133
العقد النّضيد و الدّر الفريد

الحديث الخامس والتسعون

۰.لمّا بايع الناس أبا بكر دخلت أُمّ سلمة على فاطمة الزهراء صلوات اللّه عليها ، فقالت لها :. كيف أصبحت يا بنت المصطفى؟
فقالت : «أَصبَحْتُ بَيْنَ كمْد ۱ و كرْبٍ : فَقْد النَبيِّ [ صلى الله عليه و آله وسلم ] وَظُلْم الْوَصِيِّ ـ ثمّ قالت ـ : هتك واللّهِ . . . حجبه ، فأصْبَحت إمامته وأحكامه مُقْتَضبَةٌ على غير ما شرعها اللّه في التنزيل ، وسَنَّهَا النبِيُّ صلى الله عليه و آله وسلم في التأويل ، ولكنّها أحقاد بدريّة ، وتِرات أُحديّة ، كانت عليها قلوب النفاق [ مكتمنة ]لإمكان الوشاة ، فلمّا اُستُهدِفَ الأمر [ أُرسلت علينا شآبيب الآثار ]من مخيلة الشقاق وليس ـ [ على ]ما وعد اللّه من حفظ الرسالة ، وكفالة المؤمنين ـ أحرزوا عائدتهم من غرور الدنيا بعد انتصار ممّن فتك بآبائهم في مواطن الكروب ومنازل الشهادات» ۲ .

1.الكَمْد والكَمَد : الحزن والغمّ الشديد .

2.روى نحوه في مناقب آل أبي طالب ۲ : ۲۳۴ ، فصل في ظلامة أهل البيت عليهم السلام ؛ وعنه في بحار الأنوار ۴۳ : ۱۵۶/۵. وقال المجلسي : «أقول : كان الخبر في المأخوذ منه مصحّفا محرّفا ، ولم أجده في موضع آخر أُصحّحه به فأوردته على ما وجدته» ؛ وعوالم العلوم ۲ : ۸۲۹ ، عن المناقب .


العقد النّضيد و الدّر الفريد
132

الحديث الرابع والتسعون

۰.عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه قال :. [ لمّا ] مرض الأعمش مرضه الذي مات فيه ، فدخل عليه ابن شبرمة وابن أبي ليلى وأبو حنيفة ، فقالوا : يا أبا محمّد ، هذا اليوم آخر يوم من الدنيا وأوّل يومٍ من الآخرة وقد كنت تحدّثنا عن عليّ بن أبي طالب بأحاديث لو أمسكت عنها لكان الرأي .
فقال : إليّ تقولون هذا ؟! أسندوني، فسندوه ، فقال : حدّثني [ أبو ] المتوكّل الناجي عن أبي سعيد الخدري عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قال : «إِذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ ، يَقُولُ اللهُ تَبارَك وتَعالَى لي ولعليّ بن أبي طالب : أدخلا الجنّة من أَحبّكما ، وأَدخلا النار من أَبغضكما . فيجلس عليّ بن أبي طالب على شفير جهنّم فيقول : هذا لي وهذا لك ، وذلك قوله تعالى في كتابه الكريم : «أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ»۱ ؛ «مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِمُعْتَدٍ أَثِيمٍ»۲ ؛ «الَّذِى جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَـهًا ءَاخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِى الْعَذَابِ الشَّدِيدِ»۳ ».
فقال بعضهم لبعض : قوموا عنه لئلاّ يجيبنا بما هو أعظم من ذلك ، فخرجوا ، ومات الأعمش رحمه الله ۴ .

1.ق (۵۰) : ۲۴.

2.القلم (۶۸) : ۱۲.

3.ق (۵۰) : ۲۶.

4.أمالي الطوسي : ۶۲۸ المجلس الثلاثون ، ح ۱۲۹۴ / ۷ ؛ ورواه ابن طاووس في الطرائف : ۸۲/۱۱۵ عن كتاب المناقب لابن المغازلي عن شريك ، وعلّق عليه المصحّح بالقول : «غير موجود في المناقب المطبوع ، ورواه أبو الحسن الكلابي في المسند المطبوع في آخر كتاب المناقب : ۴۲۷ في الحديث الثالث عن شريك» ؛ ورواه في بشارة المصطفى : ۴۹ ؛ وبحار الأنوار۴۷ : ۳۵۷ ـ ۳۵۸/۶۶.

  • نام منبع :
    العقد النّضيد و الدّر الفريد
    سایر پدیدآورندگان :
    الناطقي، علي اوسط
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1381
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 22361
صفحه از 243
پرینت  ارسال به