسب الترقّي في درجات المعارف والأعمال يكمل إيمانه .
والمراد بالمعرفة في قوله عليه السلام اطمئنان القلب وسكون النفس سواء حصل بالإلهام ـ كما يلهم الصبيّ وأولاد الإبل والفرس وسائر البهائم الشربَ من ثدي الاُمّ ، وناهيك قوله تعالى : «وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِى مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتا وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِى مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً»۴ الآية ـ أو بإراءة الآيات في الآفاق والأنفس ، أو غير ذلك ممّا يدعو الأنبياء إلى سبيل الربّ به من الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن .

1.في الكافي المطبوع : «باب في قوله تعالى : (ومن الناس من يعبد اللّه على حرف)» .

2.الحجّ (۲۲) : ۱۱ .

3.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۵۵ (وجه) .

4.النحل : ۶۸ و ۶۹ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 61825
صفحه از 688
پرینت  ارسال به