55
العقد النّضيد و الدّر الفريد

الحديث الثاني والأربعون

۰.عن عبد اللّه بن مسعود قال :خرج رسول اللّه صلى الله عليه و آله من بيت زينب بنت جحش وأتى بيت أُم سلمة وكان يومها من رسول اللّه ، فلم يلبث أن جاء عليّ فدقّ الباب دقّا خفيفا ، فأثبت رسول اللّه الدقّ وأنكرته أُم سلمة، فقال لها رسول اللّه : «قومي وافتحي له الباب» فقالت : يا رسول اللّه ، مَنْ هذا الذي بلغ من خطره أن أفتح له الباب ، وأتلقّاه بمعاصمي وقد نزلت فيّ آية من كتاب اللّه تعالى بالأمس؟
فقال لها رسول اللّه صلى الله عليه و آله كالمغضب : «إنّ طاعة الرسول طاعة اللّه عز و جل ، ومن عصى أمر الرسول فقد عصى اللهَ أمره ، وإنّ بالباب رجلاً ليس بالنزق ولا بالخرق ۱ ، يحبّ اللّه ورسوله ، ويحبّه اللّه ورسوله ، وإ نّه لا يدخل حتّى ينقطع الوط ء» .
قالت : فقمت وأنا أختال في مشيتي وأقول : بخٍ بخٍ ، من ذا الذي يحبّ اللّه ورسوله ويحبّه اللّه ورسوله ، ففتحت له الباب فأخذ بعضادتي الباب حتّى إذا لم يسمع حسّا ولا حركة وصرت إلى حذري ، استأذن ودخل .
فقال رسول اللّه : «يا أُمّ سلمة أتعرفينه؟» قالت : قلت : نعم هذا عليّ بن أبي طالب . قال : «صدقتِ ، سَجيّته من سَجيّتي ، ولحمه من لحمي ، ودمه من دمي ، وهو عيبة علمي ، وهو وصيّي في أهلي ، وخليفتي في أُمّتي ، اسمعي واشهدي ، هو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي ، اسمعي واشهدي ، لو أنّ عبدا عبد اللّه ألف عام بين الركن والمقام ثمّ لقي اللّه مبغضا لعليّ وعترتي لكبّه اللّه يوم القيامة على منخريه في نار جهنّم» ۲ .

1.النزق : خفّة في كلّ أمر، وعجلة في جهل وحمق ؛ والخُرق ـ بالضمّ ـ : الجهل والحمق ، ومنه الحديث : الرفق يمن والخرق شؤم.

2.المناقب للخوارزمي : ۸۶/۷۷ ؛ تاريخ مدينة دمشق (ترجمة الإمام علي عليه السلام)۳ : ۲۶۷/۱۲۱۵ ؛ فرائد السمطين ۱ : ۳۳۱/ح ۲۵۷ ؛ ورواه ابن طاووس في كتاب التحصين ، الباب ۲۱ عن ابن عباس باختلاف يسير ، وأخرجه المجلسي في بحار الأنوار ۳۹ : ۲۶۷ ذيل ح ۴۲ عن كشف الغمّة.


العقد النّضيد و الدّر الفريد
54

الحديث الأربعون

۰.عن الفضل بن الزبير عن أخي بريدة ، قال :قلت له : إنّي سمعتك تتذكّر أنّ أخاك حدّثك بحديث وأمرك أن لا تحدّث به أحدا حتّى يحضرك الموت ، وقد حضرك ـ وكان به ذات الجنب ـ .
فقال : نعم ، حدّثني أخي أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم بعثه سابع سبعة من قريش : أبو بكر وعمر وطلحة والزبير وعبد الرحمن وعثمان وأنا سابعهم ، فقال : «سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين» فقال أبو بكر : من اللّه ورسوله؟ فقال رسول اللّه : «من اللّه ورسوله ، وأيم اللّه لئن رجعتم من بعدي لترجعنّ كفارا» .
فقال رجل من القوم : لا واللّه لا تجتمع النبوّة والخلافة في أهل بيت أبدا! فأنزل اللّه تعالى : «أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْوَيهُم بَلَى وَ رُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ»۱ .
قال : فقلت لأخي: ممّن الرجل؟ قال : قم عنّي يا غلام وقد عذّبتني ، هو الأعرابي ۲ .

الحديث الحادي والأربعون

۰.عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن إسحاق بن عبد اللّه بن الحارث ، عن أبيه ، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال : «دخلت على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وعنده أبو بكر وعمر وعائشة، فجلست بين رسول اللّه وبين عائشة ، فقالت [ لي ]عائشة : ما وجدت مجلسا غير فخذي!
فقال رسول اللّه : [ مه ] يا عائشة ، لا تؤذيني في أخي فإنّه أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وقائد الغرِّ المحجّلين ، يقعده اللّه يوم القيامة على الصراط ، فيُدخل أعداءَه النار ، ويدخل أولياءه الجنّة» ۳ .

1.الزخرف (۴۳) : ۸۰.

2.أخرج نحوه المجلسي في بحار الأنوار ۳۶ : ۱۵۷/۱۳۶۱ عن كنز الكراجكي . والمقصود بالأعرابي : عمر بن الخطّاب؛ لأنّ الزهراء عليهاالسلام قالت قبل وفاتها : «لا يصلِّ عليّ الأعرابيّان».

3.رواه الطوسي في الأمالي : ۲۹۰ ، المجلس الحادي عشر ، ح ۵۶۲/۹ و۶۰۲ ، ح ۱۲۴۶/۳ ؛ والعلاّمة في كشف اليقين : ۲۹۱، الحديث ۳۳۷ عن مناقب ابن مردويه؛ بحار الأنوار ۷ : ۳۳۹/۳۲ بتفاوت يسير، و۳۹ : ۱۹۴/۴.

  • نام منبع :
    العقد النّضيد و الدّر الفريد
    سایر پدیدآورندگان :
    الناطقي، علي اوسط
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1381
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 23085
صفحه از 243
پرینت  ارسال به