خطبه حضرت زهرا سلام الله علیها (فدکیه)

خطبه حضرت زهرا سلام الله علیها (فدکیه)

رويداد فدك به روايت پيروان اهل بيت علیهم السلام

بسم الله الرحمن الرحیم

رويداد فدك به روايت پيروان اهل بيت علیهم السلام

احتِجاجُها عند أبي بَكرٍ في قَضِيَّةِ فَدَكَ

قَضيَّة فَدَكَ بِرِوايَةِ أتباعِ أهلِ البَيتِ علیهم السلام

الاحتجاج عن عبد اللّه‌ بن الحسن بإسناده عن آبائه عليهم‌السلام:

أَنَّهُ لَمَّا اجتمَعَ أَبوبَكرٍ وعُمَرُ عَلى مَنعِ فاطِمَةَ عليهاالسلام فَدَكاً، وبَلَغَها ذلِكَ، لاثَت خِمارَها عَلى رَأسِها، وَاشتَمَلَت بِجِلبابِها، وأقبَلَت في لُمَةٍ[۱]مِن حَفَدَتِها[۲]ونِساءِ قَومِها، تَطَأُ ذُيولَها، ما تَخرِمُ مِشيَتُها مِشيَةَ أبيها رَسولِ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله، حَتّى دَخَلَت عَلى أبي بَكرٍ وهُوَ في حَشَدٍ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وغَيرِهِم، فَنيطَت دونَها مُلاءَةٌ[۳]، فَجَلَسَت ثُمَّ أنَّت أنَّةً أجهَشَ القَومُ لَها بِالبُكاءِ، فَارتَجَّ المَجلِسُ، ثُمَّ أمهَلَت هُنَيئَةً حَتّى إذا سَكَنَ نَشيجُ القَومِ وهَدَأت فَورَتُهُم، افتَتَحَتِ الكَلامَ بِحَمدِ اللّهِ تعالى وَالثَّناءِ عَلَيهِ، وَالصَّلاةِ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله، فَعادَ القَومُ في بُكائِهِم، فَلَمّا أمسَكوا عادَت في كَلامِها، فَقالَت عليهاالسلام:

🔅 الحَمدُ للّهِ عَلى ما أنعَمَ، ولَهُ الشُّكرُ عَلى ما ألهَمَ، وَالثَّناءُ بِما قَدَّمَ، مِن عُمومِ نِعَمٍ ابتَدَأَها، وسُبوغِ آلاءٍ أسداها، وتَمامِ مِنَنٍ أولاها، جَمَّ عَنِ الإِحصاءِ عَدَدُها، ونَأى عَنِ الجَزاءِ أمَدُها، وتَفاوَتَ عَنِ الإِدراكِ أبَدُها، ونَدَبَهُم لاِستِزادَتِها بِالشُّكرِ لاتِّصالِها، وَاستَحمَدَ إلَى الخَلائِقِ بِإِجزالِها، وَثَنّى بِالنَّدبِ إلى أمثالِها.

وأشهَدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، كَلِمَةٌ جَعَلَ الإِخلاصَ تَأويلَها، وضَمَّنَ القُلوبَ مَوصولَها، وأنارَ فِي التَّفَكُّرِ مَعقولَها، المُمتَنِعُ مِنَ الأَبصارِ رُؤیَتُهُ، ومِنَ الألسُنِ صِفَتُهُ، ومِنَ الأَوهامِ كَيفِيَّتُهُ، ابتَدَعَ الأَشياءَ لا مِن شَيءٍ كانَ قَبلَها، وأنشَأَها بِلا احتِذاءِ أمثِلَةٍ امتَثَلَها، كَوَّنَها بِقُدرَتِهِ، وذَرَأَها بِمَشِيَّتِهِ، مِن غَيرِ حاجَةٍ مِنهُ إلى تَكوينِها، ولا فائِدَةٍ لَهُ في تَصويرِها، إلاّ تَثبيتاً لِحِكمَتِهِ، وتَنبيهاً عَلى طاعَتِهِ، وإظهاراً لِقُدرَتِهِ، وتَعَبُّداً لِبَرِيَّتِهِ، وإعزَازاً لِدَعوَتِهِ. ثُمَّ جَعَلَ الثَّوابَ عَلى طاعَتِهِ، ووَضَعَ العِقابَ عَلى مَعصِيَتِهِ، ذِيادَةً [۴] لِعِبادِهِ عَن نَقِمَتِهِ، وحِيَاشَةً لَهُم إلى جَنَّتِهِ.

و أشهَدُ أنَّ أبي مُحَمَّداً النَّبِيَّ الأُمِّيَّ صلى الله عليه و آله عَبدُهُ ورَسولُهُ، اختارَهُ وَانتَجَبَهُ قَبلَ أن أرسَلَهُ، وسَمّاهُ قَبلَ أنِ اجتَباهُ، وَاصطَفاهُ قَبلَ أنِ ابتَعَثَهُ، إذِ الخَلائِقُ بِالغَيبِ مَكنونَةٌ، وبِسَترِ الأهاويل مَصونَةٌ، وبِنِهايَةِ العَدَمِ مَقرونَةٌ، عِلماً مِنَ اللّهِ تَعالى بِمآيِلِ الأُمورِ، وإحاطَةً بِحَوادِثِ الدُّهورِ، ومَعرِفَةً بِمَواقِعِ المَقدورِ.

ابتَعَثَهُ اللّهُ تَعالى إتماماً لِأَمرِهِ، وعَزيمَةً عَلى إمضاءِ حُكمِهِ، وإنفاذاً لِمَقادِيرِ حَتمِهِ، فَرَأَى الأُمَمَ فِرَقاً في أديانِها، عُكَّفاً عَلى نيرانِها، عابِدَةً لِأَوثانِها، مُنكِرَةً للّه مَعَ عِرفانِها، فَأَنارَ اللّهُ بِأَبي مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ظُلَمَها، وكَشَفَ عَنِ القُلوبِ بُهَمَها، وجَلى عَنِ الأَبصارِ غُمَمَها، وقامَ فِي النّاسِ بِالهِدايَةِ، فَأَنقَذَهُم مِنَ الغَوايَةِ، وبَصَّرَهُم مِنَ العَمايَةِ، وهَداهُم إلَى الدّينِ القَويمِ، ودَعاهُم إلَى الصِّراطِ المُستَقيمِ.

ثُمَّ قَبَضَهُ اللّهُ إلَيهِ قَبضَ رَأفَةٍ وَاختِيارٍ، ورَغبَةٍ وإيثارٍ، فَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله مِن تَعَبِ هذِهِ الدّارِ في راحَةٍ، قَد حُفَّ بِالمَلائِكَةِ الأَبرارِ، ورِضوانِ الرَّبِّ الغَفّارِ، ومُجاوَرَةِ المَلِكِ الجَبّارِ، صَلَّى اللّهُ عَلى أبي، نَبِيِّهِ وأمينِهِ عَلَى الوَحيِ، وصَفِيِّهِ فِي الذِّكرِ، وخِيَرَتِهِ مِنَ الخَلقِ ورَضِيِّهِ، وَالسَّلامُ عَلَيهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكَاتُهُ.

ثُمَّ التَفَتَت عليهاالسلام إلى أهل المَجلِسِ، وقالَت:

أنتُم عِبادَ اللّهِ نُصبُ أمرِهِ ونَهيِهِ، وحَمَلَةُ دينِهِ ووَحيِهِ، واُمَناءُ اللّهِ عَلى أنفُسِكُم، وبُلَغاؤهُ إلَى الأُمَمِ، وزَعَمتُم حَقٌّ لَكُم للّهِ فيكُم عَهدٌ قَدَّمَهُ إلَيكُم، وبَقِيَّةٌ استَخلَفَها عَلَيكُم: كِتابُ اللّهِ النّاطِقُ، وَالقُرآنُ الصّادِقُ، وَالنّورُ السّاطِعُ، وَالضِّيَاءُ اللاّمِعُ، بَيِّنَةٌ بَصائِرُهُ، مُنكَشِفَةٌ سَرائِرُهُ، مُنَجَلِيَةٌ [۵] ظَواهِرُهُ، مُغتَبِطٌ بِهِ أشياعُهُ، قائِدٌ إلَى الرِّضوانِ اتِّباعُهُ، مُؤدٍّ إلَى النَّجاةِ استماعُهُ، بِهِ تُنالُ حُجَجُ اللّهِ المُنَوَّرَةُ، وعَزائِمُهُ المُفَسَّرَةُ، ومَحارِمُهُ المُحَذَّرَةُ، وبَيِّناتُهُ الجالِيَةُ، وبَراهِينُهُ الكافِيَةُ، وفَضائِلُهُ المَندوبَةُ، ورُخَصُهُ المَوهُوبَةُ، وشَرائِعُهُ المَكتُوبَةُ.

فَجَعَلَ اللّهُ الإيمانَ تَطهيراً لَكُم مِنَ الشِّركِ، وَالصَّلاةَ تَنزِيهاً لَكُم عَنِ الكِبرِ، والزَّكاةَ تَزكِيَةً لِلنَّفسِ ونَماءً فِي الرِّزقِ، وَالصِّيامَ تَثبيتاً لِلإِخلاصِ، وَالحَجَّ تَشييداً لِلدّينِ، وَالعَدلَ تَنسيقاً لِلقُلوبِ، وطاعَتَنا نِظاماً لِلمِلَّةِ، وإمامَتَنا أماناً مِنَ الفُرقَةِ، وَالجِهادَ عِزّاً لِلإِسلامِ وذُلاًّ لِأَهلِ الكُفرِ وَالنِّفاقِ، وَالصَّبرَ مَعونَةً عَلَى استيجابِ الأَجرِ، وَالأَمرَ بِالمَعروفِ مَصلَحَةً لِلعامَّةِ، وبِرَّ الوالِدَينِ وِقايَةً مِنَ السَّخَطِ، وصِلَةَ الأَرحامِ مَنسَأةً [۶] فِي العُمُرِ ومَنماةً لِلعَدَدِ، وَالقِصاصَ حَقناً لِلدِّماءِ، وَالوَفاءَ بِالنَّذرِ تَعريضاً لِلمَغفِرَةِ، وتَوفِيَةَ المَكاييلِ وَالمَوازينِ تَغييراً لِلبَخسِ، وَالنَّهيَ عَن شُربِ الخَمرِ تَنزيهاً عَنِ الرِّجسِ، وَاجتِنابَ القَذفِ حِجاباً عَنِ اللَّعنَةِ، وتَركَ السَّرِقةِ إيجاباً لِلعِفَّةِ، وحَرَّمَ اللّهُ الشِّركَ إخلاصاً لَهُ بِالرُّبوبِيَّةِ ؛ فَاتَّقُوا اللّه حَقَّ تُقاتِهِ ولا تَموتُنَّ إلاّ وأنتُم مُسلِمونَ [۷] ، وأطِيعُوا اللّه فيما أمَرَكُم بِهِ وما نَهاكُم عَنهُ، فَإنَّهُ إنَّما يَخشَى اللّه مِن عِبادِهِ العُلَماءُ. [۸]

ثُمَّ قالَت:

أَيّهَا النّاسُ ! اعلَمُوا أنّي فاطِمَةُ وأبي مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله، أقولُ عَوداً وبَدواً، ولا أقولُ ما أقولُ غَلَطاً، ولا أفعَلُ ما أفعَلُ شَطَطاً، «لَقَد جاءَكُم رَسُولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيمٌ» ، فَإِن تَعزوهُ وتَعرِفوهُ تَجِدوهُ أبي دونَ نِسائِكُم، وأَخَا ابنِ عَمّي دونَ رِجالِكُم، ولَنِعمَ المَعزِيُّ إلَيهِ صلى الله عليه و آله، فَبَلَّغَ الرِّسالَةَ، صادِعاً بِالنِّذارَةِ، مائِلاً عَن مَدرَجَةِ المُشرِكينَ، ضارِباً ثَبَجَهُم، آخِذاً بِأَكظامِهِم، داعِياً إلى سَبيلِ رَبِّهِ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ، يَكسِرُ الأَصنامَ، ويَنكُثُ الهامَ، حَتَّى انهَزَمَ الجَمعُ وَوَلَّوُا الدُّبُرَ، حَتّى تَفَرَّى اللَّيلُ عَن صُبحِهِ، وأسفَرَ الحَقُّ عَن مَحضِهِ، ونَطَقَ زَعيمُ الدّينِ، وخَرِسَت شَقاشِقُ [۹] الشَّياطينِ، وطاحَ وَشيظُ النِّفاقِ، وَانحَلَّت عُقَدُ الكُفرِ وَالشِّقاقِ، وفُهتُم بِكَلِمَةِ الإِخلاصِ في نَفَرٍ مِنَ البيضِ الخِماصِ، الَّذينَ أذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَهُم تَطهيراً [۱۰] ، وكُنتُم عَلى شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ، مُذقَةَ الشّارِبِ، ونُهزَةَ الطّامِعِ، وقَبسَةَ [۱۱] العَجلانِ، ومَوطِئَ الأَقدامِ، تَشرَبونَ الطَّرَقَ، وتَقتاتونَ القَدَّ، أذِلَّةً خاسِئينَ صاغِرينَ، تَخافونَ أن يَتَخَطَّفَكُمُ النّاسُ مِن حَولِكُم، فَأَنقَذَكُمُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله بَعدَ اللَّتَيّا وَالَّتي، وبَعدَ أن مُنِيَ بِبُهَمِ الرِّجَالِ، وَذُؤبانِ العَرَبِ، ومَرَدَةِ أهلِ الكِتابِ، «كُلَّما أوقَدوا ناراً لِلحَربِ أطفَأَهَا اللّهُ» [۱۲] ، أو نَجَمَ قَرنُ الشَّيطانِ، أو فَغَرَت فاغِرَةٌ مِنَ المُشرِكينَ، قَذَفَ أخاهُ في لَهَواتِها، فَلا يَنكَفِئُ حَتّى يَطَأَ صِماخَها بِأَخمَصِهِ، ويُخمِدَ لَهَبَها بِسَيفِهِ، مَكدوداً في ذاتِ اللّهِ، مُجتَهِداً في أمرِ اللّهِ، قَريباً مِن رَسولِ اللّهِ، سَيِّداً في أولِياءِ اللّهِ، مُشَمِّراً ناصِحاً، مُجِدّاً كادِحاً، لا تَأخُذُهُ فِي اللّهُ لَومَةُ لائِمٍ، وأنتُم في رَفاهِيَةٍ مِنَ العَيشِ، وادِعونَ فاكِهونَ آمِنونَ، تَتَرَبَّصونَ بِنَا الدَّوائِرَ، وتَتَوَكَّفونَ الأَخبارَ، وتَنكِصونَ عِندَ النِّزالِ، وتَفِرّونَ مِنَ القِتالِ.

فَلَمَّا اختارَ اللّهُ لِنَبِيِّهِ دارَ أنبِيائِهِ، ومَأوى أصفِيائِهِ، ظَهَرَ فيكُم حَسَكَةُ النِّفاقِ، وسَمَلَ جِلبابُ الدّينِ، ونَطَقَ كاظِمُ الغاوينَ، ونَبَغَ خامِلُ الأَقَلّينَ، وهَدَرَ فَنيقُ المُبطِلينَ، فَخَطَرَ في عَرَصاتِكُم، وأطلَعَ الشَّيطانُ رَأسَهُ مِن مَغرَزِهِ هاتِفاً بِكُم، فَأَلفاكُم لِدَعوَتِهِ مُستَجيبينَ، ولِلعِزَّةِ فيهِ مُلاحِظينَ، ثُمَّ استَنهَضَكُم فَوَجَدَكُم خِفافاً، وأحمَشَكُم فَأَلفاكُم غِضاباً، فَوَسَمتُم غَيرَ إبِلِكُم، وورَدتُم غَيرَ مَشرَبِكُم.

هذا وَالعَهدُ قَريبٌ، وَالكَلمُ رَحيبٌ، وَالجُرحُ لَمّا يَندَمِل، وَالرَّسولُ لَمّا يُقبَر، ابتِداراً زَعَمتُم خَوفَ الفِتنَةِ، «أَلاَ فِى الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةُ م بِالْكَفِرِينَ» [۱۳] .

فَهَيهاتَ مِنكُم ! وكَيفَ بِكُم ؟ ! وأنّى تُوفَكونَ ؟ وكِتَابُ اللّهِ بَينَ أظهُرِكُم ؛ اُمورُهُ ظاهِرَةٌ، وأحكامُهُ زاهِرَةٌ، وأعلاَمُهُ باهِرَةٌ، وزَواجِرُهُ لايِحَةٌ، وأَوامِرُهُ واضِحَةٌ، وقَد خَلَّفتُموهُ وَراءَ ظُهورِكُم، أرَغبَةً عَنهُ تُريدونَ؟! أم بِغَيرِهِ تَحكُمونَ ؟ ! بِئسَ لِلظّالِمينَ بَدَلاً، «وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلاَمِ دِينًا فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ» [۱۴] . ثُمَّ لَم تَلبَثوا إلاّ رَيثَ أن تَسكُنَ نَفرَتُها، ويَسلَسَ قِيادُها، ثُمَّ أخَذتُم تورونَ وَقدَتَها، وتُهَيِّجونَ جَمرَتَها، وتَستَجيبونَ لِهُتافِ الشَّيطانِ الغَوِيِّ، وإطفاءِ أنوارِ الدّينِ الجَلِيِّ، وإهمادِ سُنَنِ النَّبِيِّ الصَّفِيِّ، تَشرَبونَ حَسواً فِي ارتِغاءٍ، وتَمشونَ لِأَهلِهِ وَوُلدِهِ فِي الخَمَرة وَالضَّراءِ، ونَصبِرُ مِنكُم عَلى مِثلِ حَزِّ المُدى، ووَخزِ السِّنانِ فِي الحَشا، وأنتُمُ الآنَ تَزعُمونَ أن لا إرثَ لَنا ! أفَحُكمَ الجاهِلِيَّةِ تَبغونَ ؟ ! ومَن أحسَنُ مِنَ اللّهِ حُكماً لِقَومٍ يُوقِنُونَ [۱۵] ، أَفَلا تَعلَمونَ ؟ ! بَلى، قد تَجَلّى لَكُم كَالشَّمسِ الضّاحِيَةِ أنِّي ابنَتُهُ.

أيُّهَا المُسلِمونَ ! أاُغلَبُ عَلى إرثِيَه ؟ يَا بنَ أبي قُحافَةَ، أفي كِتابِ اللّهِ أن تَرِثَ أباكَ ولا أرِثَ أبي ؟ ! لَقَد جِئتَ شَيئاً فَرِيّا عَلَى اللّهِ ورَسولِهِ ! أفَعَلى عَمدٍ تَرَكتُم كِتابَ اللّهِ ونَبَذتُموهُ وَراءَ ظُهورِكُم ؟ إذ يَقولُ: «وَ وَرِثَ سُلَيمانُ داوُدَ» [۱۶] ؟ ! وقالَ فيمَا اقتَصَّ مِن خَبَرِ يَحيَى بنِ زَكَرِيّا عليهماالسلام إذ قالَ: «فَهَب لِي مِن لَدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِن آلِ يَعقُوبَ» [۱۷] ، وقَالَ [أيضاً]: «وَأُولُوا الأَرحامِ بَعضُهُم أَولى بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللّهِ» [۱۸] ، وقالَ: «يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَولادِكُم لِلذَّكَرِ مِثلُ حَظِّ الأُنثَيَينِ» [۱۹] ، وقالَ: «إِن تَرَكَ خَيراً الوَصِيَّةُ لِلوالِدَينِ وَالأَقرَبِينَ بِالمَعرُوفِ حَقًّا عَلَى المُتَّقِينَ» [۲۰] .

وزَعَمتُم أن لا حُظوَةَ لي ولا أرِثَ مِن أبي ولا رَحِمَ بَينَنا ؟ ! أفَخَصَّكُمُ اللّهُ بِآيَةٍ مِنَ القُرآنِ أخرَجَ أبي مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله مِنها ؟ ! أم هَل تَقولونَ: أهلُ المِلَّتَينِ لا يَتَوارَثانِ ؟ ! أوَلَستُ أنَا وأبي مِن أهلِ مِلَّةٍ واحِدَةٍ ؟ ! أم أنتُم أعلَمُ بِخُصوصِ القُرآنِ وعُمومِهِ مِن أبي وَابنِ عَمّي ؟ ! فَدونَكَها مَخطومَةً مَرحولَةً تَلقاكَ يَومَ حَشرِكَ، فَنِعمَ الحَكَمُ اللّهُ، وَالزَّعيمُ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله، وَالمَوعِدُ القِيامَةُ، وعِندَ السّاعَةِ يَخسَرُ المُبطِلونَ، ولا يَنفَعُكُم ما قُلتُم إذ تَندَمونَ، ولِكُلِّ نَبَإٍ مُستَقَرٌّ [۲۱] ، وسَوفَ تَعلَمُونَ مَن يَأتِيهِ عَذابٌ يُخزِيهِ ويَحِلُّ عَلَيهِ عَذابٌ مُقيمٌ. [۲۲]

ثُمَّ رَمَت بِطَرفِها نَحوَ الأَنصارِ فَقالَت لَهُم:

يا مَعَشرَ النَّقيبَةِ وأعضادَ المِلَّةِ وَحَضَنَةَ الإسلامِ، ما هذِهِ الغَميزَةُ في حَقّي، وَالسِّنَةُ عَن ظُلامَتِي ؟ ! أما كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أبي يَقولُ: «المَرءُ يُحفَظُ في وُلدِهِ» ؟ سَرعانَ ما أحدَثتُم، وعَجلانَ ذا إهالَةٍ [۲۳] ، ولَكُم طاقَةٌ بِما اُحاوِلُ، وقُوَّةٌ عَلى ما أطلُبُ واُزاوِلُ، أتَقولونَ ماتَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله ؟ فَخَطبٌ جَليلٌ استَوسَعَ وَهنُهُ، وَاستَنهَرَ فَتقُهُ، وَانفَتَقَ رَتقُهُ، وأظلَمَتِ الأَرضُ لِغَيبَتِهِ، وَانتَثَرَتِ النُّجُومُ لِمُصيبَتِهِ، وأكدَتِ الآمالُ، وخَشَعَتِ الجِبالُ، واُضيعَ الحَريمُ، واُزيلَتِ الحُرمَةُ عِندَ مَماتِهِ، فَتِلكَ وَاللّهِ النّازِلَةُ الكُبرى، وَالمُصيبَةُ العُظمى، لا مِثلَها نَازِلَةٌ، ولا بائِقَةٌ عاجِلَةٌ، أَعلَنَ بِها كِتابُ اللّهِ جَلَّ ثَنَاؤهُ في أفنِيَتِكُم، في مُمسَاكُم وَمُصبَحِكُم يَهتِفُ في أفنِيَتِكُم، هُتافاً وصُراخاً، وتِلاوَةً وَإِلحَاناً، ولَقَبلَهُ ما حَلَّ بِأَنبِياءِ اللّهِ ورُسُلِهِ، حُكمٌ فَصلٌ وقَضاءٌ حَتمٌ: «وَما مُحَمَّدٌ إلاّ رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلى أَعقابِكُم وَمَن يَنقَلِب عَلى عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ اللّه شَيئاً وَسَيَجزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ» [۲۴].

إيهاً بَني قَيلَةَ ! اُهضَمُ تُراثَ [۲۵] أبي وأنتُم بِمَرأىً مِنّي ومَسمَعٍ، ومُنتَدىً ومَجمَعٍ ؟ ! تَلبَسُكُمُ الدَّعوَةُ، وتَشمَلُكُمُ الخِبرَةُ، وأنتُم ذَوُو العَدَدِ وَالعُدَّةِ، وَالأَداةِ وَالقُوَّةِ، وعِندَكُمُ السِّلاحُ وَالجُنَّةُ، تُوافيكُمُ الدَّعوَةُ فَلا تُجِيبونَ، وتَأتيكُمُ الصَّرخَةُ فَلا تُغيثونَ، وأنتُم مَوصوفونَ بِالكِفاحِ، مَعروفونَ بِالخَيرِ وَالصَّلاحِ، وَالنُّخبَةُ الَّتي انتُخِبَت، وَالخِيَرَةُ الَّتِي اختيرَت لَنا أهلَ البَيتِ ! !

قاتَلتُمُ العَرَبَ، وتَحَمَّلتُمُ الكَدَّ وَالتَّعَبَ، وناطَحتُمُ الاُمَمَ، وكافَحتُمُ البُهَمَ، فَلا نَبرَحُ أو تَبرَحونَ، نَأمُرُكُم فَتَأتَمِرونَ، حَتّى إذا دارَت بنا رَحَى الإِسلامِ، ودَرَّ حَلَبُ الأَيّامِ، وخَضَعَت ثَغرَةُ الشِّركِ، وسَكَتَت فَورَةُ الإِفكِ، وخَمَدَت نيرانُ الكُفرِ، وهَدَأَت دَعوَةُ الهَرجِ وَالمَرجِ، وَاستَوسَقَ نِظامُ الدّينِ، فَأَنّى حُرتُم بَعدَ البَيانِ، وأسرَرتُم بَعدَ الإِعلانِ، ونَكَصتُم بَعدَ الإِقدامِ، وأشرَكتُم بَعدَ الإيمانِ ؟ بُؤسَاً لِقَومٍ نَكَثوا أَيمانَهُم مِن بَعدِ عَهدِهِم، وهَمّوا بِإِخراجِ الرَّسولِ وهُم بَدَؤکُم أوَّلَ مَرَّةٍ، أتَخشَونَهُم ؟ ! فَاللّهُ أحَقُّ أن تَخشَوهُ إن كُنتُم مُؤمِنينَ [۲۶] .

ألا قَد أرى أن قَد أخلَدتُم إلَى الخَفضِ، وأبعَدتُم مَن هُوَ أحَقُّ بِالبَسطِ وَالقَبضِ، وخَلَوتُم بِالدَّعَةِ، ونَحوتُم بِالضّيقِ مِنَ السَّعَةِ، فَمَجَجتُم ما وَعَيتُم، ودَسَعتُمُ الَّذي تَسَوَّغتُم، فَإن تَكفُروا أنتُم ومَن فِي الأَرضِ جَميعاً فَإِنَّ اللّه لَغَنِيٌّ حَميدٌ [۲۷] .

ألا وقَد قُلتُ ما قُلتُ عَلى مَعرِفَةٍ مِنّي بِالخَذلَةِ الَّتي خامَرَتكُم، وَالغَدرَةِ الَّتي استَشعَرَتهَا قُلوبُكُم، ولكِنَّها فَيضَةُ النَّفسِ، ونَفثَةُ الغَيظِ، وخَورُ القَناةِ، وبَثَّةُ الصَّدرِ، وتَقدِمَةُ الحُجَّةِ، فَدونَكُموها فَاحتَقِبوها [۲۸] دَبِرَةَ الظَّهرِ، نَقِبَةَ الخُفِّ، باقِيَةَ العارِ، مَوسومَةً بِغَضَبِ اللّهِ وشَنارِ الأبَدِ، مَوصولَةً بِنارِ اللّهِ الموقَدَةِ الَّتي تَطَّلِعُ عَلَى الأفئِدَةِ [۲۹] ، فَبِعَينِ اللّهِ ما تَفعَلونَ، «وسَيَعلَمُ الَّذينَ ظَلَموا أيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبونَ» . [۳۰]

و أنَا ابنَةُ نَذيرٍ لَكُم بَينَ يَدَي عَذابٍ شَديدٍ [۳۱] ، فَاعمَلوا إنّا عامِلونَ وَانتَظِروا إنّا مُنتَظِرونَ. [۳۲]

فَأَجَابَها أبو بَكرٍ عَبدُ اللّهِ بنُ عُثمانَ وقالَ:

يا بِنتَ رَسولِ اللّهِ ! لَقَد كانَ أبوكِ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله بِالمؤمِنينَ عَطوفاً كَريماً، [و] رَؤوفاً رَحيماً، وعَلَى الكافرِينَ عَذاباً أليماً، وعِقاباً عَظيماً، إن عَزَوناهُ وَجَدناهُ أباكِ دونَ النِّساءِ، وأخا إلفِكِ دونَ الأخِلاّءِ، آثَرَهُ عَلى كُلِّ حَميمٍ، وساعَدَهُ في كُلِّ أمرٍ جَسيمٍ، لا يُحِبُّكُم إلاّ سَعيدٌ، ولا يُبغِضُكُم إلاّ شَقِيٌّ بَعيدٌ، فَأَنتُم عِترَةُ رَسولِ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله الطَّيِّبونَ، وَالخِيَرَةُ المُنتَجَبونَ، عَلَى الخَيرِ أدِلَّتُنا، وإلَى الجَنَّةِ مَسالِكُنا، وأنتِ يا خِيَرَةَ النِّساءِ وَابنَةَ خَيرِ الأَنبِياءِ صادِقَةٌ في قَولِكِ، سابِقَةٌ في وُفورِ عَقلِكِ، غَيرُ مَردودَةٍ عَن حَقِّكِ، ولا مَصدودَةٍ عَن صِدقِكِ، وَوَ اللّهِ ما عَدَوتُ رَأيَ رَسولِ اللّهِ وَلا عَمِلتُ إلاّ بِإِذنِهِ، وإنَّ الرّائِدَ لا يَكذِبُ أهلَهُ، وإنّي اُشهِدُ اللّه‌ وكَفى بِهِ شَهيداً أنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله يَقولُ: «نَحنُ مَعاشِرَ الأَنبِياءِ لا نورِثُ ذَهَباً ولا فِضَّةً ولا داراً ولا عَقاراً، وإنَّما نورِثُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَالعِلمَ وَالنُّبُوَّةَ، وما كانَ لَنا مِن طُعمَةٍ فَلِوَلِيِّ الأَمرِ بَعدَنا أن يَحكُمَ فيهِ بِحُكمِهِ»، وقَد جَعَلنا ما حاوَلتِهِ فِي الكُراعِ[۳۳]وَالسِّلاحِ، يُقاتِلُ بِهِ المُسلِمونَ، ويُجاهِدونَ الكُفّارَ، ويُجالِدونَ المَرَدَةَ الفُجّارَ، وذلِكَ بِإجماعٍ مِنَ المُسلِمينَ، لَم أنفَرِد بِهِ وَحدي، ولَم أستَبِدَّ بِما كانَ الرَّأيُ عِندي، وهذِهِ حالي ومالي هِيَ لَكِ وبَينَ يَدَيكِ، لا نَزوِي[۳۴]عَنكِ ولا نَدَّخِرُ دونَكِ، وأنتِ سَيِّدَةُ اُمَّةِ أبيكِ، وَالشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ لِبَنيكِ، لا يُدفَعُ ما لَكِ مِن فَضلِكِ، ولا يوضَعُ مِن فَرعِكِ وأصلِكِ، حُكمُكِ نَافِذٌ فيما مَلَكَت يَدايَ، فَهَل تَرَينَ أنّي اُخالِفُ في ذلِكَ أباكِ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله ؟ !

فَقالَت عليهاالسلام:

سُبحانَ اللّهِ ! ما كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَن كِتابِ اللّهِ صادِفاً، ولا لِأحكامِهِ مُخالِفاً، بَل كانَ يَتبَعُ أثَرَهُ، ويَقتفي سُوَرَهُ، أفَتَجمَعونَ إلَى الغَدرِ اعتِلالاً عَلَيهِ بِالزّورِ وَالبُهتانِ ؟ ! وهذا بَعدَ وَفاتِهِ شَبيهٌ بِما بُغِيَ لَهُ مِنَ الغَوائِلِ في حَياتِهِ، هذا كِتابُ اللّهِ حَكَماً عَدلاً، وناطِقاً فَصلاً، يَقولُ: «يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِن آلِ يَعقُوبَ» ، وَيقول: «و وَرِثَ سُلَيمانُ داوُدَ» فَبَيَّنَ عز و جل فيما وُزِّعَ مِنَ الأَقساطِ، وشَرَعَ مِنَ الفَرَائِضِ وَالميراثِ، وأباحَ مِن حَظِّ الذُّكرانِ وَالإناثِ، ما أزاحَ به عِلَّةَ المُبطِلينَ، وأزالَ التَّظَنِّيَ وَالشُّبُهاتِ فِي الغابِرينَ، كَلاّ «بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمراً فَصَبرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ» [۳۵] .

فَقالَ لها أبو بَكرٍ:

صَدَقَ اللّهُ وصَدَقَ رَسولُهُ وصَدَقَتِ ابنَتُهُ، أنتِ مَعدِنُ الحِكمَةِ، ومَوطِنُ الهُدى وَالرَّحمَةِ، ورُكنُ الدّينِ، وعَينُ الحُجَّةِ، لا اُبَعِّدُ صَوابَكِ، ولا اُنكِرُ خِطابَكِ، هؤلاءِ المُسلِمونَ بَيني وبَينَكِ قَلَّدوني ما تَقَلَّدتُ، وَبِاتِّفاقٍ مِنهُم أخَذتُ ما أخَذتُ، غَيرَ مُكابِرٍ ولا مُستَبِدٍّ ولا مُستَأثِرٍ، وَهُم بِذلِكَ شُهودٌ.

فَالتَفَتَت فاطِمَةُ عليهاالسلام إلَى النّاسِ وقالَت:

مَعاشِرَ المُسلِمينَ ! المُسرِعَةَ إلى قيلِ الباطِلِ، المُغضِيَةَ [۳۶] عَلَى الفِعلِ القَبيحِ الخاسِرِ «أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرآنَ أَم عَلى قُلُوبٍ أَقفالُها» [۳۷] ؟، كَلاّ بَل رانَ [۳۸] عَلى قُلوبِكُم ما أسَأتُم مِن أعمالِكُم، فَأَخَذَ بِسَمعِكُم وأَبصارِكُم، ولَبِئسَ ما تَأَوَّلتُم [۳۹] ، وساءَ ما بِهِ أشَرتُم [۴۰] ، وشَرَّ ما مِنهُ اغتَصَبتُم، لَتَجِدُنَّ وَاللّهِ مَحمِلَهُ ثَقيلاً، وغِبَّهُ وَبيلاً [۴۱] ، إذا كُشِفَ لَكُمُ الغِطاءُ، وبانَ ما وَراءَهُ مِنَ البَأساءِ وَالضَّرّاءِ، وبدا لَكُم مِن رَبِّكُم ما لَم تَكونوا تَحتَسِبونَ وخَسِرَ هُنالِكَ المُبطِلونَ.

ثُمَّ عَطَفَت عَلى قَبرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وقالَت:

قَد كانَ بَعدَكَ أنباءٌ وهَنبَثَةٌ [۴۲]

لَو كُنتَ شاهِدَها لَم تَكثرِ [۴۳] الخَطبُ

إنّا فَقَدناكَ فَقدَ الأَرضِ وابِلَهَا [۴۴] وَ اختَلَّ قَومُكَ فَاشهَدهُم وَلا تَغَب [۴۵]

و كُلُّ أهلٍ لَهُ قُربى ومَنزِلَةٌعِندَ الإِلهِ عَلَى الأَدنَينِ مُقتَرِبُ

أبدَت رِجَالٌ لَنا نَجوى صُدورِهِمُ [۴۶] لَمّا مَضَيتَ وحالَت دونَكَ التُّرُبُ

تَجَهَّمَتنا [۴۷] رِجالٌ وَاستُخِفَّ بِنالَمّا فُقِدتَ وكُلُّ الإرثِ مُغتَصَبُ

و كُنتَ بَدراً ونوراً يُستَضاءُ بِهِعَلَيكَ يَنزِلُ مِن ذِي العِزَّةِ الكُتُبُ

و كانَ جِبريلُ بِالآياتِ يُؤنِسُنا

فَقَد فُقِدتَ وكُلُّ الخَيرِ مُحتَجِبُ

فَلَيتَ قَبلَكَ كانَ المَوتُ صادَفَنا

لَمّا مَضَيتَ وحالَت دونَكَ الكُثُبُ [۴۸]

إنّا رُزِينا بِما لَم يُرزَ ذو شَجَنٍ [۴۹] مِنَ البَرِيَّةِ لا عجمٌ ولا عَرَبُ

ثُمَّ انكَفَأَت عليهاالسلام وأميرُ المُؤمِنينَ عليه‌السلام يَتَوَقَّعُ رُجوعَها إلَيهِ ويَتَطَلَّعُ طُلوعَها عَلَيهِ، فَلَمَّا استَقَرَّت بِهَا الدّارُ، قالَت لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه‌السلام:

يَا بنَ أبي طالِبٍ: اشتَمَلتَ شَملَةَ الجَنينِ، وقَعَدتَ حُجرَةَ الظَّنينِ، نَقَضتَ قادِمَةَ الأجدَلِ، فَخانَكَ ريشُ الأعزَلِ [۵۰] ، هذَا ابنُ أبي قُحافَةَ يَبتَزُّني نِحلَةَ أبي وبُلغَةَ ابنَيَّ، لَقَد أجهَدَ في خِصامي، وألفَيتُهُ ألَدَّ في كَلامي، حَتّى حَبَسَتني قَيلَةُ نَصرَها، وَالمُهاجِرَةُ وَصلَها، وَغَضَّتِ الجَماعَةُ دوني طَرفَها، فَلا دافِعَ ولا مانِعَ، خَرَجتُ كاظِمَةً، وعُدتُ راغِمَةً، أضرَعتَ خَدَّكَ يَومَ أضَعتَ حَدَّكَ، افتَرَسَتِ الذِّئابُ [۵۱] وَافتَرَشتَ التُّرَابَ [۵۲] ، ما كَفَفتَ قائِلاً، ولا أغنَيتَ طائِلاً، ولا خَيارَ لي، لَيتَني مِتُّ قَبلَ هَينَتي ودونَ ذِلَّتِي، عَذيري اللّهُ مِنكَ عادِياً، ومِنكَ حامِياً، وَيلايَ في كُلِّ شارِقٍ، وَيلايَ في كُلِّ غارِبٍ، ماتَ العَمَدُ، ووَهَنَ العَضُدُ، شَكوايَ إلى أبي، وعَدوايَ إلى رَبّي، اللّهُمَّ أنتَ أشَدُّ مِنهُم قُوَّةً وحَولاً، وأشَدُّ بَأساً وتَنكيلاً.

فَقالَ لها أميرُ المُؤمِنينَ عليه‌السلام:

لا وَيلَ لَكِ يا بِنتَ سَيِّدِ النَّبِيّينَ، بَلِ الوَيلُ لِشانِئِكِ، ثُمَّ نَهنِهي عَن وَجدِكِ يَا بنَةَ الصَّفوَةِ، وبَقِيَّةَ النُّبُوَّةِ، فَما وَنَيتُ عَن ديني، ولا أخطَأتُ مَقدوري، فَإن كُنتِ تُريدينَ البُلغَةَ، فَرِزقُكِ مَضمونٌ، وكَفيلُكِ مَأمونٌ، ومَا أعَدَّ اللّهُ لَكِ أفضَلُ مِمّا قُطِعَ عَنكِ، فَاحتَسِبِي اللّه .

فَقالَت عليهاالسلام:

حَسبِيَ اللّهُ ونِعمَ الوَكيلُ. وأَمسَكَت. [۵۳]

•┈┈•❀•┈┈•

استدلال فاطمه عليهاالسلام در باره فدك نزد ابوبكر

رويداد فدك به روايت پيروان اهل بيت علیهم السلام

الاحتجاج ـ به نقل از عبداللّه‌ بن حسن به اسناد او از پدرانش عليهم‌السلام ـ: هنگامى كه ابو بكر و عمر، در ممانعت از فاطمه عليهاالسلام براى دخل و تصرّف در فدك، هم‌داستان شدند و خبر آن به فاطمه رسيد، مقنعه‌اش را بر سر انداخت و چادرش را بر سر كرد و با جمعى از ياران و خدمتكاران و زنان طايفه‌اش به سمت آنان روانه شد. در حالى كه كناره‌هاى جامه‌اش بر زمين كشيده مى‌شد و مانند پدرش رسول خدا صلى‌الله‌عليه‌و‌آله گام بر مى‌داشت، رفت تا به ابوبكر رسيد كه در ميان جمعى از مهاجران و انصار و ديگران بود. در برابر او پارچه‌اى آويخته شد و فاطمه نشست؛ سپس ناله‌اى سر داد كه آن جماعت به حال وى گريستند و مجلس به لرزه در آمد. آن‌گاه فاطمه چند لحظه آرام شد تا صداى مردم فروكش كند و هيجانشان آرام گيرد. او با ستايش خداوند متعال و با ثناى بر او، و درود بر رسول خدا صلى‌الله‌عليه‌و‌آله آغاز به سخن كرد كه مردم بار ديگر گريستند و چون آرام شدند، آن حضرت عليهاالسلام سخن از سر گرفت و گفت:

ستايش از آنِ خدا است، بر آنچه نعمت داده است و سپاس از آنِ او است، براى آنچه الهام كرده، و ثنا از آنِ او است ؛ براى نعمت‌هاى فراگيرى كه در آغاز [خلقت] داده و فراوانى نعمت‌هايى كه از سر لطف بخشيده است و كامل كردن نعمت‌هايى كه تقديم داشته؛ به حدى كه قابل شمارش نيستند و امكان تلافى و جبران ندارند، و هميشگى بودن، ادراك آنها را متفاوت كرده است و مردمان را براى ازدياد نعمت‌ها به شكرگزارى پيوسته آنها فراخوانده، و براى فراوان شدن آنها از مردم ستايش‌خواهى كرده و براى چند برابر شدن امثال آنها، دوباره فراخوان داده است.

و گواهى مى‌دهم كه [جمله] «هيچ معبودى جز خدا نيست، يگانه است و انبازى ندارد» كلمه‌اى است كه [خداوند] بازگشت و تأويل آن را اخلاص، قرار داد و قلب‌هاى به آن رسيده را ضمانت كرد و انديشه به آن را در فكر روشنايى بخشيد. [خدايى كه] ديدن او بر ديده‌ها ناممكن و توصيفش براى زبان‌ها ناشدنى و بيان چگونگى او براى وهم‌ها ناميسر است. [همان كه] اشيا را آفريد، نه از چيزى كه قبل از آنها بود، و آنها را پديد آورد بدون نمونه‌هايى كه از آنها نمونه‌بردارى كند. او با توان خويش پديده‌ها را پديد آورد و با مشيتش آفريد ؛ بى‌آنكه به هستى آنها نيازى داشته باشد و بى‌آنكه، صورت‌بندى آنها، براى او سودى داشته باشد، مگر براى تثبيت حكمتش و آگاهانيدن بر طاعتش و ابراز قدرتش و بندگى كردن آفريدگانش و ارجمندىِ دعوتش. سپس پاداش را بر اطاعت از خويش قرار داد و كيفر را بر نافرمانى از خود بنهاد تا بندگانش را از عذاب خود دور سازد، و آنها را به سوى بهشتش پيش رانَد.

و گواهى مى‌دهم كه پدرم محمّد صلى‌الله‌عليه‌و‌آله آن پيامبر اُمّى، بنده و فرستاده خدا اوست. خداوند او را پيش از فرستادنش، برگزيد و انتخاب كرد و پيش از انتخابش از وى نام برد و پيش از برانگيختنش او را برگزيد ؛ آن هنگام كه آفريدگان، در پرده غيب، پنهان بودند و با پوشش هراس‌ها مستور و در نهايت نيستى مقرون، چراكه خداوند متعال به فرجام كارها آگاه است و به رخدادهاى روزگاران احاطه دارد و جايگاه مقدرات را مى‌شناسد.

خداوند متعال پدرم را براى به كمال رساندن امر خويش، و به منظور نهائى كردن حُكم خود و تنفيذ مقدرات قطعيش، برانگيخت. و ديد كه امت‌ها در دين‌شان گروه گروه شده‌اند، و بر آتش خودشان روى آورده‌اند، و به پرستش بت‌هايشان پرداخته‌اند، و با وجود شناخت خداوند، منكر او هستند، پس خداوند با پدرم محمّد صلى‌الله‌عليه‌و‌آله، ظلمت‌هاى آنها را نورانى ساخت، و از دل‌ها ابهام‌ها را زدود و از چشم‌ها پرده‌ها را كنار زد. او در ميان مردم به هدايت برخاست، و از گمراهى نجاتشان داد، و از نابينايى‌شان بصيرتشان بخشيد، و به دين استوار رهنمونشان ساخت و به صراط مستقيم فراخوانشان كرد.

سپس خداوند پدرم را با مهربانى و اختيار و رغبت و ترجيح [خود او] قبض روح كرد، و محمّد صلى‌الله‌عليه‌و‌آله از رنج اين خانه [دنيا] آسود، و در حلقه فرشتگان نيكوكار و رضوان پروردگار غفار و همسايگى فرمانرواى جبّار جاى گرفت. درود خداوند بر پدرم، پيامبر و امينِ او در وحى و برگزيده‌او در ذكر، ومنتخب و مرضى‌او در ميان‌آفريدگانش وسلام و رحمت و بركات خدا بر او.

سپس آن حضرت عليهاالسلام به اهل مجلس رو كرد و گفت:

شما اى بندگان خدا، برگزيده امر و نهى او و حاملان دين او و وحى او و امينان خدا بر خودتان و مبلغان او به سوى امت‌ها هستيد. شما براى خود حقى پنداشتيد، خداوند با شما پيمانى بسته و پيشتر به شما رسانده و باقى‌مانده‌اى دارد كه برايتان نگه داشته است: كتابِ گوياى خدا و قرآن راستگو و نور درخشان، و پرتو تابان كه بصيرت‌هايش آشكارند و رازهايش مكشوف، و ظواهرش جلوه‌گر، و پيروانش شادمان به آن. اين كتاب رساننده تبعيت‌كنندگان از آن به رضوان خداست، و گوش فرادادن به آن، به نجات مى‌انجامد، و با آن است كه به حجت‌هاى نورانى خدا، و حكم‌هاى قطعىِ تفسيرشده، و حرام‌هاى برحذر داشته شده و بينه‌هاى روشن و برهان‌هاى كافى و فضيلت‌هاى مستحب و مباح‌هاىِ هديه داده شده، و شريعت‌هاى قطعى او مى‌توان رسيد.

پس خداوند ايمان را براى پاك شدن از شرك تشريع كرد و نماز را براى دور شدن از خودخواهى ؛ زكات را براى پاكى جان و نيز فراوان شدن روزى؛ روزه را براى تثبيت خلوص؛ حج را براى استوارى دين؛ عدالت را براى نظم بخشيدن به دل‌ها؛ اطاعت از ما را براى سامان يافتن مردم ؛ پيشوايى ما را براى در امان ماندن از تفرقه؛ جِهاد را براى عزت اسلام و ذلت اهل كفر و نفاق ؛ صبر را ياورى براى استحقاق يافتن ثواب؛ امر به معروف را براى اصلاح عمومى؛ نيكى به پدر و مادر را براى نگهداشت از خشم؛ صله رحم را براى طولانى شدن عمر و فزونى شمار [خويشان] ؛ قصاص را براى حفظ خون‌ها؛ وفاى به نذر را براى به روى آوردن آمرزش؛ كامل كردن پيمانه‌ها و وزن‌ها را براى از ميان بردن كم فروشى؛ ممنوعيت ميگسارى را براى دورى از پليدى؛ دورى از نسبت ناروا دادن را براى در امان ماندن از نفرين [خدا]؛ دزدى نكردن را براى پاسداشت عفت، قرار داد. و [نيز]خداوند براى اخلاص ورزيدن به او در ربوبيت، شرك ورزيدن را حرام كرد ؛ پس چنان كه حق پروا از خداست، از او پروا كنيد و نميريد مگر آنكه مسلمان باشيد و خداوند را در آنچه به شما فرمان داده و از آنچه نهى‌تان كرده، اطاعت كنيد ؛ چرا كه تنها عالِمان از خداوند بيم دارند.

سپس فرمود:

اى مردم ! بدانيد من فاطمه ام و پدرم محمّد صلى‌الله‌عليه‌و‌آله است. هماره گفته‌ام و مى‌گويم و آنچه را مى‌گويم خطا نمى‌گويم، و آنچه را انجام مى‌دهم زياده‌روى نيست: «فرستاده‌اى از [ميان]خودتان به سويتان آمده است كه رنج‌هاى شما براى او سخت و به [هدايت] شما آزمند و براى مؤمنان دلسوز و مهربان است». اگر نسب او را يادآور شويد و او را بشناسيد، او را پدر من ـ نه زمان خود ـ مى‌يابيد، و برادرِ عموزاده من [على] ـ نه مردان خود ـ مى‌دانيد. و چه خوب است منسوب بودن به او صلى‌الله‌عليه‌و‌آله. او رسالت خويش را به انجام رساند، در حالى كه پايمرد در بيم دادن بود و رويگردان از مسلك مشركان و كوبنده بر سر آنها و گيرنده راه نفسشان، و فراخوانِ به راه پروردگارش بود با حكمت و پند نيكو. بت‌ها را مى‌شكست و سرها را زير پا مى‌نهاد، تا آن گروه [مشرك] از پاى در آمد و به عقب بازگشت، تا اين شب از صبح [وجود] او شكافت، و حقيقت ناب آشكار شد، و پيشواى دين به سخن آمد، و هاى و هوى شيطان‌ها به لكنت افتاد، و بى ريشه‌هاى نفاق از هم پاشيد، و پيمان‌ها و گره‌هاى كفر و دشمنى از هم گسست، و شما كلمه توحيد را از روسپيدان جان و دل پاك [اهل بيت] بر زبان رانديد كسانى كه خداوند پليدى را از آنها زدود و پاك پاكشان كرد. اين در حالى بود كه شما بر لبه آتش [گمراهى] بوديد و جرعه‌اى براى نوشنده و فرصتى براى حريصِ طمع‌كار و شعله‌اى براى جويندگان شتابان آتش و لگدكوب گام‌ها ؛ نوشاكتان آبى گميخته و خوراكتان پوست بود، خوارگشتگانى مطرود و حقير، و هماره نگران ربوده شدن از سوى مردمان اطرافتان بوديد[۵۴]كه ناگاه خداوند تبارك و تعالى پس از آن همه طول و تفصيل با [وجود] محمّد صلى‌الله‌عليه‌و‌آله، شما را نجات داد، و نيز پس از آن حوادث تلخ و ناگوار، كه او به مردانِ جسور و گرگان عرب و طغيان‌گران اهل كتاب، مبتلا شد كه «هر بار آتشى براى جنگ بر افروختند، خدا آن را خاموش ساخت»، يا شاخ شيطان كه سر برآورد؛ يا گروهى از مشركان كه [براى بلعيدن اسلام] دهان گشودند، او برادرش [على]را در كامشان افكند و او [على]جز آن هنگام كه آنان را گوشمالى داد، باز نمى‌گشت و با شمشيرش آتش‌افروزى آنان را خاموش ساخت، در حالى كه رنج كشيده در راه خدا بود و كوشنده براى امر خدا و نزديك [ترين يار]رسول خدا، سرورى در ميان اولياى خدا، آماده‌اى، خيرخواه، پرتلاش و كوشايى بود كه در راه خدا، از ملامت هيچ ملامتگرى نرنجيد؛ حال آن كه شما در زندگى‌اى مرفه، راحت و در امنيت بوديد و گرفتارى ما را انتظار مى‌كشيديد و منتظر شنيدن خبرهاى [شكست] ما بوديد و هنگام درگيرى عقب‌نشينى مى‌كرديد و از جنگ مى‌گريختيد.

هنگامى كه خداوند براى پيامبر خود خانه [ابدى] پيامبرانش و جايگاه [جاودان]منتخبانش را برگزيد، كينه‌هاى نفاق در شما پديدار و جامه دين كهنه شد، و سكوت كننده گمراه زبان درآورد و گمنام فرومايه صداى خود را بالا برد و نعره پيرْشتر باطل‌انديشان برخاست و در ميدانگاه شما دُم جنباند و به رقص آمد ؛ شيطان نيز سر از مخفيگاه خود به در آورد و صدايتان زد، و شما را پاسخگوى دعوتش يافت كه به سردمدارى در اين حوادث چشم دوخته‌ايد. پس آن‌گاه شمايان را تحريك و تهييج كرد و شما را سَبك يافت، و به خشمتان انداخت و شما را خشمگين يافت. شما نيز شترِ ديگران را داغ زديد و به آبشخور ديگران درآمديد [و آنچه از آنِ شما نبود به نام خود كرديد].

اين در حالى بود كه عهد و پيمان [شما در غدير] و جراحت [مرگ رسول خدا صلى‌الله‌عليه‌و‌آله]بزرگ، و زخم [ما] بزرگ، و جراحت‌ها بهبود نيافته، و رسول خدا به خاك سپرده نشده بود و شما با عجله و ادعاى ترس [از افتادن] فتنه [در ميان امت]، خليفه‌تراشى كرديد. «هلا، كه [با اين كار] در فتنه افتاديد، و به راستى كه دوزخ دربرگيرنده كافران است».

از شما بعيد بود [كه چنين كنيد] ! شما را چه شده ؟ و به كدام كژراهه مى‌رويد ؟ در حالى كه كتاب خدا در ميان شما است، [كتابى كه] همه چيزش پيدا و احكامش درخشان و نشانه‌هايش بلند و نهى‌هايش تابان، و فرمان‌هايش آشكارند و شما آن را پشت سرتان انداختيد. آيا اين كار شما از سر بى‌رغبتى به قرآن، بود ؟! يا با چيزى جز آن داورى مى‌كنيد؟! چه بد است اين جايگزينىِ [قرآن] براى ستمكاران و «هر كس جز اسلام، دينى [ديگر] بجويد، هرگز از او پذيرفته نيست و او در آخرت، از زيانكاران خواهد بود».

شما حتى آن مقدار درنگ نكرديد تا شترِ چموش [خلافت] آرام گيرد و تن‌زدنش فرو نشيند و لگام [گرفتن از] او آسان شود كه شروع به شعله‌ور كردن هيمه‌اش كرديد و اخگرش را برافروختيد. و به بانگ شيطان اغواگر گوش سپرديد، و نور نمايان دين را خاموش ساختيد، و سنت‌هاى پيامبر برگزيده را از كار انداختيد و به بهانه چشيدن جرعه جرعه شير، تا آخر آن را سركشيديد [و خلافت را به نام خود زديد. شما همچون دشمنى مكار] با اهل و فرزندان او [پيامبر] در زير درختان انبوه و فراز و فرودها گام بر مى‌داريد [ولى از پشت خنجر مى‌زنيد] و ما همانند ـ كسى كه كاردها بدنش را بريده و سرنيزه‌ها درونش را خليده‌اند، با شما صبر مى‌كنيم. در حالى كه شما مى‌پنداريد ما حق ارثى نداريم ! آيا احكام دوران جاهلى را بر مى‌گزينيد ؟ چه كسى براى اهل يقين حكمى بهتر از حكم خداوند دارد ؟ آيا نمى‌دانيد ؟ آرى ! مانند خورشيد فروزان براى شما روشن است كه من دختر [و ميراث دار]او هستم.

هلا، اى مسلمانان ! آيا من [بايد] از ميراث خود محروم شوم ؟ آهاى پسر ابو قحافه، آيا در كتاب خدا [آمده]است كه تو از پدرت ارث ببرى و من از پدرم ارث نبرم ؟ تو دروغى آشكار به خدا و رسولش بسته‌اى. آيا شما به عمد كتاب خدا را رها كرديد و آن را پشت سرتان انداختيد ؟ چون خداوند مى‌فرمايد: «و سليمان از داوود ارث برد» و در خبر داستان يحيى بن زكريا عليهماالسلام آمده است: «از پيش خود، به من ولىّ و جانشينى هديه كن كه از من و از خاندان يعقوب ارث برد». و نيز فرمود: «برخى از خويشان در كتاب خدا بر برخى ولايت دارند». و فرمود: «خداوند درباره فرزندتان سفارش مى‌كند، كه سهم ارث مرد برابر دو زن باشد». و فرمود: «اگر مالى را باقى گذاشت، وصيت كند به پدر و مادر و خويشان براساس معروف داده شود. اين براى متقين واجب شده است».

شما پنداشتيد كه من سهم و ارثى از پدرم نمى‌برم و ميان ما هيچ پيوند خويشاوندى نيست ؟! آيا خداوند آيه‌اى به شما اختصاص داده كه پدرم محمّد صلى‌الله‌عليه‌و‌آله را از آن خارج ساخته است ؟! يا اينكه مى‌گوييد: اهل دو دين و آيين از هم ارث نمى‌برند ؟ آيا من و پدرم اهل يك دين و آيين نيستيم ؟ يا شما از پدر من و عموزاده من به عام و خاص قرآن آگاه‌تريد؟ پس [اى ابوبكر] اين [فدك] را مهار كرده و جهاز بسته [و آماده] بگير تا در روز برانگيخته شدنت تو را ديدار كند كه، چه خوب داورى است خدا و چه خوب پيشوايى است محمّد و چه خوب وعدگاهى است قيامت و هنگام برپا شدن قيامت است كه باطل‌گرايان زيان مى‌بينند و هنگام پشيمانى، هر آنچه بگوييد ديگر سودى برايتان ندارد. براى هر خبرى وعده‌گاهى است و زودا كه بدانيد عذاب خوار كننده سراغ چه كسى خواهد آمد و كيفر جاودانه بر سر چه كسى فرو خواهد ريخت.

سپس چشم سوى انصار گرداند و به آنها فرمود:

اى جماعت بزرگان و بازوان دين، و دژهاى اسلام، اين كوتاهى و كم‌فهمى درباره حق من و اين خواب‌آلودگى درباره ستم بر من، از چيست ؟ آيا پدرم رسول خدا صلى‌الله‌عليه‌و‌آله نمى‌گفت: حق شخص با پاسداشت فرزندانش حفظ مى‌شود ؟ چه زود عوض شديد، و چه عجولانه رنگ عوض كرديد ! با اينكه شما توان پاسخگويى به خواسته‌هاى من، و قدرت اجابت آنچه را مى‌خواهم و دنبال مى‌كنم، داريد. آيا مى‌گوييد محمّد صلى‌الله‌عليه‌و‌آله مُرد [و همه چيز تمام شد و ديگر وظيفه‌اى نداريد]؟ [آرى! مرگ او]فاجعه‌اى بزرگ و بسيار بهت‌آور بود كه شكافى وسيع پديد آورد و جمع امت را پراكند، و زمين با نبودن او در تاريكى فرو رفت، و ستارگان از مصيبت او پراكنده شدند، و اميدها نااميد شد، و كوه‌ها فرو افتادند، و حريم [و حرمت‌ها] تباه شدند و هنگام مرگ او حرمت و هنجارها شكستند و از دست رفتند. به خداوند سوگند، اين همان حادثه بزرگ‌ترين و مصيبت عظمايى است كه همانند آن بلائى چنين بزرگ و مصيبتى چنين زودهنگام نبوده است كه كتاب خداوند عز و جل كه در محضر آن هستيد، در هر شب و صبح آن را برايتان آشكارا گفته بود و با صداى بلند و آهسته و با تلاوت و لحن آن را بانگ زده بود و پيشتر براى پيامبران و فرستادگان خدا نيز رخ داده بود. [كه مرگ]حكمى قطعى و قضاى محتوم [الهى] است: «محمّد جز رسولى نيست و پيش از او فرستادگانى بودند. آيا او اگر بميرد، و يا كشته شود، شما به عقب باز مى‌گرديد ؟ و هر كس به عقب بازگردد، خداوند را هيچ زيانى نمى‌زند و زودا كه خداوند شكرگزاران را پاداش خواهد داد».

واى بر شما بنى قَيْلَه،[۵۵]در برابر چشم و گوش من هستيد، و انجمن و محفل داريد و ارث پدرم را ظالمانه تكه‌پاره كنند؟! فراخوان [يارى من] شما را فرا گرفته است و خبرها به شما رسيده‌اند و با اينكه ابزار و افراد و سلاح و سپر داريد و فراخوان و دعوت [من] پى در پى سوى شما مى‌آيد، پاسخم را نمى‌دهيد، بانگ فرياد [من] به شما مى‌رسد و به فريادم نمى‌رسيد، در حالى كه شما به جنگاورى توصيف شده و به خير و صلاح معروف گشته‌ايد، منتخبان و برگزيدگانى هستيد كه براى ما اهل بيت برگزيده شده‌ايد، با [مشركان] عرب جنگيديد، و سختى و رنج بر جان خريديد، و با امت‌ها درافتاديد، و در مبارزه با شجاعان ضعفى به خود راه نداديد و همواره چنين بوديم و چنين بوديد، شما را فرمان مى‌داديم و شما فرمان مى‌برديد تا آسياب اسلام بر محور ما به حركت در آمد [و نظم يافت]، و شير [در پستان مادر] روزگار رو به فزونى نهاد، و گلوگاه شرك بر زمين خورد [و نابود شد]، و جوشش دروغ و افترا از رونق افتاد، و لهيب كفر فرو خفت، و هرج و مرج‌طلبى فروكش كرد، و نظام دين سامان يافت. پس، شما پس از بيان حق، كجا بازگشتيد ؟ و پس از آشكار شدن، چرا پنهان‌كارى مى‌كنيد، و پس از راه افتادن، چرا به قهقرا مى‌رويد و پس از ايمان آوردن، چرا شرك مى‌ورزيد ؟ بيچاره و بدبخت گروهى كه پس از پيمان بستن سوگندهاى خود را شكستند، و عزم خود را براى بيرون كردن رسول [خدا] جزم كردند و همانان بودند كه نخستين بار با شما جنگيدند. آيا از آنها مى‌ترسيد ؟ در صورتى كه خداوند براى بيم داشتن سزاوراتر است، اگر مؤمن باشيد.

هلا بدانيد ! مى‌بينم شما به راحتى و آسايش چسبيده‌ايد و كسى را كه براى باز و بست [كارها] شايسته‌تر است، دور ساخته‌ايد، و به رفاه‌زدگى خو گرفته‌ايد، اينك از فراخنا به تنگنا رو كرده‌ايد و آبى را كه در كام داشتيد برون پاشيديد، و آنچه را كه خورده بوديد، بالا آورديد [و به رسمِ جاهلى خود بازگشتيد]. اگر شما و همه كسانى كه روى زمين هستند، كافر شويد، خداوند بى نيازى ستوده است.

بدانيد ! من بر اساس شناختى كه از شما دارم: از يارى نكردنى كه با جانتان درآميخته، و از بى وفائى كه دل‌هايتان دريافته، آنچه را بايد مى‌گفتم، گفتم، ولى اين سخنان از سر هيجان جان و آه آتشينِ خشم و كُندى سلاح و جوشش [دردهاى] سينه، و آوردن حجت است. پس اينك بگيريد آن [ارث و فدك] را و طنابش را محكم بربنديد، در حالى كه كمرش زخمى و استخوان پاهايش نازك است، كه [گرفتن و خوردن آن] ننگى است ماندگار، و به خشم خداوند، نشان‌دار و به عار ابدى دچار، و [شما را] به سوى آتش برافروخته خداوندگار كه به دل‌ها نفوذ مى‌كند، رهوار است. پس هر آنچه مى‌كنيد در برابر ديدگان خداست «و زودا كه ستمكاران دريابند به چه بازگشتگاهى باز مى‌گردند».

من دختر [پيامبر] هشدار دهنده به عذاب سخت هستم ؛ پس [هرگونه كه خواهيد] عمل كنيد، [كه] ما هم [به وظيفه الهى خود] عمل مى‌كنيم و منتظر [عذاب] باشيد كه ما هم [عذاب شما را] منتظريم.

ابوبكر ـ عبداللّه‌ بن عثمان ـ در پاسخ به فاطمه عليهاالسلام گفت:

اى دختر رسول خدا، پدرت صلى‌الله‌عليه‌و‌آله با مؤمنان باعاطفه، با گذشت، رئوف و مهربان و بر كافران عذابى دردناك و كيفرى بزرگ بود. اگر نسب او را بنگريم، او را پدر تو مى‌يابيم و نه زنان ديگر و برادرِ همسر تو [على عليه‌السلام] مى‌دانيم و نه ديگر دوستان؛ كه او را بر هر دوست صميمى ترجيح داده بود و او در هر كار بزرگى ياورش بود. جز خوش‌بخت، كسى شما را به دوستى نپذيرد و جز نگون‌بختِ مطرود، كسى از شما كينه به دل نگيرد كه شما خاندان پاك رسول خدا صلى‌الله‌عليه‌و‌آله و انتخاب‌شدگان برگزيده، راهنمايان ما به خوبى‌ها، و راه‌هاى ما به سوى بهشت هستيد. و تو، اى بهترينِ بانوان و دختر برترينِ پيامبران، در گفتار خويش راستگو هستى، و در داشتن عقل سرشار، پيشگامى، تو از حقت بازداشته نشده‌اى، و از ادعاى درست تو جلوگيرى نشده است ؛ و به خداوند سوگند، من از رأى رسول خدا تجاوز نكردم و جز به اذن و اجازه او كارى انجام ندادم «و بلدچى به كاروان خود دروغ نمى‌گويد». من خدا را گواه مى‌گيرم ـ كه همو براى گواهى كافى است ـ از رسول خدا صلى‌الله‌عليه‌و‌آله شنيدم مى‌فرمود: «ما گروه پيامبران، زر و سيم و خانه و ملك به ارث نمى‌گذاريم. ما تنها كتاب و حكمت و دانش و نبوت را به ارث مى‌نهيم ؛ اگر وسيله و ابزارى براى ارتزاق در اختيار داريم در اختيارِ ولىّ امر پس از ماست تا درباره آن به حكم خودش حكم كند». هر چه را كه تو در پى آنى ما براى خريد اسب‌ها و سلاح هزينه مى‌كنيم تا مسلمانان با آن بجنگند و با كافران به جهاد برخيزند، و با مرتدان تباهكار به جدال درآيند و اين كار هم به اجماع مسلمانان است و من به تنهايى بدان دست نزدم و مستبدانه به رأى و نظر خود عمل نكردم. اين است حال من و مالم براى تو و در اختيار تو باشد. از تو باز نمى‌گيرم و براى غير تو ذخيره‌اش نمى‌سازم. تو سرور امت پدر خود و درخت پاك براى فرزندانت هستى. فضائل ويژه تو انكار نخواهد شد و از فرع و اصل تو نخواهد كاست. حكم تو در آنچه من مالكش هستم، نافذ است. حال آيا به نظر تو، من در اين باره با نظر پدرت صلى‌الله‌عليه‌و‌آله مخالفم ؟

فاطمه عليهاالسلام فرمود:

سبحان اللّه‌ ! رسول خدا صلى‌الله‌عليه‌و‌آله هرگز رويگردان از كتاب خدا و مخالف ؛ احكام آن نبود، بلكه تابع آن و پيرو سوره‌هاى آن بود. آيا فريبكارانه گرد هم آمده‌ايد تا [با حديثى جعلى]بر او دروغ بنديد و بهتان زنيد [و ارث مرا ندهيد] ؟ اين كار [زشت]شما پس از درگذشت او، همانند غائله‌هايى است كه در زمان حيات او ستمكارانه به پا شد. اين كتاب خدا است كه داورى عادل و گوينده‌اى فيصله دهنده [ميان حق باطل] است، مى‌گويد: «از من و از خاندان يعقوب ارث ببرد». و مى‌گويد: «و سليمان از داوود ارث برد». پس خداوند عز و جل عدالت را در آنچه بايد تقسيم شود، بيان فرمود و [حكم]واجبات و ميراث‌ها را تشريع كرد و سهم ارث مردان و زنان را روشن ساخت و شبهه‌ها و علت‌تراشى‌هاى باطل‌انديشان را زدود و گمانه‌زنى و شبهه‌ها را از ذهن آيندگان بر طرف ساخت. هرگز [آن‌گونه كه تو گفتى نيست] ! «بلكه نَفْس‌هايتان كارى [بد]را به نظرتان نيكو جلو داد؛ اينك صبرى نيكو [پيش مى‌گيرم]و در برابر آنچه توصيف مى‌كنيد خداوند ياور است».

ابوبكر به فاطمه عليهاالسلام گفت:

خدا راست گفت و فرستاده او راست گفت و دختر رسول خدا نيز راست گفت. تو معدن حكمت و جايگاه هدايت و رحمتى و ركن دين و عينِ دليل و حجّتى. درستى [سخن] تو را دور [از واقع] نمى‌دانم و منكر گفتار تو نيستم. ميان من و تو اين مسلمانان داور [، شاهد و قاضى] هستند؛ هر آنچه آنان بر گردن من نهادند، به گردن گرفتم و هر آنچه را گرفتم با همراهى آنان گرفتم، بى آنكه خود را بزرگ‌تر بدانم و استبداد به خرج دهم، يا براى خود بخواهم. و آنان گواه بر اين مسئله‌اند.

فاطمه عليهاالسلام روى كرد به مردم و فرمود:

اى جماعت مسلمان، كه به سوى ياوه‌گويى باطل شتافتيد، و بر كارى زشت و زيان‌بار چشم فرو بستيد. «آيا در قرآن نمى‌انديشند يا بر دل‌ها[يشان] قفل زده شده است ؟» هرگز ! بلكه براى كارهاى زشتى كه كرديد، دل‌هايتان زنگار گرفته، و گوش و چشم‌هايتان بسته شده و به بد تأويل و توجيهى گرفتار آمديد و در آنچه مشورت كرديد و بدترين غصب را انجام داديد. به خداوند سوگند، تحمّل اين بار برايتان سنگين و فرجامى وخيم در پى خواهد داشت آنگاه كه پرده براى شما كنار زده شود و دشوارى و سختى پشت آن، آشكار شود و از جانب پروردگارتان چيزى آشكار گردد كه به هيچ وجه حسابش را هم نمى‌كرديد. اين جا است كه باطل‌انديشان زيان بينند.

سپس فاطمه عليهاالسلام به مزار پيامبر صلى‌الله‌عليه‌و‌آله رو كرد و گفت:

پس از تو، خبرها و غوغاهايى شد كه

اگر تو حضور داشتى، مصيبت زياد نمى‌شد

ما تو را از دست داديم همانند زمينى كه باران سرشارش را از دست داده

و امت تو در هم ريخت، پس تو ميان آنان باش و غايب نشو

و هر كسى قرب و منزلتى در پيشگاه معبود دارد

كه نزديك‌تر كننده نزديكان خويش است

مردانى نجواى درون خود را براى ما آشكار كردند

آنگاه كه تو رفتى و خاك‌ها فاصله انداز شدند

در فقدان تو مردانى با ما ترشرويى كردند و ما را سبك شمردند

وقتى تو از دست رفتى و همه ميراث غصب شد

تو ماه شب چارده و نورى بودى كه از آن نور مى‌گرفتند

و از سوى آن صاحب عزت نوشته‌ها بر تو فرود مى‌آمدند و جبرئيل با آوردن آيه‌ها مونس ما بود

تو كه از دست رفتى، همه خير نيز پوشيده ماند

كاش پيش از تو مرگ با ما مواجه مى‌شد

وقتى تو رفتى، و ميان تو، رمل‌ها حائل شدند

ما گرفتار مصيبتى شديم كه هيچ اندوهگينى

نه از عرب و نه از عجم گرفتار آن نشد

فاطمه عليهاالسلام [سخنانش را به پايان برد و] بر گشت در حالى اميرالمؤمنين عليه‌السلام در انتظار بازگشت او و چشم به راه حضورش در خانه بود. وقتى به منزل رسيد و آرام گرفت، به اميرالمؤمنين عليهاالسلام گفت:

اى پسر ابو طالب، همانند جنينِ در پارچه‌اى پيچيده و همچون متهم در خانه نشسته شده‌اى. تو كه بال [و قدرت] باز شكارى شكسته‌اى [و توان پروازش را گرفته‌اى]، بال پرندگان بى‌سلاح تو را شكسته است ؟ اين پسر ابى قحافه، هديه پدرم را و قوت ناچيز پسرانم را از من غارت مى‌كند و در دشمنى با من بسيار مى‌كوشد. او را در گفتگو با خود، بسيار دشمن يافتم، تا جايى كه [فرزندان]قبيله [اوس و خزرج، (انصار)] از ياريم خوددارى ورزيدند و مهاجران پيوند و وصلت خود را ناديده انگاشتند و مردم چشم بر من بستند، نه دفاع‌كننده‌اى هست و نه بازدارنده‌اى. خشم فروخورده از خانه بيرون رفتم و سرخورده و ناكام [از گرفتن حقّم] باز گشتم. تو آن روز چهره را بر خاك سودى كه برّندگى شمشيرت را ضايع نمودى، [ديروز] گرگ‌ها را گردن مى‌شكستى و [امروز] بر خاك خانه نشستى ! نه هيچ گوينده‌اى را پاسخ مى‌گويى و نه هيچ كارى انجام مى‌دهى. من كه اختيارى ندارم. اى كاش پيش از ناگزيرى بر مدارا و سكوت و قبل از خفت و خوارى، مُرده بودم. خدا عُذر مرا بپذيرد كه با حامى خودم تندى كردم.

واى بر من! در هر صبحدم، واى بر من! در هر شامگاه؛ پشتوانه رفت، و بازو سست شد. شكايتم را نزد پدرم مى‌برم، و از پروردگارم انتقام‌خواهى مى‌كنم. خداوندا ! تو توان و نيرويى برتر از آنها دارى، و عذابت سخت‌تر و عبرت‌دهى تو بيشتر است.

اميرالمؤمنين عليه‌السلام به آن حضرت گفت: اى دختر سرور پيامبران، هيچ بلايى بر سرت نيامده، بلكه بلا بر سر دشمنان كينه‌توز تو آمده است. خودت را از خشم و ناراحتى خود باز دار، اى دختر برگزيده [خدا]، و يادگار نبوت، من در دينم ضعف و سستى به خرج نداده‌ام، و از قدرت و توانم كم نگذاشته‌ام. اگر دنبال روزى و معيشت هستى، روزيت تضمين شده و كفيل تو قابل اعتماد و امين است. و آنچه خداوند براى تو مهيا ساخته، برتر از آن چيزى است كه از تو بازداشته‌اند، پس به حساب خداوند بگذار.

فاطمه عليهاالسلام گفت: خداوند براى من بسنده است و چه خوب وكيلى است. سپس آرام گرفت.


[۱]. لُمَةٌ من حفدتها : أي جماعة منهم ، قيل : هي ما بين الثلاثة إلى العشرة ، وقيل : اللُّمَة : المِثلُ في السنّ ، والتِّرْب اُنظر : النهاية : ج ۴ ص ۲۷۳ «لمه» .

[۲]. الحَفَدُ والحَفَدَة : الأعوان والخَدَمة لسان العرب : ج ۳ ، ص ۱۵۳ «حفد» .

[۳]. الملاءَة : الإزار والريطة النهاية : ج ۴ ص ۳۵۲ «ملأ» .

[۴]. الذَّود : السَّوق والطرد والدفع لسان العرب : ج ۳ ص ۱۶۷ «ذود» .

[۵]. في بعض المصادر: «مُتَجلِّيَة» .

[۶]. النَّس‏ء : التأخير يكون في العمر والدَّين لسان العرب : ج۱ ص۱۶۶ «نسأ» .

[۷]. تضمين للآية ۱۰۲ من سورة آل عمران .

[۸]. تضمين للآية ۲۸ من سورة فاطر .

[۹]. الشقاشق : جمع شقشقة ؛ وهي التي يغطّ بها البعير وتخرج من شدقه إذا هدر ... وإنّما هي لحمة في آخر فيه تنتفخ إذا هاج وتمتدّ حتّى تخرج من حلقه ، فإذا سكن انفَشَّت . فضربت عليهاالسلام ذلك مثلاً لصَولَة الكفّار وانقطاعِها برسول اللّه‏ صلى‌‏الله‌‏عليه‌‏و‏آله شرح الأخبار : ج ۳ ص ۴۳ .

[۱۰]. إشارة إلى الآية ۳۳ من سورة الأحزاب .

[۱۱]. قَبسة العَجلان : شُعلة من نار يُقتبس من معظمها ، والإضافة إلى العَجلان لبيان القلّة والحقارة بحار الأنوار : ج ۲۹ ص ۲۶۵ .

[۱۲]. المائدة : ۶۴ .

[۱۳]. التوبة : ۴۹ .

[۱۴]. آل عمران : ۸۵ .

[۱۵]. تضمين للآية ۵۰ من سورة المائدة .

[۱۶]. النمل : ۱۶

[۱۷]مريم : ۵ ـ ۶ .

[۱۸]. الأنفال : ۷۵ .

[۱۹]. النساء : ۱۱ .

[۲۰]. البقرة : ۱۸۰ .

[۲۱]. تضمين للآية ۶۷ من سورة الأنعام .

[۲۲]. تضمين للآية ۳۹ من سورة هود .

[۲۳]. سرعان ذا إهالة : سرعان مثلّثة السين [أي تفتح وتكسر وتضمّ] من أسماء الأفعال ، وفيه معنى التعجّب ؛ أي : ما أسرع . والإهالة ـ بكسر الهمزة ـ : الوَدك ؛ وهو دسم اللحم . وقال الفيروز آبادي : «سرعان ذا إهالة» أصله أنّ رجلاً كانت له نعجة عجفاء وكان رغامها يسيل من منخريها لهزالها ، فقيل له : ما هذا الذي يسيل ؟ فقال : ودكها ، فقال السائل : سرعان إهالة هذه ! وهو مثل يُضرب لمن يخبر بكينونة الشيء قبل وقته اُنظر : بحار الأنوار : ج۲۹ ص ۲۸۳ ، القاموس المحيط : ج ۳ ص ۳۷ «سرع» .

[۲۴]. آل عمران: ۱۴۴ .

[۲۵]. بنو قيلة : الأوس والخزرج قبيلتا الأنصار ، وقَيلة ـ بالفتح ـ اسم اُمّ لهم قديمة ، وهي قَيلة بنت كاهل . وهضمه حقّه واهتضمه : إذا ظلمه وكسر عليه حقّه . والتُّراث ـ بالضمّ ـ : الميراث بحار الأنوار : ج ۲۹ ص ۲۸۹ .

[۲۶]. تضمين للآية ۱۳ من سورة التوبة .

[۲۷]. تضمين للآية الثامنة من سورة إبراهيم .

[۲۸]. الحَقَب ـ بالتحريك ـ : حبل يُشدّ به الرحل إلى بطن البعير ، يقال : أحقبت البعير ؛ أي شددته به ، وكلّ ما شدّ في مؤخر رحل أو قتب فقد احتقب ، فظهر أنّ الاُنسب في هذا المقام أحقبوها ـ بصيغة الإفعال ـ أي شدّوا عليها ذلك وهيَّؤوها للركوب ، لكنّ الوارد في الروايات على بناء الافتعال (اُنظر : الصحاح : ج ۱ ص ۱۱۴ ، لسان العرب : ج۱ ص ۳۲۵ ـ ۳۲۶ «حقب» ، بحار الأنوار : ج ۲۹ ص ۲۳۰۰) .

[۲۹]. تضمين للآيتين ۶ و ۷ من سورة الهمزة .

[۳۰]. الشعراء : ۲۲۷ .

[۳۱]. تضمين للآية ۴۶ من سورة سبأ .

[۳۲]. تضمين للآيتين ۱۲۱ و۱۲۲ من سورة هود .

[۳۳]. الكُراع: اسم لجميع الخيل النهاية: ج ۴ ص ۱۶۵ «كرع».

[۳۴]. زَوَيتُ الشيء : جمعته وقبضته . وزَوَيتُ الشيء عن فلان ، أي نحّيته لسان العرب : ج ۱۴ ص ۳۶۳ ، ۳۶۵ «زوى» .

[۳۵]. يوسف : ۱۸ .

[۳۶]. الإغضاء : التغافل عن الشيء . والإغضاء : إدناء الجفون بعضها من بعض مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۳۲۳ «غضي» .

[۳۷]. محمّد : ۲۴ .

[۳۸]. أصل الرَّين : الطبع والتغطية النهاية : ج ۲ ص ۲۹۱ «رين» .

[۳۹]. التأوّل والتأويل : هو التصيير والإرجاع ونقل الشيء عن موضعه ، ومنه : تأويل الألفاظ ؛ وهو نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأصلي إلى ما يحتاج إلى دليل لولاه ما ترك ظاهر اللفظ اُنظر : النهاية : ج ۱ ص ۸۰ «أول» ، بحار الأنوار : ج ۲۹ ص ۳۰۶ .

[۴۰]. أشاره عليَّ بكذا : أي أراني ما عنده فيه من المصلحة مجمع البحرين : ج ۲ ص ۹۸۹ «شور» .

[۴۱]. الغِبّ ـ بالكسر ـ : عاقبة الشيء ، والمغبّة ـ بالفتح ـ مثله . والوبال ـ في الأصل ـ : الثِّقل والمكروه ، ويرادفه في عرف الشرع : عذاب الآخرة . والعذاب الوييل : الشديد اُنظر : مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۳۰۳ «غبب» ، لسان العرب : ج ۱۱ ص ۷۲۰ «وبل» ، بحار الأنوار : ج ۲۹ ص ۳۰۶ ـ ۳۰۷ .

[۴۲]. الهَنبَثة : واحدة الهنابث ؛ وهي الاُمور الشداد المختلفة . والهنبثة : الاختلاط في القول ، والنون زائدة النهاية :ج۵ ص ۲۷۸ «وهنبث» .

[۴۳]. كذا ، وفي بعض المصادر : «لم يكثر» ، وفي بعضها : «لم يكبرُ» وكلاهما أصحّ .

[۴۴]. الوابل : المطر الشديد مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۹۰۱ «وبل» .

[۴۵]. في بعض المصادر : «فقد نكَبوا» بدل «ولا تغب» ، وفي بعضها : «فقد لَعِبوا» .

[۴۶]. النَّجوى : السِّرّ . ونجوى صدورهم : ما أضمروه في نفوسهم من العداوة ولم يتمكّنوا من إظهاره في حياته صلى‌‏الله‌‏عليه‌‏و‏آلهاُنظر : لسان العرب : ج ۱۵ ص ۳۰۸ «نجو» ، بحار الأنوار : ج ۲۹ ص ۳۰۹

[۴۷]. تَجَهَّمَتنا : تلقّتنا بالغلظة والوجه الكريه اُنظر : النهاية : ج ۱ ص ۳۲۳ «جهم» .

[۴۸]. كُثُب : جمع كثيب ؛ وهو الرمل المستطيل المُحدَودب مجمع البحرين : ج ۳ ص «كثب» .

[۴۹]. الشَّجَن : الهمّ والحزن (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۲۳۲ «شجن») .

[۵۰]. قوادِم الطير : مقاديم ريشه ، وهي عَشر في كلّ جناح ، واحدتها : قادمة . والأجدَل : الصقر . والأعزل : الذي لاسلاح معه الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۰۷ «قدم» ، وج۴ ص ۱۶۵۳ «جدل» ، وج۵ ص ۱۷۶۳ «عزل» . وقال العلاّمة المجلسي : «قيل : لعلّها صلوات اللّه‏ عليها شبّهت الصقر الذي نُقضت قوادمه بمن لا سلاح له . والمعنى : تركتَ طلبَ الخلافة في أوّل الأمر قبل أن يتمكّنوا ويشيّدوا أركانها ، وظننت أنّ الناس لايرون غيرك أهلاً للخلافة ، ولا يقدّمون عليك أحداً ، فكنت كمن يتوقّع الطيران من صقر منقوض القوادم . ويحتمل أن يكون المراد أنّك نازلت الأبطال ، وخُضت الأهوال ، ولم تبالِ بكثرة الرجال حتّى نَقَضت شوكتهم ، واليوم غُلبت من هؤلاء الضعفاء والأرذال ، وسلّمت لهم الأمر ولم تنازعهم (بحار الأنوار : ج ۲۹ ص ۳۱۳) .

[۵۱]. و يحتمل أيضاً أن يكون الضبط هكذا : «افتَرَستَ الذّئابَ» بصيغة المخاطب . اُنظر الهامش الآتي .

[۵۲]. فَرَس الأسد فريسته : دقّ عنقها ، ويستعمل في كلّ قتل . ويمكن أن يقرأ بصيغة الغائب ، فالذئاب مرفوع ، والمعنى : قعدتَ عن طلب الخلافة ولزمت الأرض مع أنّك أسد اللّه‏ ، والخلافة كانت فريستك حتّى افترسها وأخذها الذئب الغاصب لها . ويحتمل أن يكون بصيغة الخطاب ، أي كنت تفترس الذئاب واليوم افترشت التراب بحار الأنوار : ج ۲۹ ص ۳۱۷ .

[۵۳]. الاحتجاج : ج ۱ ص ۲۵۳ ح ۴۹ ، دلائل الإمامة : ص ۱۱۱ عن زيد بن عليّ عن آبائه عليهم‏السلام ، كشف الغمّة : ج ۲ص۱۰۶ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲۹ ص ۲۲۰ ح ۸ ؛ بلاغات النساء : ص ۲۴ عن زيد بن عليّ عن آبائه عليهم ‏السلام ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۶ ص ۲۱۱ عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام وكلاهما نحوه وراجع الطرائف : ص ۲۶۴ والأنساب : ج ۱۰ ص ۷۹ .

[۵۴]. خلاصه اين‏گونه سخنان و توصيفات حضرت زهرا عليهاالسلام آن است كه مى‏فرمايد: اى كسانى كه امروز از قِبَل پيامبر خدا صلى‌‏الله‌‏عليه‌‏و‏آله به شرف و عزتى رسيده‏ايد، روزگارى بود كه بى‏پناه و گمراه و ضعيف و زير ستم و سلطه بوديد و در بدبختى و بيچارگى به سر مى‏برديد؛ چرا اكنون كه به ميمنت رسول خدا صلى‌‏الله‌‏عليه‌‏و‏آله عزت يافته‌‏ايد، با خاندان او چنين رفتار مى‏كنيد!

[۵۵]. مراد، انصار هستند كه از قبيله اوس و خزرج و از نوادگان زنى به نام قَيْلَه‌‏اند