87
كتابه عليه السلام إلى عمر بن أبي سَلمة
۰.من كتاب له عليه السلام إلى عمر بن أبي سَلمة المَخْزومي ّ ، وكان عامله على البحرين ، فعزله ، واستعمل النُّعْمانَ بنَ عَجْلان الزُّرَقي ّ مكانَهُ :« أَمَّا بَعْدُ ، فَإنِّي قَدْ وَلَّيْتُ النُّعْمَانَ بْنَ عَجْلانَ الزُّرَقِي َّ عَلَى الْبَحْرَيْنِ ، ونَزَعْتُ يَدَك بِلا ذَمٍّ لَك ، ولا تَثْرِيبٍ عَلَيْكَ ، فَلَقَدْ أَحْسَنْتَ الْوِلايَةَ ، وأَدَّيْتَ الأَمَانَةَ ، فَأَقْبِلْ غَيْرَ ظَنِينٍ ، ولا مَلُومٍ ، ولا مُتَّهَمٍ ، ولا مَأْثُومٍ ، فَلَقَدْ أَرَدْتُ الْمَسِيرَ إلَى ظَلَمَةِ أَهْلِ الشَّامِ ، وأَحْبَبْتُ أَنْ تَشْهَدَ مَعِي ، فَإِنَّك مِمَّنْ أَسْتَظْهِرُ بِهِ عَلَى جِهَادِ الْعَدُوِّ ، وإِقَامَةِ عَمُودِ الدِّينِ إِنْ شَاءَ اللّه » . ۱
النُعْمانُ بنُ العَجْلان
في الإصابة عن المُبَرِّد : أنّ عليّ بن أبي طالب استعمل النُّعْمان هذا على البَحرَين ، فجعل يُعطي كلّ من جاءه من بني زُرَيْق ٍ ، فَقالَ فيهِ الشَّاعر ، وهو أبو الأسود الدُّؤلي :
أرَى فِتنَةً قَدْ ألهَتِ النَّاسَ عَنكُمُفَنَدْلاً زُرَيْقُ المالَ نَدْلَ الثَّعالِبِ
فإنّ ابنَ عَجْلانَ الَّذي قَدْ عَلِمتُمُيُبَدِّدُ مالَ اللّه ِ فِعْلَ المُناهِبِ۲
88
كتابه عليه السلام إلى معاوية
فقالَ ابنُ الأعْثَم : وسارَ مُعاوِيةُ بِخَيلِهِ ورَجْلِهِ حَتَّى نَزلَ في صِفِّين ، في ثلاثةٍ
وثمانينَ ألفا ، وذلك لأيّامٍ خلَتْ من المُحرَّمِ ، فسبَقَ إلى سُهولَةِ الأرضِ وسَعَةِ المَرعى وقُربِ الفُرات ِ فَنزَلَ هُنالِكَ ؛ ثُمَّ إنَّهُ بنى بُنيانا لَهُ ، وضُرِبَتِ القِبابُ والخِيامُ والفَساطِيطُ ، وبُنِيَتِ المَعالِفُ لِلخَيلِ ، واجتَمَعَتْ إليهِ العَساكِرُ مِن أطرافِ البلادِ فَصارَ في عِشرينَ ومئة ألفٍ ؛ ثُمَّ إنَّه كَتبَ إلى علي ٍّ رضى الله عنه بهذِهِ الأُرجُوزَةِ :
لا تَحَسَبنَّ يا عَلِيُّ غَافِلاًلأُورِدَنَّ الكُوفَةَ القَبائِلا
والمَشرِفيّ والقَنا الذَّوابِلامِن عامِنا هذا وعاما قابِلا
فكتب إليه علي ّ رضى الله عنه بهذه الأبيات :
« أصبَحْتَ مِنِّي يابَن هِنْدٍ جَاهِلالأَرْمِيَنَّ مِنْكُمُ الكَواهِلا
تِسعِينَ ألفا رامِحا ونابِلايَزْدَجِرُونَ الأرضَ والسَّواهِلا
بِالحَقِّ والحَقُّ يُزيِحُ البَاطِلاهذا لَكَ العامُ وزُرنِي قَابِلا » .۳