431
مكاتيب الأئمّة جلد1

مكاتيب الأئمّة جلد1
430

حُجْرُ بنُ عَدِيّ

حُجْرُ بن عَدِيّ بن معاوية الكِنْديّ ، أبو عبد الرَّحمن ، وهو المعروف بحجر الخير ، وابن الأدبر ۱ كان جاهليّا إسلاميّا ۲ ، وفد على النَّبيّ ۳ ، وله صحبة ۴ . من الوجوه المتألّقة في التَّاريخ الإسلامي ، ومن القمم الشَّاهقة السَّاطعة في التَّاريخ الشيعي . جاء إلى النَّبيّ صلى الله عليه و آله وأسلم وهو لم يزل شابّا . وكان من صفاته : تجافيه عن
الدُّنيا ، وزهده ، وكثرة صلاته وصيامه ، واستبساله وشجاعته ، وشرفه ونُبله وكرامته ، وصلاحه وعبادته ۵ . وكان معروفا بالزُّهد ۶ ، مستجاب الدَّعوة لِما كان يحمله من روح طاهرة ، وقلب سليم ، ونقيبة محمودة ، وسيرة حَميدة ۷ .
ولم يسكت حُجْر قطّ أمام قتل الحقّ وإحياء الباطل والرُّكون إليه . من هنا ثار على عثمان مع سائر المؤمنين المجاهدين ۸ . ولم يألُ جهدا في تحقيق حاكميّة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، فعُدّ من خاصّة أصحابه ۹ وشيعته ۱۰ المطيعين .
اشترك حُجْر في حروب الإمام عليه السلام . وكان في الجمل ۱۱ قائدا على خيّالة كِنْدَة ۱۲ ، وفي صفِّين ۱۳ أميرا على قبيلته ۱۴ ، وفي النَّهروان قاد ميسرة ۱۵
الجيش أو ميمنته ۱۶ .
وكان فصيح اللِّسان ، نافذ الكلام ، يتحدّث ببلاغة ، ويكشف الحقائق بفصاحة . وآية ذلك كلامه الجميل المتبصّر في تبيان منزلة الإمام عليه السلام ۱۷ .
وكان نصير الإمام الوفيّ المخلص ، والمدافع المجدّ عنه . ولمّا أغار الضَّحَّاك بن قيس على العراق ، أمره الإمام عليه السلام بصدّه ، فهزمه حُجْر ببطولته وشجاعته ، وأجبره على الفرار ۱۸ .
اطّلع حُجْر على مؤامرة قتل الإمام عليه السلام قبل تنفيذها بلحظات ، فحاول بكلّ جهده أن يتدارك الأمر فلم يُفلح ۱۹ . واغتمّ لمقتله كثيرا .
وكان من أصحاب الإمام الحسن عليه السلام الغيارى الثَّابتين ۲۰ .
وقد جاش دم غيرته في عروقه حين سمع خبر الصُّلح ، فاعترض ۲۱ ، فقال له الإمام الحسن عليه السلام : لو كان غيرُك مثلَك لَما أمضيتُه ۲۲ .
وكان قلبه يتفطّر ألما من معاوية . وطالما كان يبرأ من هذا الوجه القبيح لحزب الطلقاء الَّذي تأمّر على المسلمين ، ويدعو عليه مع جمع من الشِّيعة ۲۳ . وهو الحزب الَّذي كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وصفه بأنّه ملعون . وكان حُجْر يقف للدفاع عن العقيدة وأهل البيت عليهم السلام بلا وجلٍ ، ويُعنّف المُغِيْرَة الَّذي كان فريدا في رجسه
وقبحه ورذالته ، وقد تسلّط على الكوفة في أثناء حكومة الطُّلقاء ، وكان يطعن في عليٍّ عليه السلام وشيعته ۲۴ . وضاق معاوية ذرعا بحجر وبمواقفه وكشفه الحقائق ، وصلابته ، وثباته ، فأمر بقتله وتمّ تنفيذ أمره ، فاستشهد ۲۵ ذلك الرَّجل الصَّالح في مَرْج عذراء ۲۶ ، سنة 51 ه ، مع ثلّة من رفاقه ۲۷ .
وكان حُجْر وجيها عند النَّاس ، وذا شخصيّة محبوبة نافذة ، ومنزلة حسنة ، فكَبُر عليهم استشهاده ۲۸ ، واحتجّوا على معاوية ، وقرّعوه على فعله القبيح هذا . وكان الإمام الحسين عليه السلام ۲۹ ممّن تألّم كثيرا لاستشهاده ، واعترض على معاوية في رسالة بليغة له أثنى فيها ثناءً بالغا على حُجْر ، وذكر استفظاعه للظلم ، وذكّر معاوية بنكثه للعهد ، وإراقته دم حُجْر الطَّاهر ظلما وعدوانا . واعترضت عائِشَة ۳۰ أيضا على معاوية من خلال ذكرها حديثا حول شهداء مرج عذراء ۳۱ .
وكان معاوية ـ على ما اتّصف به من فساد الضَّمير ـ يرى قتل حُجْر من أخطائه ، ويعبّر عن ندمه على ذلك ۳۲ ، وقال عند دنوّ أجلِه : لو كان ناصحٌ لَمَنعنا من قتله ۳۳ !
وقتل مُصْعَب بن الزُّبَيْر ولدَي حُجْر : عبيد اللّه ، وعبد الرَّحمن صبرا ۳۴ .
وكان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قد أخبر باستشهاده من قبل ، وشبّه استشهاده ، وصحبه باستشهاد أصحاب الاُخدود .
في الأمالي للطوسيّ عن رَبيعة بن ناجِذ ـ بعد غارة سُفْيَان بن عَوْف الغامِديّ ، واستنفار الإمام عليّ عليه السلام النَّاس وتقاعد أصحابه ـ : قام حُجْر بن عَدِيّ وسَعْد بن قيس فقالا : لا يسوؤكُ اللّه ُ يا أمير المؤمنين ! مُرْنا بأمرك نتّبعْه ، فواللّه العظيم ، ما يعظم جزعنا على أموالنا أن تَفرّقَ ، ولا على عشائرنا أن تُقتل في طاعتك ۳۵ .
وفي تاريخ اليعقوبيّ ـ في ذكر غارة الضَّحَّاك على القطقطانة ۳۶ ودعوته عليه السلام الناس للخروج إلى قتاله : قام إليه حُجْر بن عَدِيّ الكِنْديّ فقال : يا أمير المؤمنين ! لا قرّب اللّه منّي إلى الجنّة من لا يحبّ قربك ، عليك بعادة اللّه عندك ؛ فإنّ الحقّ منصور ، والشَّهادة أفضل الرِّياحين ، اندب معي النَّاس المناصحين ، وكن لي فئة بكفايتك ، واللّه فئة الإنسان وأهله ، إنّ الشَّيطان لا يفارق قلوب أكثر الناس حتَّى
تفارق أرواحهم أبدانهم .
فتهلّل وأثنى على حُجْر جميلاً ، وقال : لا حرمكَ اللّه ُ الشَّهادةَ ؛ فإنّي أعلم أنّك من رجالها ۳۷ .
وفي وقعة صفِّين عن عبد اللّه بن شَريك : قام حُجْر فقال : يا أمير المؤمنين ! نحن بنو الحرب وأهلها ، الَّذين نلقحها وننتجها ، قد ضارستنا وضارسناها ۳۸ ، ولنا أعوان ذوو صلاح ، وعشيرة ذات عدد ، ورأي مجرّب ، وبأس محمود ، وأزمّتنا منقادة لك بالسمع والطَّاعة ؛ فإن شرّقت شرّقنا ، وإن غرّبت غرّبنا ، وما أمرتنا به من أمر فعلناه .
فقال عليّ : أكُلُّ قومِكَ يرى مِثلَ رأيِكَ ؟ قال : ما رأيت منهم إلاّ حسنا ، وهذه يدي عنهم بالسَّمع والطَّاعة ، وبحسن الإجابة ، فقال له عليّ خيرا ۳۹ .
وقال الإمام عليّ عليه السلام : يا أهلَ الكُوفَةِ ! سيُقتَلُ فِيكُم سَبعةُ نَفرٍ خِيارُكُم ، مَثَلُهم كَمَثلٍ أصحابِ الاُخدُودِ ، مِنهُم حُجْرُ بنُ الأدبَرِ وأصحَابُهُ۴۰.
وفي الأغاني عن المُجالِد بن سَعيد الهَمْدانِيّ ، والصَّقعب بن زُهْيَر ، وفُضيل بن خَدِيْج ، والحسن بن عُقْبَة المراديّ : إنّ المُغِيْرَة بن شُعْبَة لمّا ولي الكوفة كان يقوم على المنبر ، فيذمّ عليّ بن أبي طالب وشيعته ، وينال منهم ، ويلعن قتلة عثمان ، ويستغفر لعثمان ويزكّيه ، فيقوم حُجْر بن عَدِيّ فيقول : « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُونُوا
قَوَّ امِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَآءَ لِلَّهِ »۴۱
وإنّي أشهد أنّ من تذمّون أحقّ بالفضل ممّن تُطرُون ، ومن تزكّون أحقّ بالذَّمّ ممّن تعيبون . فيقول له المُغِيْرَة : يا حُجْر ! ويحك ! اكفف من هذا ، واتّق غضبة السُّلطان وسطوته ؛ فإنّها كثيرا ما تقتل مثلك ، ثمّ يكفّ عنه .
فلم يزل كذلك حتَّى كان المُغِيْرَة يوما في آخر أيّامه يخطب على المنبر ، فنال من عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ولعنه ، ولعن شيعته ، فوثب حُجْر فنعر نعرةً أسمعت كلّ من كان في المسجد وخارجه . فقال له : إنّك لا تدري أيُّها الإنسان بمن تولع ، أوَهرمت ! مر لنا بأعطياتنا وأرزاقنا ؛ فإنّك قد حبستها عنّا ، ولم يكن ذلك لك ولا لمن كان قبلك ، وقد أصبحت مولعا بذمّ أمير المؤمنين وتقريظ المجرمين .
فقام معه أكثر من ثلاثين رجلاً يقولون : صدق واللّه حُجْر ! مر لنا بأعطياتنا ؛ فإنّا لا ننتفع بقولك هذا ، ولا يُجدي علينا . وأكثروا في ذلك .
فنزل المُغِيْرَة ودخل القصر ، فاستأذن عليه قومه ، ودخلوا ولاموه في احتماله حجر ا ، فقال لهم : إنّي قد قتلته . قال : وكيف ذلك ؟ ! قال : إنّه سيأتي أمير بعدي فيحسبه مثلي فيصنع به شبيها بما ترونه ، فيأخذه عند أوّل وهلة ، فيقتله شرّ قتلة .
إنّه قد اقترب أجلي ، وضعف عملي ، وما اُحبّ أن أبتدئ أهل هذا المصر بقتل خيارهم ، وسفك دمائهم ، فيسعدوا بذلك وأشقى ، ويعزّ معاوية في الدُّنيا ، ويذلّ المُغِيْرَة في الآخرة ، سيذكرونني لو قد جرّبوا العمّال ۴۲ .
في الطبقات الكبرى ـ في ذِكر أحوال حُجْر بن عَدِيّ ـ : ذكر بعض رواة العلم : أنّه وفد إلى النَّبيّ صلى الله عليه و آله مع أخيه هانئ بن عَدِيّ ، وشهد حُجْر القادسيّة وهو الَّذي افتتح مَرج عَذرا ، وكان في ألفين وخمسمئة من العطاء . وكان من أصحاب عليّ بن أبي طالب ، وشهد معه الجمل وصفِّين .
فلمّا قدم زياد بن أبي سُفْيَان واليا على الكوفة ، دعا بحجر بن عَدِيّ فقال : تعلم أنّي أعرفك ، وقد كنت أنا وإيّاك على ما قد علمت ـ يعني من حبّ عليّ بن أبي طالب ـ وإنّه قد جاء غير ذلك ، وإنّي أنشدك اللّه أن تقطر لي من دمك قطرة فأستفرغه كلّه ، أملِكْ عليك لسانك ، وليسعك منزلك . . .
وكانت الشِّيعة يختلفون إليه ويقولون : إنّك شيخنا ، وأحقّ النَّاس بإنكار هذا الأمر .
وكان إذا جاء إلى المسجد مشوا معه ، فأرسل إليه عَمْرو بن حُرَيْث ـ وهو يومئذٍ خليفة زياد على الكوفة ، وزياد بالبصرة ـ أبا عبد الرَّحمن ، ما هذه الجماعة وقد أعطيت الأمير من نفسك ما قد علمت ؟ فقال للرسول : تُنكرون ما أنتم فيه ؟ إليك وراءك أوسع لك ، فكتب عَمْرو بن حُرَيْث بذلك إلى زياد ، وكتب إليه : إن كانت لك حاجة بالكوفة فالعجل . . .
فأرسل إليه الشّرط والبخاريّة فقاتلهم بمن معه ، ثمّ انفضّوا عنه واُتي به زياد وبأصحابه فقال له : ويلك ما لك ؟ فقال : إنّي على بيعتي لمعاوية لا اُقيلها ولا أستقيلها ، فجمع زياد سبعين من وجوه أهل الكوفة فقال : اكتبوا شهادتكم على حُجْر وأصحابه ، ففعلوا ثمّ وفدهم على معاوية ، وبعث بحجر وأصحابه إليه . . . فقال معاوية بن أبي سُفْيَان : أخرجوهم إلى عذرا فاقتلوهم هنالك .
قال : فحُملوا إليها ، فقال حُجْر : ما هذه القرية ؟ قالوا : عذراء ، قال : الحمد للّه ! أما واللّه إنّي لأوّل مسلم نبّح كلابها في سبيل اللّه ، ثمّ اُتي بي اليوم إليها مصفودا .
ودُفع كلّ رجل منهم إلى رجل من أهل الشَّام ليقتله ، ودُفع حُجْر إلى رجل من حمير فقدّمه ليقتله فقال : يا هؤلاء ، دعوني اُصلّي ركعتين ، فتركوه فتوضّأ وصلّى ركعتين ، فطوّل فيهما ، فقيل له : طوّلت ، أجزعت ؟ فانصرف فقال : ما توضّأت قط إلاّ صلّيت ، وما صلّيت صلاةً قطّ أخفّ من هذه ، ولئن جزعت لقد رأيت سيفا مشهورا ، وكفنا منشورا وقبرا محفورا .
وكانت عشائرهم جاؤوا بالأكفان، وحفروا لهم القبور ، ويقال : بل معاوية الَّذي حفر لهم القبور وبعث إليهم بالأكفان .
وقال حُجْر : اللَّهمَّ إنّا نستعديك على اُمّتنا ؛ فإنّ أهل العراق شهدوا علينا ، وإنّ أهل الشَّام قتلونا .
قال : فقيل لحجر : مدّ عنقك ، فقال : إنّ ذاك لَدَمٌ ما كنت لاُعِينَ عليه ، فقُدّم فضُربت عنقه . ۴۳
عن محمّد قال : لمّا اُتي بحجر فاُمر بقتله ، قال : ادفنوني في ثيابي ؛ فإنّي اُبعث مخاصِما . ۴۴
في تاريخ الطبريّ عن أبي إسْحاق : بعث زياد إلى أصحاب حُجْر حتَّى جمع اثني عشر رجلاً في السِّجن . ثمّ إنّه دعا رؤوس الأرباع ، فقال : اشهدوا على حُجْر بما رأيتم منه .
فشهد هؤلاء الأربعة : أنّ حُجْرا جمع إليه الجموع ، وأظهر شتم الخليفة ، ودعا إلى حرب أمير المؤمنين ، وزعم أنّ هذا الأمر لا يصلح إلاّ في آل أبي طالب ۴۵ .
وفي الأغاني : كتب أبو بُرْدَة بن أبي موسى : بسم اللّه الرَّحمن الرَّحيم ، هذا ما شهد عليه أبو بُرْدَة بن أبي موسى للّه ربّ العالمين ؛ شهد أنّ حُجْر بن عَدِيّ خلع الطَّاعة ، وفارق الجماعة ، ولعن الخليفة ، ودعا إلى الحرب والفتنة ، وجمع إليه الجموع يدعوهم إلى نكث البيعة ، وخلع أمير المؤمنين معاوية ، وكفر باللّه كفرةً صلعاء ۴۶ .
وفي الأغاني : قال لهم ـ أي لحجْر وأصحابه السِّتَّة ـ رسولُ معاوية : إنّا قد اُمرنا أن نعرض عليكم البراءة من عليّ واللَّعن له ؛ فإن فعلتم هذا تركناكم ، وإن أبيتم قتلناكم ، وأمير المؤمنين يزعم أنّ دماءكم قد حلّت بشهادة أهل مصركم عليكم ، غير أنّه قد عفا عن ذلك ، فابرؤوا من هذا الرَّجل يُخْلِ سبيلكم .
قالوا : لسنا فاعلين ، فأمر بقيودهم فحُلّت ، واُتي بأكفانهم فقاموا اللَّيل كلّه يُصلّون ، فلمّا أصبحوا قال أصحاب معاوية : يا هؤلاء ، قد رأيناكم البارحة أطلتم الصَّلاة ، وأحسنتم الدُّعاء ، فأخبرونا ما قولكم في عثمان ؟ قالوا : هو أوّل من جار في الحكم ، وعمل بغير الحقّ . فقالوا : أمير المؤمنين كان أعرف بكم . ثمّ قاموا إليهم وقالوا : تبرؤون من هذا الرَّجل ؟ قالوا : بل نتولاّه ۴۷ .
وأيضا في الأغاني : قال لهم حُجْر : دعوني اُصلّي ركعتين ؛ فإنّي واللّه ما توضّأت قطّ إلاّ صلّيت ، فقالوا له : صلّ ، فصلّى ثمّ انصرف ، فقال : واللّه ما صلّيت صلاةً قطّ أقصر منها ، ولولا أن يروا أنّ ما بي جزع من الموت ، لأحببت أن أستكثر منها .
ثمّ قال : اللَّهمَّ إنّا نستعديك على اُمّتنا ؛ فإنّ أهل الكوفة قد شهدوا علينا ، وإنّ أهل الشَّام يقتلوننا ، أما واللّه لئن قتلتمونا ؛ فإنّي أوّل فارس من المسلمين سلك في واديها ، وأوّل رجل من المسلمين نبحته كلابها .
فمشى إليه هدبة بن الفيّاض الأعْوَر بالسيف ، فأرعدت خصائله ۴۸ ، فقال : كلاّ ، زعمت أنّك لا تجزع من الموت ؛ فإنّا ندعك ، فابرأ من صاحبك . فقال : ما لي لا أجزع ، وأنا أرى قبرا محفورا ، وكفنا منشورا ، وسيفا مشهورا ، وإنّي واللّه إن جزعت لا أقول ما يُسخط الرَّبّ ، فقتله ۴۹ .
وأيضا في الأغاني عن أبي مِخْنَف عن رجاله : فكان مَن قُتل منهم سبعة نفر : حُجْر بن عَدِيّ ، وشَريك بن شَدَّاد الحَضْرَمِيّ ، وصَيْفِيّ بن فسيل الشَّيْبانيّ ، وقَبِيْصَة بن ضُبَيْعَة العَبْسِيّ ، ومُحْرِز بن شهاب المِنْقَريّ ، وكِدام بن حَيَّان العَنزيّ ، وعبد الرَّحمن بن حسّان العَنزي ۵۰ .
وفي تاريخ اليعقوبيّ : قالت عائِشَة لمعاوية حين حجّ ، ودخل إليها : يا معاوية ، أ قتلت حُجْر ا وأصحابه ! فأين عزب حلمك عنهم ؟ أما إنّي سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله يقول : يُقتَلُ بِمَرجِ عَذرَاءَ نَفَرٌ يَغضَبُ لَهُم أهلُ السَّماواتِ ، قال : لم يحضرني رجل رشيد ، يا أمّ المؤمنين ! ۵۱
وفي الأغانيّ عن عبْد المَلِك بن نَوْفل : كانت عائِشَة تقول : لولا أنّا لم نُغيّر شيئا قطّ ، إلاّ آلت بنا الاُمور إلى أشدّ ممّا كنّا فيه ، لغيّرنا قتل حُجْر ، أما واللّه إن كان لمسلما ما علمته حاجّا معتمرا ۵۲ .
وفي تاريخ اليعقوبيّ : روي أنّ معاوية كان يقول : ما أعدّ نفسي حليما بعد قتلي حجر ا وأصحاب حُجْر ۵۳ .
وفي تاريخ الطبريّ عن ابن سِيْرِين ـ في معاوية ـ : بلغنا أنّه لمّا حضرته الوفاة جعل يُغرغِر بالصَّوت ويقول : يومي منك يا حُجْر يوم طويل ۵۴ .

1.الطبقات الكبرى : ج۶ ص۲۱۷ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۴۶۳ الرقم۹۵ ، تاريخ مدينة دمشق :ج۱۲ ص۲۱۱ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۴ ص۳۳ .

2.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۵۳۴ ح۵۹۸۳ ، الطبقات الكبرى : ج۶ ص۲۱۷ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۱۲ ص۲۱۱ .

3.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۵۳۲ ح۵۹۷۴ ، الطبقات الكبرى : ج۶ ص۲۱۷ ، أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۷۶ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۴۶۳ الرقم۹۵ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۱۲ ص۲۰۷ ، اُسد الغابة : ج۱ ص۶۹۷ الرقم ۱۰۹۳ .

4.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۵۳۴ ح۵۹۸۳ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۴۶۳ الرقم۹۵ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۴ ص۱۹۳ ، الاستيعاب : ج ۱ ص۳۸۹ الرقم۵۰۵ ، اُسد الغابة : ج ۱ ص۶۹۷ الرقم۱۰۹۳ وفيهما « كان من فضلاء الصحابة » .

5.سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۴۶۳ الرقم۹۵ ، البداية والنهاية : ج۸ ص۵۰ .

6.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۵۳۱ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۱۲ ص۲۱۲ ، البداية والنهاية : ج۸ ص۵۰ .

7.الاستيعاب : ج ۱ ص۳۹۱ الرقم۵۰۵ ، اُسد الغابة : ج ۱ ص۶۹۸ الرقم۱۰۹۳ .

8.الجمل : ص۲۵۵ .

9.الطبقات الكبرى : ج۶ ص۲۱۸ ، اُسد الغابة : ج ۱ ص۶۹۷ الرقم۱۰۹۳ وفيه « كان من أعيان أصحابه » ،الأخبار الطوال : ص۲۲۴ وفيه « كان من عظماء أصحاب عليّ » .

10.سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۴۶۳ الرقم۹۵ .

11.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۵۳۲ ح۵۹۷۴ ، الطبقات الكبرى : ج۶ ص۲۱۸ ، أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۷۶ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۱۲ ص۲۱۰ .

12.الجمل : ص۳۲۰ ؛ الأخبار الطوال : ص۱۴۶ .

13.المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۵۳۲ ح۵۹۷۴ ، الطبقات الكبرى : ج۶ ص۲۱۸ ، أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۷۶ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۱۲ ص۲۰۷ .

14.وقعة صفّين : ص۱۱۷ ؛ تاريخ خليفة بن خيّاط : ص۱۴۶ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۳ ص۴۶۳ الرقم۹۵ وفيه « شهد صفّين أميرا » .

15.الاستيعاب : ج ۱ ص۳۸۹ الرقم۵۰۵ ، اُسد الغابة : ج ۱ ص۶۹۷ الرقم۱۰۹۳ .

16.الأخبار الطوال : ص۲۱۰ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۶۹ .

17.الجمل : ص۲۵۵ .

18.الغارات : ج۲ ص۴۲۵ ؛ تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۳۵ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۲۶ .

19.الإرشاد : ج۱ ص۱۹ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج۳ ص۳۱۲ .

20.أنساب الأشراف : ج۳ ص۲۸۰ ؛ رجال الطوسي : ص۹۴ الرقم۹۲۸ .

21.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۶۵ ، الأخبار الطوال : ص ۲۲۰ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۶ ص ۱۵ .

22.راجع : أنساب الأشراف : ج۳ ص۳۶۵ .

23.راجع : تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۵۶ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۸۹ .

24.راجع: أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۵۲ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۵۴ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۸۹ .

25.راجع: تاريخ مدينة دمشق : ج۱۲ ص۲۱۷ ، الاستيعاب : ج ۱ ص۳۸۹ الرقم۵۰۵ .

26.عَذْراء : قرية بغَوطة دمشق من إقليم خولان ، معروفة ، وإليها يُنسب مَرْج . والمَرْج : الأرض الواسعة فيها نبت كثير تمرَج فيها الدواب ؛ أي تذهب وتجيء ( معجم البلدان : ج۴ ص۹۱ وج۵ ص۱۰۰ ) .المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۵۳۲ ح۵۹۷۴ ، مروج الذهب : ج۳ ص۱۲ ، الاستيعاب : ج۱ ص۳۹۰ الرقم۵۰۵ .

27.راجع: المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۵۳۲ ح۵۹۷۸ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۱۲ ص۲۱۱ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۴ ص۱۹۴ ، مروج الذهب : ج۳ ص۱۲ وفيه « سنة ثلاث وخمسين » .

28.راجع: الأخبار الطوال : ص۲۲۴ .

29.راجع: أنساب الأشراف : ج۵ ص۱۲۹ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۲۰۳ ؛ رجال الكشّي : ج۱ ص۲۵۲ الرقم ۹۹ ، الاحتجاج : ج۲ ص۹۰ ح۱۶۴ .

30.راجع: المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۵۳۴ ح۵۹۸۴ ، أنساب الأشراف : ج۵ ص۴۸ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۷۹ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۴ ص۱۹۴ ، الاستيعاب : ج ۱ ص۳۹۰ الرقم۵۰۵ .

31.راجع: أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۷۴ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۱۲ ص۲۲۶ ، الإصابة : ج۲ ص۳۳ الرقم۱۶۳۴ ؛ تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۳۱ .

32.راجع: سِيَر أعلامِ النبلاء : ج۳ ص۴۶۵ الرقم۹۵ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۱۲ ص۲۲۶ ، تاريخ الطبري :ج۵ ص۲۷۹ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۴ ص۱۹۴ .

33.راجع: أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۷۵ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۱۲ ص۲۳۱ .

34.راجع: المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۵۳۲ ح۵۹۷۴ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۱۲ ص۲۱۰ .

35.الأمالي للطوسي : ص۱۷۴ ح۲۹۳ ، الغارات : ج۲ ص۴۸۱ نحوه .

36.القُطْقُطانة : موضع قرب الكوفة من جهة البرِّيّة بالطفّ ، كان بها سجن النُّعمان بن المنذر ( معجم البلدان : ج ۴ ص ۳۷۴ ) .

37.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۶ .

38.ضارست الاُمور : جرّبتها وعرفتها ( لسان العرب : ج۶ ص ۱۱۸ ) .

39.وقعة صفّين : ص۱۰۴ .

40.تاريخ مدينة دمشق : ج۱۲ ص۲۲۷ عن ابن زرير وراجع المناقب لابن شهرآشوب : ج۲ ص۲۷۲ .

41.النساء : ۱۳۵ .

42.الأغاني : ج۱۷ ص۱۳۷ ، أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۵۲ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۵۴ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۸۸ كلّها نحوه .

43.الطبقات الكبرى : ج۶ ص۲۱۷ وراجع مروج الذهب : ج۳ ص۱۲ ، تاريخ الطبرى¨ : ج۵ ص۲۵۶ و۲۵۷ .

44.الطبقات الكبرى: ج ۶ ص ۲۲۰.

45.تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۶۸ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۹۶ وراجع البداية والنهاية :ج۸ ص۵۱ .

46.الأغاني : ج۱۷ ص۱۴۹ ، أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۶۲ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۶۸ عن أبي الكنود .

47.الأغاني : ج۱۷ ص۱۵۵ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۷۵ ، أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۶۶ نحوه .

48.الخصيلة : لحم العضدين والفخذين والساقين ، وجمعها خصائل ( النهاية : ج۲ ص ۳۸ ) .

49.الأغاني : ج۱۷ ص۱۵۵ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۷۵ .

50.الأغاني : ج۱۷ ص۱۵۷ ، أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۷۱ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۷۷ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۹۸ .

51.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۳۱ ؛ تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۵۷ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۵۰۰ كلاهما نحوه وليس فيهما قوله صلى الله عليه و آله .

52.الأغاني : ج۱۷ ص۱۵۸ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۷۹ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۹۹ .

53.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۳۱ .

54.تاريخ الطبري : ج۵ ص۲۵۷ و ص ۲۷۹ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۵۰۰ كلاهما نحوه .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة جلد1
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 182238
صفحه از 568
پرینت  ارسال به