15
العقد النّضيد و الدّر الفريد

العقد النّضيد و الدّر الفريد
14

الحديث الثاني

۰.عن سلمان الفارسي رضى الله عنه قال :كنّا عند رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، إذ جاء أعرابيٌّ فوقف علينا ـ ونحن جماعة ـ وسلّم ، فرددنا عليه السلام ، فقال : أيّكم [ البدر التمام ومصباح الظلام ] محمّد بن عبد اللّه رسول اللّه [ الملك العلاّم ] أهذا هو الصبيح الوجه؟ ـ وأومأَ بيده إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ـ فقال النبي : «أنا رسول اللّه ، اجلس يا أعرابي» فجلس ، فقال [ له ] : يا محمّد ، آمنت بك ولم أرَكَ ، وصدّقتك قبل أن ألقاك ، غير أ نّه بلغني عنك أمر ، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم : «وأيّ شيءٍ بلغك عنّي؟».
فقال : دعوتنا إلى شهادة أن لا إله إلا اللّه وأنّك محمّد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم فأجبناك ، ثمّ دعوتنا إلى الصلاة والصيام والزكاة والحجّ والجهاد فأجبناك ، ثمّ لم ترضَ عنّا حتّى دعوتنا إلى موالاة [ ابن عمّك ]عليّ بن أبي طالب ومحبّته ، أفأنت افترضت علينا من
الأرض أم اللّه افترضه علينا من السماء؟
فقال النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم : «بل اللّه تعالى افترضه [ في السماوات ]على أهل السماوات والأرض» .
قال الأعرابي : الرضا بما أمر اللّه تعالى وأمرت يا رسول اللّه ؛ فإنّه الحقّ [ من عند ربّنا ] .
فقال النبي صلى الله عليه و آله وسلم : «يا أعرابي ، أُعطيتُ في عليّ خمس خصال ، الواحدة منهنَّ خير من الدنيا وما فيها ، ألا أُنبّئك [ بها ] يا أعرابي؟» قال : بلى يا رسول اللّه .
قال : «الأُولى : كنتُ جالسا يوم بدر، فقد انقضت عنّا الغزاة، هبط جبرائيل عليه السلاموقال لي : إنّ اللّه يقرئك السلام ويقول لك : يا محمّد، آليت على نفسي بنفسي وأقسمت عليَّ بي أنّي لا أُلهِم حبّ عليّ إلاّ من أحببته أنا ، فمن أحببته ألهمته حبّ عليّ عليه السلام» .
ثمّ قال : «ألا أُنبّئك بالثانية؟» قال : بلى يا رسول اللّه .
فقال صلى الله عليه و آله وسلم : «[كنت جالسا ] وقد فرغت من جهاز عمّي حمزة إذ أتى جبرئيل ـ وقد هبط علَيَّ ـ وقال : يا محمّد ، إنّ اللّه يقرأُ عليك السلام ويقول لك : قد افترضتُ الصلاة ووضعتها عن المعتلّ ، وافترضت الصوم ووضعته عن المسافر ، وافترضت الحجّ ووضعته عن المقلّ ۱ ، وافترضت الزكاة ووضعتها عن المعدم ، وافترضت حبّ عليّ بن أبي طالب على أهل السماواتِ والأرض فلم أُعطِ فيه رخصة» .
[ ثمّ قال صلى الله عليه و آله وسلم :] «يا أعرابي ألا أُنبّئك بالثالثة؟» قال : بلى يا رسول اللّه .
قال : «ما خلق اللّه شيئا ۲ إلاّ وجعل له سيّدا ؛ فالنسْر سيّد الطيور ، والثور سيّد البهائم ، والأسد سيّد السباع ، والجمعة سيّد الأيّام ، ورمضان سيّد الشهور ، وإسرافيل سيّد الملائكة ، وآدم سيّد البشر ، وأنا سيّد الأنبياء ، وعليّ سيّد الأوصياء» .
[ ثمّ قال : ] «ألا أُنبّئك بالرابعة؟» قال : نعم يا رسول اللّه .
قال : «حبُّ عليّ [ بن أبي طالب ] شجرة أَصلها في الجنّة وأغصانها في الدنيا ، فمن تعلّق بغصن من أغصانها [ في الدنيا ] أورده ۳ الجنّة ؛ وبغض عليّ[ بن أبي طالب ] شجرة أصلها في النار [ وأغصانها في الدنيا ] ، فمن تعلّق بغصنٍ من أغصانها ، أوردهُ ۴ النار» .
[ ثمّ قال : ] «يا أعرابي ، ألا أُنبّئك بالخامسة؟» قال : نعم يا رسول اللّه .
قال : «إذا كان يوم القيامة ، ينصب لي منبرٌ عن يمين العرش ، ثمّ ينصب لإبراهيم عليه السلام منبر بحذاء منبري عن يمين العرش ، ثمّ يؤتى بكرسيّ عالٍ مشرق زاهرٍ يعرف بكرسيّ الكرامة ، فينصبُ بينهما ، فأنا على منبري ، وإبراهيم على منبره ، وعليّ على كرسيّ الكرامة، فما رأت عيناي من حبيب بأحسن من حبيب بين خليلين» .
[ ثمّ قال : ] «يا أعرابي ، أحِبَّ عليّا حقّ حبّه ؛ [ فإنّ اللّه تعالى يحبّ محبّيه ، وعليّ عليه السلام معي في قصر واحد» .
فعند ذلك ] قال الأعرابيّ : سمعنا وأطعنا يا رسول اللّه ۵ .

1.في البحار «المعتلّ».

2.في الفضائل : «خلقا».

3.۲ . في الفضائل : «أدخله».

4.روى مثله شاذان بن جبرئيل في الفضائل ۱۵۴ ـ ۱۵۶ ، وعنه بحار الأنوار : ۴ : ۴۶ / ۸۳ ؛ أربعون حديثا لابن أبي الفوارس ، الحديث الرابع عشر ؛ والروضة في المعجزات والفضائل : ۱۴۴. وما بين المعقوفات من المصدر.

  • نام منبع :
    العقد النّضيد و الدّر الفريد
    سایر پدیدآورندگان :
    الناطقي، علي اوسط
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1381
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 23074
صفحه از 243
پرینت  ارسال به