غيرهم، واختصاص علم الدين وعلم القرآن بأجمعه بهم عليهم السلام ، وعدم جواز الإفتاء في الأحكام وتفسير الكتاب لغيرهم، وانّ المرجع الوحيد في المسائل الدينيّة اُصولاً وفروعاً هو أهل البيت عليهم السلام كما نستفيد ذلك من قوله صلى اللَّه عليه و آله: «لَن يَفتَرِقا»؛ لأنّ معنى عدم افتراق الكتاب عنهم: أنّ الكتاب لو افترق عنهم لا ينطق ولا يدرك معناه، لأنّ كلّ آية من الآيات اختُلف في معناها بين وجهين أو وجوه، فكيف يهتدى به، وكيف يكون بياناً لكلّ شيء ديني، مع أنّ اللَّه تعالى قال: (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ)۱، فلا يجوز تفسيره إلّا ببيان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله أو من عيّنه لذلك، كما أنّ معنى عدم افتراقهم عن الكتاب: أنّهم لا يقولون، ولا يعملون، ولا يقرّرون، ولا يقدّمون، ولا يحجمون، إلّا ما قاله الكتاب، ولا يصدر منهم خلاف الكتاب عمداً وسهواً ونسياناً، وهو العصمة من العصيان والخلاف عمداً وسهواً ونسياناً وجهلاً.
ونهى عن تعليم أهل البيت عليهم السلام؛ وعلّل ذلك بأنّ أهل البيت عليهم السلام أعلم الاُمّة ، كما في بعض النصوص: فَلا تَسبِقوهُم فَتَهلِكوا ، ولا تُعَلِّموهُم؛ فَإِنَّهُم أعلَمُ مِنكُم .
الثامن: قوله صلى اللَّه عليه و آله: «إنَّهُم لَن يُخرِجوكُم مِن بابِ هُدًى ، ولَن يُدخِلوكُم في بابِ ضَلالَةٍ۲؛ أحلَمُ الناسِ صِغاراً ، وأعلَمُ الناسِ كِباراً ».۳ دليل آخر على عصمتهم عليهم السلام ، وقد وقعت هذه الجملة في أحاديث اُخر.
تذكار
هذا كلّه ما استفيد من الحديث الشريف على نقله من طرق أهل السنّة والشيعة، ولا بأس بالإشارة إلى ما في طرق أصحابنا عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام من المطالب : في رواية إكمال الدين،۴ و إثبات الهداة،۵وكتاب سليم،۶ والغيبة للنعمانيّ،۷ والاحتجاج۸كلّهم عن سليم - مع اختلاف يسير - :
قام عمر بن الخطّاب - وهو شبه المغضب - فقال: يا رسول اللَّه، أ كلّ أهل بيتك؟ قال : «لا،
1.القيامة: ۱۹ .
2.الكافي : ج۱ ص۲۸۷ ح۱ عن أبي بصير .
3.كمال الدين : ص۲۵۴ ح ۳ .
4.إكمال الدين: ص ۲۷۹ ح ۲۵.
5.إثبات الهداة: ج ۱.
6.كتاب سليم بن قيس: ص ۲۰۱ و۳۰۰.
7.الغيبة للنعماني: ص ۷۸ ح ۸ .
8.الاحتجاج: ج۱ ص ۲۱۷.