323
مكاتيب الأئمّة جلد1

مكاتيب الأئمّة جلد1
322

89

كتابه عليه السلام إلى معاوية

فقال نصر : عَمْرو بن شمر ، عن جابر ، عن مُحَمَّد بن علي ّ وزَيْد بن حسن ، ومُحَمَّد ـ يعني ابن المطَّلب ـ قالوا : استعمل عليّ عليه السلام على مقدمته الأشْتَر بن الحارث النَّخَعيّ ، وسار عليّ في خمسين ومئة ألف من أهل العراق ، وقد خنَست طائفةٌ من أصحاب علي ّ ، وسار معاوية في نحو من ذلك من أهل الشَّام ، واستعمل معاوية على مقدَمته سُفْيَان بن عمرو : أبا الأعْوَر السَّلمي .
فلمّا بلغ معاوية أنَّ عليَّا يتجهّز ، أمر أصحابه بالتَّهيُّو. فلمَّا استتب لعليّ أمره
سار بأصحابه ، فلمَّا بلغ معاوية مسيره إليه سار بقَضِّه وقضيضه نحو عليّ عليه السلام ، واستعمل على مقدمته سُفْيَان بن عمرو ، وعلى ساقته ابن أرطاة العامري ـ يعني بُسر ا ـ فساروا حَتَّى توافَوا جميعا بقُناصِرين إلى جنب صفِّين .
فأتى الأشْتَر صاحب مقدّمة معاوية ، وقد سبقه إلى المعسكر على الماء ، وكان الأشْتَر في أربعة آلاف من متبصِّري أهل العراق ، فأزالوا أبا الأعْوَر عن معسكره ، وأقبل معاوية في جميع الفيلق بقضّه وقضيضه ، فلما رأى ذلك الأشْتَر انحاز إلى عليّ عليه السلام ، وغلب معاوية على الماء ، وحال بين أهل العِراق وبينه ، وأقبل عليّ عليه السلام حَتَّى إذا أراد المعسكر، إذا القوم قد حالوا بينه وبين الماء .
ثُمَّ رجع إلى الحديث بإسناده إلى الأوَّل . ثُمَّ إنَّ عليَّا عليه السلام طلب موضعا لعسكره ، وأمر النَّاس أن يضعوا أثقالهم ـ وهم مئة ألف أو يزيدون ـ فلمَّا نزلوا تسرَّع فوارسُ من فوارس عليّ على خيلهم إلى معاوية ـ وكانوا في ثلاثين ومئة ـ ولم ينزل بعد معاوية ، فناوشوهم القتال واقتتلوا هَوِيَّا ۱ . ۲
( كتاب معاوية إلى عليّ عليه السلام : )
فقال نصر : عمر بن سعد ، عن سَعْد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : كتب معاوية إلى عليّ عليه السلام :
عافانا اللّه وإيَّاك .
ما أحسنَ العَدْلَ والإنصافَ مِن عَمَلٍوأقبحَ الطيشَ ثُمَّ النَّفْشَ فِي الرَّجُلِ
وكتب بعده :

اربِطْ حِمارَكَ لا يُنزَعْ سَوِيَّتهُإذا يُرَدُّ وقَيْدُ العَيْرِ مَكرُوبُ
لَيْسَتْ تَرى السِّيدُ زَيْدا في نُفُوسِهِمُكما تَراهُ بَنو كُوزٍ ومَرْهُوبُ
إنْ تَسألُوا الحَقَّ يُعطَى الحَقَّ سائِلُهُوالدِّرْعُ مُحْقَبَةٌ والسَّيْفُ مَقْرُوبُ
أو تَأْنَفُونَ فَإِنَّا مَعْشَرٌ أُنُفٌلا نَطعَمُ الضَّيمَ إنَّ السُمَّ مَشرُوبُ
قال : وأمر عليّ عليه السلام النَّاس ، فوُزِّعوا عن القتال ، حَتَّى تأخذ أهل المصافّ مصافّهم ، ثُمَّ قال: « أيُّها النَّاسُ ، هذا مَوقِفٌ من نَطُف فيهِ نَطُفَ يَومَ القِيامَةِ ، ومَنْ فَلَجَ فيهِ فلَجَ يَومَ القِيامَةِ » . ثم قال علي ٌّ ، لمّا نزل مُعاويةُ بصِفِّين :
لَقدْ أتاكُم كاشِرا عَن نابِهِيُهَمِّطُ النَّاسَ علَى اعْتزابِهِ
فليـأتِنـا الدَّهُـر بِمـا أتـى بِـهِ
وكتب عليّ إلى معاوية :
فإنَّ لِلحرَبِ عُراما شَرَراإنَّ عَلَيها قائِدا عَشَنْزَرا
يَنصِفُ مَن أجْحَر أو تَنَمَّراعلَى نَواحِيها مِزَجّا زَمْجَرا
إذا ونَيْنَ ساعَةً تغَشْمَرا
وقال أيضا :
ألَمْ تَرَ قَومِي إذ دَعاهُمْ أَخوهُمُأجابُوا وإنْ يَغضَبْ علَى القَوْمِ يَغْضَبُوا
هُمُ حَفَظُوا غَيبِي كما كُنْتُ حافِظالِقَومِيَ أُخرى مِثْلَها إذْ تَغيَّبُوا
بَنو الحَرْبِ لَم يَقْعُدْ بِهِم أُمَّهاتُهُموآباوُمْ آباءُ صِدْقٍ فأَنجَبُوا .
فَتراجَعَ النَّاس إلى مُعسكَرِهِم ، وذهب شبابٌ من النَّاس وغِلمانِهِم يَستَقونَ ، فمنعَهُم أهلُ الشَّام . ۳

1.هوى يهوى هُوِيّا ، إذا أسرع في السّير (النهاية : ج ۵ ص ۲۸۴ «هوا») .

2.وقعة صفّين : ص ۱۵۶ .

3.وقعة صفّين : ص۱۵۶ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۴۱۴ ح۴۳۴ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۳ ص۲۱۳ نحوه مع اختلاف يسير .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة جلد1
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 183282
صفحه از 568
پرینت  ارسال به