443
مكاتيب الأئمّة جلد1

مكاتيب الأئمّة جلد1
442

أبو أيّوبَ الأنْصارِيّ

هو خالد بن زَيْد بن كُلَيب ، أبو أيّوب الأنْصاريّ الخَزْرَجيّ ، وهو مشهور بكنيته .
من صحابة رسول اللّه صلى الله عليه و آله . نزل النَّبيّ صلى الله عليه و آله في داره عند هجرته إلى المدينة ۱ . شهد أبو أيّوب حروب النَّبيّ جميعها ۲ . وكان بعد وفاة رسول اللّه صلى الله عليه و آله من السَّابقين إلى الولاية ، والثَّابتين في حماية حقّ الخلافة ۳ ، ولم يتراجع عن موقفه هذا قطّ ۴ . وعُدَّ من الإثني عشر الَّذين قاموا في المسجد النَّبويّ بعد وفاة النَّبيّ صلى الله عليه و آله ، ودافعوا عن حقّ عليّ عليه السلام بصراحة ۵ .
لم يَدَع أبو أيّوب ملازمة الإمام عليه السلام وصحبته. واشترك معه في كافّة حروبه الَّتي خاضها ضدّ مثيري الفتنة ۶ . وكان على خيّالته في النَّهروان ۷ ، وبيده لواء الأمان .
ولاّه الإمام على المدينة ۸ ، لكنّه فرّ منها حين غارة بُسْر بن أرطاة عليها ۹
. وعَقَد له الإمام عليه السلام في الأيّام الأخيرة من حياته الشَّريفة لواءً على عشرة آلاف ، ليتوجّه إلى الشَّام مع لواء الإمام الحسين عليه السلام ، ولواء قَيْس بن سَعْد لحرب معاوية ، ولكنّ استشهاد الإمام عليه السلام حال دون تنفيذ هذه المهمّة ، فتفرّق الجيش ، ولم يتحقّق ما أراده الإمام عليه السلام ۱۰ .
وكان أبو أيّوب من الصَّحابة المكثرين في نقل الحديث . وروى في فضائل الإمام عليه السلام أحاديث جمّة . وهو أحد رواة حديث الغدير ۱۱ ، وحديث الثَّقلين ، وكلام رسول اللّه صلى الله عليه و آله للإمام عليه السلام حين أمره بقتال النَّاكثين ، والقاسطين ، والمارقين ۱۲ ، ودعوتهِ صلى الله عليه و آله أبا أيّوب أن يكون مع الإمام عليه السلام ۱۳ .
توفّي أبو أيّوب بالقسطنطينيّة سنة 52 ه ، عندما خرج لحرب الرُّوم ، ودُفن هناك ۱۴ .
في وقعة صفِّين عن الأعْمَش : كتب معاوية إلى أبي أيّوب خالد بن زَيْد الأنْصاريّ ـ صاحب منزل رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وكان سيّدا معظّما من سادات الأنصار ، وكان من شيعة عليّ عليه السلام ـ كتابا ، وكتب إلى زياد بن سُمَيَّة ـ وكان عاملاً لعليّ عليه السلام على بعض فارس ـ كتابا ؛ فأمّا كتابه إلى أبي أيّوب فكان سطرا واحدا : لا تنسى شَيْباءُ أبا عُذرتها ، ولا قاتلَ بِكرها .
فلم يدرِ أبو أيّوب ما هو ؟ فأتى به عليّا وقال : يا أمير المؤمنين ! إنّ معاوية ابن آكّالة الأكباد ، وكهف المنافقين ، كتب إليَّ بكتاب لا أدري ما هو ؟ فقال له عليّ : « وأيْنَ الكِتابُ ؟ » فدفعه إليه فقرأه وقال :
« نَعَمْ ، هذا مَثَلٌ ضَربهُ لَكَ ، يَقُولُ : ما أنسى الَّذي لا تَنسى ، الشَّيْباءُ لا تنسى أبا عذرتها » ، والشّيباء : المرأة البكر ليلة افتضاضها ، لا تنسى بعلها الَّذي افترعها أبدا ، ولا تنسى قاتل بِكرها ؛ وهو أوّل ولدها . كذلك لا أنسى أنا قتل عثمان ۱۵ .

1.المعجم الكبير : ج ۴ ص۱۱۷ ح۳۸۴۶ ، الطبقات الكبرى : ج۱ ص۲۳۷ ، تهذيب الكمال : ج۸ ص۶۶ الرقم۱۶۱۲ ، تاريخ بغداد : ج ۱ ص۱۵۳ الرقم۷ .

2.راجع: المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۵۱۸ ح۵۹۲۹ ، الطبقات الكبرى : ج۳ ص۴۸۴ ، تهذيب الكمال : ج۸ ص۶۶ الرقم۱۶۱۲ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۲ ص۴۰۵ الرقم۸۳ .

3.راجع: رجال الكشّي : ج ۱ ص۱۸۲ الرقم ۷۸ .

4.راجع: الخصال : ص۶۰۸ ح۹ ، عيون أخبار الرضا : ج ۲ ص۱۲۶ ح۱ .

5.راجع: الخصال : ص۴۶۵ ح۴ ، رجال البرقي : ص۶۶ ، الاحتجاج : ج ۱ ص۱۹۹ ح۱۲ .

6.الاستيعاب : ج۲ ص۱۰ الرقم۶۱۸ ، اُسد الغابة : ج ۲ ص۱۲۲ الرقم۱۳۶۱ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج۲ ص۴۱۰ الرقم۸۳ .

7.تاريخ الطبري : ج۵ ص۸۵ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۰۵ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۶۹ .

8.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۳۹ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ص۱۵۲ ، سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۲ ص۴۱۰ الرقم۸۳ ؛ الغارات :ج۲ ص۶۰۲ .

9.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۳۹ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۳۰ ؛ الغارات : ج۲ ص۶۰۲ .

10.نهج البلاغة : ذيل الخطبة ۱۸۲ عن نوف البكالي .

11.راجع: رجال الكشّي : ج ۱ ص۲۴۶ الرقم ۹۵ ؛ اُسد الغابة : ج ۳ ص۴۶۵ الرقم۳۳۴۷ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۴۲ ص۲۱۴ .

12.راجع: المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۱۵۰ الرقم۴۶۷۴ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۴۲ الرقم۴۷۲ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۳۰۷ .

13.تاريخ بغداد : ج۱۳ ص۱۸۶ وج۱۸۷ ص۷۱۶۵ ، تاريخ مدينة دمشق : ج۴۲ ص۴۷۲ .

14.راجع : المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص۵۱۸ ح۵۹۲۹ ، الطبقات الكبرى : ج۳ ص۴۸۵ ، المعجم الكبير : ج ۴ ص۱۱۸ ح۳۸۵۰ وفيه « سنة ۵۱ ه » و ح ۳۸۵۱ وفيه « سنة ۵۰ ه » وراجع سِيَر أعلامِ النبلاء : ج ۲ ص۴۱۲ الرقم۸۳ ، الاستيعاب : ج۲ ص۱۰ الرقم۶۱۸ .

15.وقعة صفّين : ص۳۶۶ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة جلد1
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 182258
صفحه از 568
پرینت  ارسال به